• 29 مارس 2024

“الكُتّاب” ودورها في صناعة الفكر الإسلامي في النظام التعليمي العثماني

أُطلق على “المكاتب” -أي المدارس- في عهد العباسيين مصطلح “كُتًاب”، كما أُطلق عليها في عهد الأتراك القره-خانيين والسلاجقة والعثمانيين مصطلح “صبيان مكتبي” أي مكاتب الصّبية. وعُرفت “المكاتب” في عهد العثمانيين بأسماء مختلفة من بينها (دار التعليم – دار العلم – معلم خانة – محلة مكتبي – طاش مكتب – مكتبة ابتدائية).

ومن العوامل التي أثرت في انتشار “مكاتب الصبية” في عهد الدولة العثمانية، هي رغبة الآباء والأمهات في تعليم أبنائهم العقيدة الدينية، من خلال إطلاعهم على آيات القرآن الكريم والأحاديث الشريفة؛ لهذا تم إنشاء مكتب للصبية داخل كل حي، وأُطلق عليه “محلة مكتبي” أي مكتب الحي. وتعد المكاتب بمثابة حجر الأساس الذي يُشكل التعليم داخل المدارس.

كما أُنشئ مكتب الصبية لثلاثة أغراض هامة، وهي: تعليم القرآن، تعليم أصول إقامة الصلاة وتعليم بعض من الآيات من أجل قراءتها أثناء الصلاة، بالإضافة إلى تعليم الكتابة.

وكان الهدف الأساسي من تأسيس مدرسة “بايزيد الثاني” التي تم إنشائها بجوار الجامع الذي يحمل نفس الاسم، هو تعليم القرآن الكريم. ويُفهم هذا من خلال النظر إلى العبارة التي وردت بوقفية المدرسة، والتي تقول “إن العلماء والخلفاء داخل المدرسة خانة هذه يعلمون القرآن الكريم والكلام القديم”.

وتذكر بعض المصادر أن مدارس الصبيان آنذاك كانت تقدم الخدمات التعليمية لكل من الصبيان اليتامى والفقراء والمحتاجين. ومثال على ذلك، نجد أن “مدرسة السلطان محمد الفاتح” اقتصرت على تعليم الصبيان اليتامى والفقراء.

فريق التحرير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *