• 29 مارس 2024

“الكلمة لا تموت”.. كاتب مصري “يُعيد” الشاعر التركي نجيب فاضل

يعمل الكاتب المسرحي المصري خالد مصطفى (56 سنة)، على إعداد مسرحية حول الشاعر التركي والمفكر الإسلامي الشهير نجيب فاضل (1904 – 1983).

 

جيث تركز المسرحية على فلسفة الموت، مؤكدة أن الكلمة المبدعة الصادقة تبقى حية في وجدان وعقول الشعوب، ولا تموت بموت كتّابها ومبدعيها.

 

كما تدور أحداث المسرحية حول الهمّ الكبير الذي كان يلاحق فاضل، في إعادة المجتمع التركي إلى الثقافة والهوية الإسلامية، بعد سقوط الدولة العثمانية العام 1924.

 

يهدف الكاتب من محتوى وعنوان مسرحيته “الكلمة لا تموت”، إلى إعادة إحياء الشخصيات الإسلامية في أوساط الشباب التركي والعربي، بحسب مصطفى.

 

يقول الكاتب المصري، في حديث للأناضول: “حينما قدمت إلى مدينة إسطنبول قبل نحو سنة، قرأت عن نجيب فاضل، وسمعت من المقربين منه عن حياته الشخصية، فازداد حبي له”.

 

ويشير إلى أن حبه تضاعف عقب قراءة مسرحيته “خلق إنسان”، التي علقته به إلى حد كبير، إضافة إلى أشعاره المترجمة إلى العربية أيضاً.

 

مصطفى، الذي درس الهندسة في مصر، انتقل إلى ألمانيا لدراسة السينما، قبل أن يقرر الاستفادة من موهبته في أعمال تتوافق مع الدين الإسلامي، بالسينما والمسرح، فقرر ترك مشروعاته الفنية القديمة، بحسب ما يروي للأناضول.

 

حول أسباب قدومه إلى إسطنبول، أوضح أنه خلال الفترة الأخيرة، كانت الظروف في مصر “بعيدة عن الإبداع”، فقرر الإقامة في الرباط أولًا، ثم بعد ذلك حضر إلى تركيا، ويقيم بإسطنبول، منذ نحو سنة.

 

ويرى الكاتب المصري أنه كان محظوظًا بالقدوم إلى تركيا، حيث التقى بمواطنه الدكتور محمد حرب (يقيم في تركيا منذ 45 سنة)، ليفتح أمامه آفاقًا واسعة بالنسبة للعمل الدرامي.

 

ويلفت مصطفى إلى أن حرب أهداه مسرحية “خلق إنسان” – من ترجمته للعربية – لنجيب فاضل، وانبهر بها بشكل كبير، وقرر كتابة نقد عنها باللغة العربية، ونشر مترجمًا في إحدى المجلات الأدبية التركية.

 

ويشير إلى أن حرب تحدث معه عن ذكرياته مع نجيب فاضل فازداد حبه له، مضيفًا أن المسرحية جعلته يتعلق بالشاعر التركي وأشعاره المترجمة إلى العربية أيضاً.

 

ويتابع: “حينما علمت سمات فاضل الشخصية، وكيف كان مهمومًا بإعادة المجتمع التركي إلى الثقافة الإسلامية، قررت حينها كتابة عمل مسرحي يجمع حرب مع محمد نجيب، من خلال قصة درامية”.

 

تبدأ القصة الخيالية، بحسب الكاتب، من محمد حرب الذي يتوقف في ترجمته لمسرحية “خلق إنسان” عند موقف معين، حيث استشكل عليه الأمر، عند ترجمته إلى العربية.

 

ويطرق عليه الباب نجيب فاضل، ويفاجئ حرب حينها بأنه على قيد الحياة، فيقول له نجيب أنا حي وحضرت لأساعدك في الترجمة.

 

تسير أحداث المسرحية في تصاعد، انطلاقاً من حقيقة أن: الكلمة لا تموت، وهذا هو اسم المسرحية.

 

يكمل مصطفى، حديثه للأناضول، حول السيناريو قائلا: “ثم تصير شخصيات المسرحية الأساسية – خلق إنسان – أيضًا شخوصًا بعثت فيها الروح، فتظهر على خشبة المسرح”.

 

ويشير إلى أن حرب قرأ النص وأعجب به بالكامل، وأبلغه بأنه سيسعى جاهدًا ليتم تنفيذه على المسرح التركي، بعد ترجمته إلى اللغة التركية.

 

لا يكف الكاتب المصري عن التذكير بمزايا الشاعر التركي الراحل، ويقول إنه يتعمق بالنفس البشرية، بصورة رائعة، وفي نفس الوقت يبحث عن حقيقة وجود الله تعالى، والموت والحياة، بطريقة إبداعية راقية.

 

يصفه كذلك بأنه “سبق عصره”، “ولو كان موجودًا حياً في هذا العصر، لأثّر كثيراً في المجتمع التركي، ولكانت له كتابات وإبداعات في السينما والتلفزيون لا نتخيلها”.

 

ويعتبر أن مسرحية “خلق إنسان” من أروع النصوص المسرحية التي قرأها على الإطلاق، حتى ولو قورنت بأعمال شكسبير وجوته وبريشت وتشيكوفً.

 

ويشدد على أن “نجيب فاضل من الممكن أن يتم إحياؤه بين أوساط الشباب، وهنا يأتي دوري ككاتب مسرحي”.

 

حول الصور الذهنية للشعب التركي في الدول العربية، قال إن الدراما التركية رفعت من شأنها كثيرًا، وأبرزها مسلسلات “أرطغرل”، و”الأرض الطيبة”، و”السلطان عبد الحميد”، وغيرها.

 

يعتبر الراحل نجيب فاضل، من أهم الشعراء الأتراك الذين سطع نجمهم بعد سقوط الخلافة العثمانية وتأسيس الدولة التركية الحديثة.

 

 

 

المصدر: Yeni Şafak العربية

فريق التحرير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *