• 28 مارس 2024
 العلاقات التركية الكويتية تاريخ متجذر واستراتيجية نحو مستقبل مشرق

العلاقات التركية الكويتية تاريخ متجذر واستراتيجية نحو مستقبل مشرق

العلاقات التركية الكويتية تاريخ متجذر واستراتيجية نحو مستقبل مشرق

الكاتب الصحفي محمد السكني – تركيا – تجذر التاريخ وكتب سطور عن العلاقات التركية الكويتية التي انعكست صورتها على مستقبل الصداقة المتينة بين الدولتين التي نشأت منذ الأزل إبان الدولة العثمانية في عام 1871 واشتد عودها في وقتنا الحاضر والذي رسم استراتيجية دولة الكويت وعلاقتها مع تركيا في كافة المجالات، وجميعنا يعلم المبادئ الأساسية لسياسة الكويت الخارجية التي عززت سياسة صفر مشاكل مع دول العالم، وهذه السياسة عززت أواصر الصداقة بين تركيا والكويت منذ بدايتها في عام 1969.

العلاقات التركية الكويتية تاريخ متجذر

التاريخ لا ينسى، وسيبقى حاضراً في أفئدتنا وعقولنا يعيد علينا شريط الذكريات من تواريخ حفرت في كتب الماضي، فالعلاقات التركية الكويتية ليست وليدة اليوم وإنما كتبت في صفحات التاريخ منذ 53 عاماً عندما وقعت كلاً من تركيا والكويت اتفاقية إقامة العلاقات الدبلوماسية عام 1969م، ثم سارع الطرفان إلى افتتاح السفارات وتعيين السفراء في كلاً من تلك الدول.

فالتاريخ كتاب لا يترك حرفاً أو رقماً دون توثيقه، و العلاقات التركية الكويتية لها صلات تاريخية وثقافية ودينية جمعت الشعبين الشعب التركي والشعب الكويتي وأهمهما رابط الإسلام وشكلت العلاقات التركية الكويتية رمزاً من رموز الصداقة يحتذى به بين استراتيجيات سياسة الدول الخارجية.

ارتباط الكويت بالدولة العثمانية

فكانت الدولة العثمانية هي الأرضية الصلبة التي كانت ركيزة وصمام أمان العلاقات التركية الكويتية في وقتنا الحاضر، فكانت العلاقات في صفحات التاريخ مليئة بالأحداث بين الكويت والدولة العثمانية، ففي عام 1871 اشتركت القوات الكويتية بالحملة العثمانية التي شنها والي بغداد مدحت باشا لاحتلال الأحساء والقطيف، حيث ساند حاكم الكويت الشيخ عبد الله بن صباح الصباح الحملة بأسطول بحري يقوده بنفسه.

وفي صفحات مذكرات مدحت باشا ذكر أن 80 سفينة تتبع لحاكم الكويت نقلت المؤن واللوازم الحربية في تلك الحقبة من الزمن إلى الجيش العثماني في حربه وأرسل الحاكم قوة برية بقيادة أخيه الشيخ مبارك الصباح ضمت العديد من قبائل البدو للمشاركة في المعركة.

وبعد نجاح الحملة العثمانية منح مدحت باشا حاكم الكويت لقب قائم المقام مكافأة له على خدماته للدولة العثمانية وظل اللقب ينظر له كمنصب شرفي في ذلك الوقت وعلى غرار ذلك تعهدت الدولة العثمانية باستمرار الكويت ذاتية الحكم.

ولم يخضع الكويتيون في حقبة الدولة العثمانية إلى التجنيد ولم يدفعوا أي ضريبة مالية للعثمانيين ولم تتواجد أي إدارة مدنية عثمانية أو أي حامية عسكرية في الكويت بل كانت ذاتية الحكم.

اقرأ ايضا: خاص| زيارة وفد دبلوماسي تركي إلى الكويت.. مرحلة جديدة من العلاقات الاقتصادية بين البلدين

اتفاقية عام 1970م

ونمت تلك العلاقات التاريخية بين البلدين منذ وضع حجر أساس السفارات بين تركيا والكويت في ذاك العام، وفي عام 1970 وقعت الدولتان اتفاقية النقل البري للبضائع والمسافرين والتي ساهمت في تمكين عجلة التجارة والاستثمار والسياحة المتبادلة بين البلدين والذي شجع المستثمرين الكويتيين إلى القدوم لتركيا من أجل استثمار أموالهم ونقل مشاريعهم إلى الأناضول.

اتفاقيات عام 1975م و1977م و1979م

وكانت العلاقات التركية الكويتية مبنية على أساس الاحترام المتبادل لسياسة كلتا البلدان والتعاون والمصالح المشتركة بين البلدين، إذ وقع الطرفان اتفاقيات كثيرة أحداها اتفاقية ثقافية وقعت في عام 1975 والأخرى اتفاقية للتعاون في الخدمات الجوية في عام 1977.

وفي عام 1979 قدمت الكويت قرضها الأول إلى تركيا عبر الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية بهدف تمويل مشروع خطوط نقل الكهرباء عبر البوسفور، وهذا المشروع يعد أبرز نقاط التحول في العلاقات التركية الكويتية في تلك الفترة والذي يمثل اختراق كبير في العلاقات التركية الكويتية خاصة في تمويل مشاريع داخل تركيا ومنه انطلق الطرفان الى تنفيذ العديد من المشاريع في تركيا وضمن العديد من القطاعات مثل الطاقة والصرف الصحي والمواصلات والنقل والمياه وغيرها.

اتفاقيات عام 1982م و1986م و1988م

واشتدت أواصر العلاقات التركية الكويتية عاماً بعد عام ووصلت إلى المجال الاقتصادي والفني والصناعي ففي عام 1982 وقع الطرفان اتفاقية مشتركة للتعاون الاقتصادي والفني والصناعي، ثم تلاها اتفاقية أخرى بعد 4 سنوات في عام 1986 إذ وقعتا الدولتان اتفاقية للحوالات البريدية عام 1986 وأخرى بعد عامين لتشجيع وحماية الاستثمارات والمستثمرين في عام 1988.

حرب الخليج الثانية 1990-1991م

وجلنا يعلم أن الصديق يكون وقت الضيق، فكانت تركيا خير صديق للكويت في ذلك الوقت فبعد تحرير الكويت من الغزو العراقي بين عامي 1990م و1991م وما تسمى بحرب الخليج الثانية، كان لأنقرة دوراً كبيراً ومؤثراً وموقفاً داعما للكويت فالساعات الأولى.

فاعتبرت تركيا غزو العراق للكويت بأنه أعمال همجية واعتداء غاشم وعدواناً وانتهاكاً لسيادة الكويت وانتهاكا للقانون الدولي ومبدأ الشرعية الدولية، فيما أعلنت تضامنها الكامل مع الكويت مطالبة بعودة سيادة الكويت واستقلال أراضيها.

وكان من أبرز المواقف المؤثرة المشرفة التي اتخذتها أنقرة إبان الغزو العراقي للكويت، منع عبور حاملات النفط العراقي أراضيها، وانضمت إلى التحالف الدولي المتكون من 34 دولة، وكانت مساهمة بشكل كبير في تحرير الكويت وفي فعالية قوات التحالف الدولية رغم الخسائر الاقتصادية التي تكبدتها تركيا جراء موقفها السياسي والعسكري من تحرير الكويت.

 

تحرير الكويت 1991

وفور تحرير الكويت أراضيها من الغزو بدأت الجولات المكوكية بين البلدين وزادت متانة العلاقات التركية الكويتية وشهدت تطورا إلى مستويات كبيرة وملفتة في عدة مجالات بعد زيارة أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح إلى تركيا في شهر نوفمبر من عام 1991.

وأبت الكويت إلا أن ترد شكرها وامتنانها من تركيا ودورها وموقفها من غزو العراق للكويت، إذ أعرب أمير الكويت عن تقدير بلاده وامتنانه الشخصي لموقف أنقرة من الغزو وتضامنها مع حق الشعب الكويتي.

اقرأ ايضا: شنطوب في الكويت: العالم بدأ يدرك عدالة الحقوق الفلسطينية

 

زيارة الرئيس التركي للكويت 1997

وفي خضم تطور العلاقات التركية الكويتية زار الرئيس التركي سليمان ديميريل الكويت في عام 1997، وعقب هذه الزيارة جرى محادثات مع أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح لتوطيد العلاقات الثنائية والمباحثات في عدد من القضايا المشتركة التي تهم البلدين.

وخلال الزيارة جرى توقيع اتفاقية مشتركة بين البلدين قضت بمنع الازدواج الضريبي واتفاقية أخرى لتعزيز التعاون الثقافي بين أنقرة والكويت.

 

زلزال إسطنبول 1999

وقدم الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية في عام 1999 حتى نهاية شهر نوفمبر 2009م 12 قرضا بلغت قيمتها 106 ملايين دينار كويتي وذلك لتمويل مشروعات ذات أولوية كبرى في مختلف القطاعات وأهمها قرض بقيمة 53 مليون دولار لإعادة بناء وتأهيل شبكة طرق تربط وحدات التوطين السكنية التي بنيت عقب زلزال إسطنبول في 17 أغسطس 1999 بمنطقة مرمرة، وضمن برنامج الدعم الكويتي نفسه قدم الصندوق قرضا إلى تركيا بقيمة 28 مليون دولار بهدف إعادة تأهيل البنية التحتية التي تضررت من الزلزال المدمر.

وكانت من ضمن القطاعات والأنشطة التي مولتها القروض الكويتية في تركيا قطاع الطاقة والمياه والصرف الصحي والنقل والمواصلات.

 

زلزال مدينة وان التركية
زلزال مدينة وان التركية

العلاقات التركية الكويتية استراتيجية نحو مستقبل مشرق

العلاقات التركية الكويتية كانت ولا زالت تتطور أكثر عاماً بعد عام فخلال 53 عام ارتبطت تركيا بالكويت ارتباطاً وثيقاً ومتميزاً والتعاون في العديد من المجالات وتوقيع عدد كبير من الاتفاقيات المشتركة بين البلدين، وكان لهذه الاتفاقيات دوراً كبير في تعزيز التعاون في الجوانب السياسية، وبفضل سياسة الكويت وتركيا لم تتعارض سياسات تركيا والكويت في ملف من الملفات.

بل كانت الكويت مبتعدة عن الخلافات الخليجية التركية في السنوات العشرة الأخيرة، وكانت على علاقة صداقة متينة مع أنقرة، وهذا الأمر عزز من توقيع المزيد من الاتفاقيات بين البلدين وساهم في زيادة الاستثمارات والتجارة المتبادلة بين تركيا والكويت.

وأرى أن العلاقات التركية الكويتية ستتطور في السنوات المقبلة وستنتقل إلى مراحل أخرى وستتصاعد وتيرة العلاقات التركية الكويتية في كافة المجالات الاقتصادية والعسكرية والثقافية، وسيكون للكويت تعاون دفاعي مع تركيا وخاصة أن تركيا أصبح لديها بزار من الأسلحة ذات الصناعة المحلية والتي أصبحت تتفوق على العديد من دول العالم.

اقرأ ايضا: غازي: نسعى لتطوير العمل الاقتصادي بين الكويت وتركيا

 

التعاون الدفاعي العسكري 2008-2021

ووقعت عشرات الاتفاقيات العسكرية بين الكويت وأنقرة ما بين عام 2008 إلى 2014م، كانت من أبرزها توقيع مذكرة تفاهم لتبادل الخبرات العسكرية والتدريب والتعليم العسكري واجراء مناورات عسكرية مشتركة وبالفعل جرت هذه المناورات بين البلدين.

وذاع صيت تركيا في مجال الصناعات العسكرية الذي جعلها من أهم الدول المصدرة للأسلحة المتطورة والمسيرات والعربات المصفحة والمسيرة والأسلحة غير التقليدية وغيرها.

وبذلك فإن الكويت وضعت تركيا تحط أنظارها في المجال العسكري كما إن العلاقات التركية الكويتية في هذا الجانب ستنهض وستذهب إلى أماكن أخرى، خاصة أن الجيش الكويتي في 10 أكتوبر 2018 وقع عبر رئيس الأركان العامة للجيش الكويتي اتفاقية تعاون دفاعي مع القوات المسلحة التركية.

وبدوره، قال الجيش الكويتي في بياناً له، إن “الاتفاقية تأتي ضمن توحيد الجهود، واستمرار التنسيق العسكري، وتبادل الخبرات”.

وهذه الاتفاقية سيكون لها ما بعدها، خاصة بعد التقارب الخليجي مع تركيا مؤخرا والدور التركي في منطقة الشرق الأوسط والعديد من القضايا الإقليمية المهمة، فكانت تركيا لاعباً رئيسياً مهماً ومؤثراً على الساحة العربية، وذات مواقف مميزة وموحدة، كما كانت مواقفها سابقاً إبان الغزو العراقي للكويت، وبذلك سيزداد التعاون العسكري التركي الكويتي في العديد من المجالات وباعتقادي سيصل هذا التعاون إلى توقيع المزيد من صفقات الأسلحة مع تركيا على غرار دولة قطر.

وتأكيداً لما أقوله، فإن في 13 يوليو 2021، توجه وفد دبلوماسي تركي إلى الكويت في زيارة رسمية، أجراها رئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب ووفد برلماني مرافق من أجل بحث قضايا إقليمية ودولية واقتصادية بين البلدين.

 وبحد قوله أكد رئيس البرلمان التركي أن البلدين قطعتا شوطا مهما في تعزيز التعاون وتطوير العلاقات التركية الكويتية في المجالات الاقتصادية والثقافية والعسكرية والاجتماعية، مؤكداً أن هذه العلاقات لا تعكس حجم التعاون الحقيقي الذي يمكن أن تقوم به البلدان.

العلاقات التركية الكويتية التجارية الاستثمارية العقارية السياحية العسكرية
العلاقات التركية الكويتية التجارية الاستثمارية العقارية السياحية العسكرية

التعاون الاقتصادي بين البلدين

وليس فقط الجانب العسكري سينمو بين البلدين بل سيتضاعف أيضاً التعاون الاقتصادي بين البلدين وستزداد الاستثمارات الكويتية في تركيا، خلال الأعوام المقبلة، نظراً لأن العلاقات التركية الكويتية أخذت منحنى متصاعد خلال أخر عقدين والتي أسفرت عن توقيع مئات الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والعسكرية ومجالات أخرى.

وما بين عام 2008 إلى عام 2014 وقع البلدان خلال الزيارات المكوكية بين الطرفين عشرات الاتفاقيات والمذكرات من ضمنها وقعت مذكرة تفاهم في مجال حماية البيئة والمحافظة على الموارد الطبيعية للتنمية المستدامة والتعاون في مجال الشؤون الجمركية، وأيضاً توقيع اتفاقية في المجال الزراعي وكذلك توقيع اتفاقيات تعاون في المجال التقني فيما أبرمت اتفاقيات بين البلدين في النقل التجاري البحري وبروتوكولات التعاون وغيرها.

اتفاقيات عام 2008م

فيما زادت وتيرة كم الاتفاقيات التي وقعت بين تركيا والكويت فبعد الزيارة الأولى لسمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لتركيا عام 2008، وقع الطرفان سبع اتفاقيات شملت مجالات عدة من بينها اتفاقية التعاون الاقتصادي واتفاقية التعاون العلمي والفني واتفاقية تشكيل لجنة عليا مشتركة للتعاون بين الكويت وتركيا على مستوى وزراء الخارجية اضافة الى اتفاقية التعاون في المجال الصحي واخرى في مجال تبادل الأيدي العاملة.

اتفاقيات عام 2013م

وفي الزيارة الثانية لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر إلى تركيا أبرم الطرفان في ابريل 2013 ثماني اتفاقيات ثنائية في مجالات الطيران والنقل الجوي والتعليم العالي والبحث العلمي والصحة والثروة الحيوانية والتعاون في مجالات الصناعات الدفاعية والتعاون الثقافي والفني الى جانب التعاون بين معهد سعود الناصر الدبلوماسي والأكاديمية الدبلوماسية التركية وكذلك اتفاق إعفاء حملة جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة من تأشيرة الدخول.

اتفاقية عام 2016م

في عام 2016، وقعت الكويت من خلال الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية اتفاقاً مع تركيا يقدم الصندوق بمقتضاها منحة قدرها 20 مليون دولار للمساهمة في مساعدة السوريين في تركيا وفي خطة الاستجابة لأزمة اللاجئين السوريين ضمن قطاعي الصحة والتعليم كجزء من التزام الكويت في مؤتمر المانحين الثالث في مارس 2015 والبالغ 500 مليون دولار غالبيتها خصص لمنظمات الأمم المتحدة العاملة في الأراضي السورية.

اتفاقية عام 2017م

وترتبط العلاقات التركية الكويتية بـ 61 اتفاقية ومنها ثلاث اتفاقيات في الجانب الرياضي وتشجيع الاستثمار والأبحاث العلمية والتكنولوجية وقعت في نوفمبر 2017 بعد زيارة أردوغان إلى الكويت.

اتفاقيات شهر مايو 2018م

وفي شهر مايو 2018 وقعت كلاً من تركيا والكويت في ظلال العلاقات التركية الكويتية ست اتفاقيات ومذكرات تفاهم في العديد من المجالات الاستراتيجية والتي تهم البلدين إلى جانب عقد المنتدى الاقتصادي الكويتي التركي في اسطنبول بمشاركة واسعة من ممثلي القطاع الخاص في الكويت وأنقرة.

 

موقف الكويت من الانقلاب العسكري في تركيا

ولم تكتفي فقط بالتعاون الاقتصادي والعسكري والثقافي بين تركيا والكويت بل كانت هناك مواقف مشرفة بين البلدين، ففي عام 2016 في شهر يوليو حدثت محاولة انقلاب فاشلة على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وبدورها أعلنت الكويت أنها تدعم الحكومة التركية المنتخبة ديمقراطيا ضد المحاولة الانقلابية.

فأرسل أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح برقية إلى الرئيس أردوغان هنأه بانتصار الديمقراطية ونجاح الشرعية وانتصار الشعب التركي على الانقلاب الفاشل ومحافظته على مكتسباته الذي جنبته المعاناة والمآسي وحقن دماء الأبرياء.

وفي زيارته الأخيرة إلى أنقرة قلد أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بوسام الدولة التركية الوسام الأرفع بالجمهورية التركية تقديرا لدوره في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين ولدوره في الوقوف مع الإنسانية والاستجابة للأزمات حول العالم.

اقرأ ايضا: السفارة التركية بالكويت تحيي ذكرى دحر المحاولة الانقلابية

 

العلاقات التركية الكويتية التجارية

وشكلت العلاقات التركية الكويتية المتينة قوة نوعية انعكست على التبادل التجاري بين البلدين، إذ يبلغ حجم التبادل التجاري بين أنقرة والكويت وفي عام 2002 كان حجم التبادل 165 مليون دولار فقط، وفي عام 2019 سجل 704 مليون دولار، أما في عام 2020 سجل 608.7 مليون دولار.

ولا تزال العلاقات التركية الكويتية التجارية في مراحل تطور مستمر حيث يطمح الاتراك والكويتيين إلى زيادة حجم التبادل التجاري بين الجانبان إلى مليار دولار، حيث يوجد في تركيا 300 شركة كويتية يملكها مستثمرين كويتيين.

ويوجد في الكويت أكثر من 10 آلاف تركي يعملون فيها مقابل عشرات آلاف السياح الكويتيين.

الاستثمارات التركية الكويتية

تقدّر قيمة المشاريع التركية في دولة الكويت بنحو 8.5 مليار دولار معظمها في قطاع المقاولات والإنشاءات، وتبلغ قيمة المشاريع المنفذة من قبل شركات المقاولات التركية في الكويت 6.5 مليار دولار، ووصل حجم الاستثمارات الكويتية المباشرة في تركيا نحو 1.7 مليار دولار أمريكي.

إذ وقع بيت التمويل الكويتي في عام 2018 عقد تسهيلات ائتمانية مع شركة ليماك التركية بقيمة 248 مليون دولار لبناء جسر جناق قلعة 1915 المعلق على مضيق الدردنيل الذي يربط بحر مرمرة وبحر إيجة شمال غربي تركيا.

وعلى سبيل الإشارة فازت شركة ليماك (Limak) بالتحالف مع شركة الخرافي ناشيونال؛ بمناقصة تجهيز وصيانة مبنى الركاب الجديد في مطار الكويت الدولي عام 2015، والتي بلغت قيمتها 4.33 مليار دولار، لتكون ليماك الشركة التركية صاحبة أكبر عقد مقاولات خارج البلاد.

وتحتل شركات المقاولات التركية المركز الثاني على مستوى العالم ولذلك تعد من أبرز الشركات التركية الموجودة في الكويت، إذ تمكنت من الفوز بعدد من المشاريع الضخمة في البلاد، وتمتد الخطط الاستراتيجية لهذه الشركات لتشمل المساهمة في تحقيق رؤية الكويت 2035.

كما يوجد للكويت في تركيا بنك كويت ترك بأفرعه التي يبلغ عددها 395 فرعاً في كافة تركيا، حيث يمتلك بيت التمويل الكويتي 62.24% من أسهم بنك كويت ترك، الذي يعد أحد أهم البنوك الإسلامية في تركيا، فيما يمتلك بنك برقان الكويتي اسهماً كثيرة في أحد البنوك التركية.

اقرأ ايضا: الكويت ترسل فريق لدعم جهود إطفاء حرائق الغابات في تركيا

 

شراء العقارات في تركيا

كما حلت الكويت خامساً في قائمة الأجانب الأكثر شراءً للعقارات في تركيا بشهر آب / أغسطس عام 2021. وبلغ حجم الاستثمارات الكويتية المباشرة في تركيا حوالي 1.7 مليار دولار، أما في عام 2020 حلت الكويت في المرتبة الأولى في قائمة الدول الخليجية الأكثر استثماراً بمجال العقارات في تركيا.

وبلغ عدد العقارات التي اشتراها مواطنين كويتيين منذ عام 2015 حتى عام 2020، حوالي 10711 عقار.

 

السياح الكويتيين في تركيا

ويعد السياح القادمين من الكويت إلى تركيا من أكثر الدول إرسالاً للسياح بالمقارنة مع عدد سكانها، وتشير الأرقام التركية الرسمية؛ إلى أن عدد السياح الكويتيين الذين زاروا تركيا في عام 2019 بلغ 374.19 ألف سائح كويتي، وارتفع العدد بنسبة 26% بالمقارنة مع السياح الكويتيين عام 2018.

ومن جانبها، أصدرت الحكومة التركية قرارا في يوليو 2017 برفع تأشيرة الدخول عن المواطنين الكويتيين والذي دخل حيز التنفيذ في منتصف أغسطس 2017.

أهم المحطات الكويتية الإنسانية

كانت العلاقات التركية الكويتية بارزة بمحطات إنسانية هامة وبارزة شكلت عمق العلاقات التركية الكويتية ومن أبرزها:

  • تبرع سمو أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح بمبلغ مليون دولار للمساهمة في اغاثة منكوبي كارثة الزلزال الذي ضرب تركيا لتخفيف عن معاناتهم كما قدمت جمعيات كويتية مساعدات عينية ونقدية كبيرة للمتضررين الاتراك.
  • وفي نوفمبر 2014، افتتحت قرية قائد الإنسانية في مدينة وان التركية شرقي البلاد التي تعرضت لزلزال مدمر في أواخر عام 2011 والتي نفذت بتعليمات من أمير دولة الكويت بهدف إيواء متضرري الزلزال المدمر الذي أسفر عن قتل 644 شخصا وإصابة 4152 آخرين وتدمير 2262 بيتا.
  • نفذ المشروع على مرحلتين الأولى بهدف بناء بيوت جاهزة لإيواء متضرري الزلزال والمرحلة الثانية بهدف انشاء أربع عمارات تضم 64 وحدة سكنية تخدم أكثر من 80 عائلة يتيم ومتضرر من الزلزال.
  • وفي أبريل 2017، نفذت الكويت مشروع جديد في تركيا من أجل إيواء اللاجئين السوريين بتعليمات من أمير الكويت في مدينة كليس جنوبي تركيا فيما ضم المشروع 1248 بيتا جاهزاً الى جانب بناء وتجهيز مدارس ومراكز طبية ومساجد ومركز للخدمات الاجتماعية بالمستلزمات الضرورية.
  • افتتحت الكويت في أبريل 2017، مركز الكويت الطبي للأطراف الصناعية في مدينة إسطنبول التركية بهدف خدمة المصابين السوريين والتخفيف من معاناة الأشخاص الذين فقدوا أطرافهم بدعم وتمويل من بيت الزكاة الكويتي.
  • ساهمت الكويت في تخفيف العبء عن الحكومة التركية التي تستضيف نحو 3 مليون ونصف المليون لاجئ سوري على أراضيها.
  • ساهمت الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية والرحمة العالمية بجمعية الإصلاح الاجتماعي وبيت الزكاة الكويتي وجمعية النجاة الخيرية وجمعية الهلال الأحمر الكويتية وجمعية السالم للعمال الإنسانية والخيرية ومتبرعون من شعب الكويت المعطاء في تسيير قوافل مساعدات انسانية من تركيا الى الشعب السوري في الداخل وفي مخيمات اللاجئين في دول الجوار وافتتاح مدارس واقامة مشاريع لدعم الأيتام وعوائلهم بتركيا.
  • أجرى فريق الشفاء الإنساني الكويتي وفريق من الجمعية الطبية الكويتية وآخر من جمعية صندوق إعانة المرضى الكويتية عمليات جراحية للمصابين جراء الحرب في سوريا وتقديم العلاج للآخرين في مستشفى الأمل في بلدة الريحانية في مدينة هطاي جنوب تركيا.

اقرأ ايضا: العلاقات التركية الكويتية وحدة المسار وتكامل الأهداف الاقتصادية والدبلوماسية

 

وينظر الجميع إلى متانة وقوة العلاقات التركية الكويتية وتاريخها المتجذر واستراتيجية الدولتين نحو مستقبل مشرق مزدهر في كافة المجالات تكشف مرآته روابط الصداقة منذ الأزل حتى يومنا هذا، فهذه الصداقة تعد مثالاً يحتذى به بين الدول، ومثالاً حياً وواقعياً كتب بالخط العريض بعنوان صداقة دائمة وصفر مشاكل.

فريق التحرير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *