• 29 مارس 2024

السياسي التركي الذي حارب الصهيونية..نجم الدين أربكان

أبرز زعماء تيار الإسلام السياسي في تركيا، نجح في تولي العديد من المناصب الهامة، وترك بصمات لا يمكن لأحد أن ينكرها، فهو أول من استطاع أن يوصل الإسلاميين إلى السلطة في تاريخ تركيا المعاصر.

هو مهندس، وسياسي بارع اشتهر بتوجهاته الإسلامية تولى رئاسة وزراء تركيا في الفترة من عام 1996 ميلاديا، وحتى 1997 ميلاديا.

المولد والنشأة

ولد نجم الدين أربكان في التاسع والعشرين من أكتوبر عام 1926 ميلاديا في تركيا. درس أربكان الهندسة في ألمانيا وترعرع في كنف الطريقة النقشبندية.

الوظائف والمسئوليات

 بعد أن تخرج أربكان من كلية الهندسة بدأت رحلته السياسية فتولى رئاسة اتحاد النقابات التجارية، وأصبح أحد أعضاء مجلس النواب، ولكنه لم يتمتع بالمشاركة بالحكومات المختلفة، والسبب في ذلك هو نشاطه الذي كان معاديا للعلمانية، و لكنه لم يستسلم لذلك فقد أسس حزبه (النظام الوطني) الذي كان بمثابة اختراق يؤكد على رفضه لتطرف القوى العلمانية.. ،و لكن الأمر لم يستمر طويلا فقد تم حل هذا الحزب بناء على قرار من المحكمة الدستورية ،و لم يتخلى أربكان عن ما كان يحمله بداخله من أفكار ففي عام 1972 ميلاديا قام أربكان بتأسيس حزب السلامة الوطني ،و لم يحظى أربكان هذه المرة بغضب الجيش ،و تمكن بالفعل من المشاركة بالانتخابات العامة .

علاقته بالدول العربية

كان نجم الدين أربكان يهتم بالعلاقات مع الدول العربية والإسلامية، وعندما كان نائبًا لرئيس الوزراء ورئيس الوزراء التركي أول عمل قام به هو بدء تقارب حقيقي بين تركيا والدول الإسلامية. أيضا فقد كان أول شروط أربكان للدخول في ائتلاف حكومي مع “حزب العدالة” بقيادة سليمان دميريل، وبعدها مع “حزب الشعب الجمهوري” بقيادة بولند أجاويد، إعطاء أهمية خاصة للقرارات التي تربط بين الشعبين التركي والعربي.

كما كان أربكان عدوًا للصهيونية ومحاميًا عن فلسطين، وفي كلمته التي ألقاها في البرلمان التركي بعام 1980 قدم مشروع قانون إلى مجلس النواب التركي حول قطع علاقات تركيا مع الكيان الصهيونية.

وفي نفس العام، نظم حزب السلامة الوطنية الإسلامي بزعامة نجم الدين أربكان في مدينة قونيا وسط البلاد، مظاهرة في يوم القدس العالمي للتضامن مع إخوانهم أهل فلسطين، شارك فيها أكثر من مليون تركي وحملوا مجسمًا لقبة الصخراء المشرفة ولافتة عليها “لا إله إلا الله محمد رسول الله” وطلبوا قطع جميع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع إسرائيل، هذه المظاهرة كان يراها العلمانيون بدء تحويل تركيا إلى دولة الشريعة.

وفي اليوم التالي، قامت القوات المسلحة التركية بقيادة الجنرال “كنعان إفرين” اليساري بالانقلاب العسكري، وعقب ذلك مباشرة تم إصدار قانون “لوائح اللباس في مؤسسات العامة”، وبسبب ذلك مُنِعت المُحجّبات من ممارسة عملهن في المؤسسات العامة بحجابهن لكي لا يقُمن بالعمل ورؤوسهن مكشوفة. وأُغلِق حزب السلامة الوطنية وسُجِن أربكان ومُنِع النشاطات الإسلامية في تركيا.

. استمرت مواقف نجم الدين أربكان التي أكدت جميعها على دعمه الشديد للعالم الإسلامي فدعا لعقد مؤتمر اسلامي ،و بدأت تركيا تقوم بالتدخل في المشكلات الداخلية ،و تقوم بحلها ،و كان من أبرز مواقفها محاولاتها لوجود حل لمشكلات التي كانت قائمة بين المجاهدين في أفغانستان .

دخوله السجن

بعد أن خرج من الحكومة قام حزبه بتقديم بمشروع قانون للحكومة التركية يدعوها لقطع العلاقات مع اسرائيل، و في سبيل ذلك نظمت مظاهرات شارك بها أربكان، و على أثر ذلك حدث الكثير من التغيرات كان من بينها أن التيار العلماني عاد لقوته التي كان عليها ،و تم حل الأحزاب ،و اعتقال النشاطين الإسلاميين بجانب اليساريين أيضا ،و كان أربكان واحد من بين الأشخاص الذين دخلوا السجون ،و خرج منه بعد ثلاثة سنوات ،و لن يتراجع عن موقفه ،و بدأ يسعى بقوة مع للانفتاح على العالم الإسلامي

وفاته

توفي نجم الدين أربكان ،في السابع و العشرين من فبراير عام 2011 ميلاديا في احدى مستشفيات أنقرة عن عمر يناهز أربعة و ثمانون عاما، و حضر جنازة أربكان أبرز الشخصيات التركية، و القيادات الإسلامية، و كان من بين الحضور رجب طيب أردوغان ،و عبد الله جول ،و الشيخ راشد الغنوشي .

أقرأ أيضاً

ناظم حكمت.. شاعر تركي أثر في الأدب العربي

فريق التحرير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *