• 29 مارس 2024
 الشاي التركي ثقافة شعب وعائد اقتصادي هام

الشاي التركي ثقافة شعب وعائد اقتصادي هام

الشاي التركي ثقافة شعب وعائد اقتصادي هام

يكاد يكون الشاي التركي جزأ لا يتجزأ من حياة المواطن التركي، وعلى الرغم من شهرة القهوة التركية عالمياً إلى درجة أن الناس قد تظن أن القهوة هي المشروب الشعبي الأول في البلاد؛ إلا أن الحقيقة هي أن الشاي هو سلطان الموائد والجلسات في المجتمع التركي.

ولدرجة ارتباط الشاي بالثقافة الشعبية التركية؛ فهناك مقولة مفادها: “الشاي مثل الحب، وأن تكون محبوباً مثل السكر، أما المساكين أمثالنا فيشربون الشاي بدون سكر”

تاريخ الشاي التركي وكأس الزنبق

يُقال إن أول من شرب الشاي من الأتراك الشيخ أحمد يسوي حين كان في زيارة إلى تركمانستان، وعلى الرغم من دخول الشاي إلى الثقافة التركية من القدم إلا أنه انتشر مع بداية القرن التاسع عشر بعد غلاء أسعار القهوة وتوجه الناس إلى شرب الشاي الأقل تكلفة، وقد أثر العامل الاقتصادي أيضاً في شكل كؤوس الشاي التي باتت أقل حجماً، إلا أن ذلك لم يقلل من جمالية كأس الشاي التركي الذي استوحيَ تصميمه من شكل زهرة الزنبق، ومع انتشار الشاي في المجتمع أصبح رمزاً للضيافة والترحاب وإكرام الضيف، والتعبير عن المودة والسلام.

اقرأ ايضا: جامعة إسطنبول صرح تعليمي عريق وقديم ومستقبل تعليمي مشرق

الشاي التركي ثقافة شعب وعائد اقتصادي هام
الشاي التركي ثقافة شعب وعائد اقتصادي هام

فوائد الشاي التركي

بالإضافة إلى كونه تجربة اجتماعية، يتمتع الشاي التركي بالعديد من الفوائد الصحية أيضًا، فقد أظهرت بعض الدراسات في هولندا؛ أن الشاي الأسود يساعد على تنظيم الأوعية الدموية والقلب، وبالتالي يقلل من فرص الإصابة بالسكتة الدماغية أو النوبة القلبية، كما أن مركبات الفلافونويد الموجودة في الشاي الأسود تحافظ على نسبة الكوليسترول منخفضة، وتساعد على استقرار عملية التمثيل الغذائي في الجسم، وتقلل من مخاطر الإصابة بمرض السكري.

تقاليد الشاي التركي

يعتبر التقليد الأساسي للشاي التركي هو طريقة تصنيعه المميزة، حيث يتم الاستعانة بإبريقين، حيث يتم غليّ الماء أبريق كبير وفوقه ابريق صغير يحتوي على أوراق الشاي المخمرة بماء ساخن، وعند التقديم يتم مزج الماء المغلي مع الشاي المخمر في الكأس الزنبقي، ومن عادة الأتراك شرب الشاي بدون سكر، ومن آداب الشاي التركي؛ عدم رده حين يقدّم إليك، ذلك لأن تقديم الشاي إلى الضيف يعد مبالغة في المودة، ومن المعيب عدم قبوله.

أنواع الشاي التركي

يعتبر الشاي الأسود هو النوع الأساسي من بين أنواع الشاي التركي، وتشتهر بصناعته شركة شايكور الحكومية التي تأسست في ريزا (شمال شرق تركيا) وتوظف أكثر من 10 آلاف في 45 مصنع تابع لها منتشرة في بالبلاد.

 

الشاي التركي ثقافة شعب وعائد اقتصادي هام
الشاي التركي ثقافة شعب وعائد اقتصادي هام

كما تشتهر تركيا ببعض أنواع شاي الفواكه، بنكهات مثل الرمان والبرتقال والتفاح والليمون والكرز، وأشهرها شاي التفاح الذي اكتسب سمعة طيبة في مجال السياحة باعتباره المشروب المثالي الذي يقدم للمسافرين، خاصة أثناء التسوق، وتباع أصناف شاي الفواكه عادة في البازارات (الأسواق الأسبوعية المحلية)، ويهتم الأجانب بشاي الفواكه أكثر من الشاي الأسود الذي يفضله الأتراك.

ريزا عاصمة الشاي التركي

تتمتع ولاية ريزا التركية (المعروفة باسم عاصمة الشاي في تركيا)، بمناخ معتدل يتناسب مع الطبيعة الجغرافية للمنطقة على سفوح الجبال الخضراء المغطاة بمزارع الشاي، التي تعتبر التجارة الرئيسية في المنطقة، تشير بعض التقديرات إلى أن كل شخص بالغ في ريزا يعمل في صناعة الشاي، وتعتبر مزارع الشاي في ولاية ريزا من الأماكن السياحية المميزة باللون الأخضر المبهج وروائح الازهار والأشجار الزكية.

ويمكن ممارسة العديد من الأنشطة خلال القيام بالجولات السياحية في ريزا، مثل المشي بين مزارع الشاي، ومشاهدة حصاد أوراق الشاي وسط أجواء مبهجة، أو شراء الشاي الطازج من المزارع، أو شرب الشاي التركي أصلي من مصدره، أو دخول معرض ريزا الذي يحكي تاريخ الشاي في المنطقة، أو القيام بزيارة منطقة إيكيزدير المشهورة بحمامات الشاي الأخضر الكبريتية، والتي تعتبر من أبرز وجهات السياحة العلاجية في تركيا.

الشاي التركي ثقافة شعب وعائد اقتصادي هام
الشاي التركي ثقافة شعب وعائد اقتصادي هام

عائدات الشاي التركي 2021

شهد قطاع زراعة الشاي في تركيا تحسناً ملحوظاً منذ بداية العام الحالي، حيث ارتفعت صادرات الشاي من تركيا إلى دول العالم؛ على صعيد الكمية والقيمة.

وبحسب بيانات أحصتها وكالة الأناضول من اتحاد مصدري شرقي البحر الأسود؛ بيّنت أن عائدات صادرات الشاي التركي بلغت 6 ملايين و517 ألف دولار، خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي 2021. وصدّرت تركيا خلال الفترة بين يناير / كانون الثاني – أبريل/ نيسان 2021، مليونا و605 آلاف كيلو غراما من الشاي.

وصرّح نائب رئيس اتحاد مصدري شرقي البحر الأسود، السيد؛ أحمد حمدي غور، بأن صادرات الشاي حققت زيادة 19 % في الكمية، مقارنة بالأشهر الأربعة الأولى من العام المضي 2020، فيما ارتفعت عائدات صادرات الشاي؛ محققةً نمواً بنسبة 25 % مقارنة بذات الفترة من العام الماضي 2020.

اقرأ ايضا: صناعة الآلات في تركيا.. حقائق ومميزات

اقرأ ايضا: مرسين التركية.. الجنة وجهنم على بعد خطوة من الشرفة ما هي القصة ؟

وأشار إلى أن بلدان الاتحاد الأوروبي قد تصدرت قائمة الدول الأكثير استيراداً للشاي التركي. حيث وصلت صادرات الشاي التركي، خلال الأربع أشهر الأولى من العام الحالي 2021 إلى 96 دولة، وقد احتلت في صدارة قائمة البلدان الأكثر استيراداً للشاي التركي؛ بلجيكا بالمرتبة الأولى، وألمانيا بالمرتبة الثانية، والولايات المتحدة الأمريكية بالمرتبة الثالثة.

إعداد: فاضل محمد ماهر الحايك

فريق التحرير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *