طالب دولت بهتشلي زعيم حزب الحركة القومية التركي، اليوم الثلاثاء، الدولة التركية بإصدار مذكرة اعتقال بحق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووصف المجازر الإسرائيلية في غزة بأنها تتنافى مع القيم الإنسانية وأنه لا توجد كلمة ولا مفهوم لوصف الوحشية الإسرائيلية، وقال: “ألعن الحكومة الإسرائيلية وجاني ياهو”، قاصداً نتنياهو.
وجاء كلام بهتشلي في خطاب أمام أمام كتلة حزبه البرلمانية، في العاصمة أنقرة، تطرق فيه إلى مجزرة رفح التي راح ضحيتها عشرات الشهداء معظمهم نساء وأطفال، إضافة إلى عشرات المصابين بحسب حصيلة مؤقتة. وقال بهتشلي: “اقترب عدد إخوتنا الفلسطينيين الذين فقدوا أرواحهم من 36 ألفاً، وتضاف كل يوم مجازر جديدة تتنافى مع القيم الإنسانية، ومع القرار الذي اتخذته محكمة العدل الدولية الأسبوع الماضي، طُلب وقف الهجمات على المدنيين على الفور، لكن إسرائيل لم تلتفت إلى ذلك”.
وأضاف بهتشلي: “لا توجد كلمة ولا مفهوم في قاموسنا لوصف هذا النوع من الوحشية، إنني ألعن الحكومة الإسرائيلية بكل غضب، وخاصة بنيامين نتنياهو، جاني (قاتل) ياهو، ولا بد من تنفيذ مذكرة الاعتقال المطلوبة بحق نتنياهو ووزير الدفاع في الوقت والمكان المناسبين، وسيحاسب هؤلاء عن كل مظلوم وأعزل يقتل”.
وطالب بهتشلي دولته بإصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياهو “نتوقع أن تصدر بلادنا مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي القاتل ووزير الدفاع في أقرب وقت ممكن، هذه القضية هي الأجندة الساخنة للبشرية، لقد حان الوقت للتدخلات الجذرية القائمة على العقوبات العسكرية السريعة والمترابطة، بدلاً من الإجراءات الاقتصادية والدبلوماسية والتجارية”، مشيراً إلى أن “الأغلبية الصامتة في العالم بلا شك ضد الإبادة الجماعية الإسرائيلية، ومع ذلك بدلاً من مجرد الاعتراض والمماطلة برسائل الإدانة المستمرة، لم يعد هناك خيار آخر سوى اتخاذ خطوات ملموسة ومثمرة باستخدام القوة، يجب على الدول الإسلامية أن تستنفر، ولا يمكن أن يكون هناك شيء اسمه الحياد في مواجهة الموت”.
واستغرب بهتشلي حالة الصمت حيال أفعال إسرائيل “ماذا تريد أكثر؟ ما هو مقدار الصبر المطلوب؟ الأطفال الأبرياء يتضورون جوعاً ويلبسون الأكفان بدلاً من ملابس العيد. هل يشعر الحكام في بعض الدول الإسلامية، الذين يسبحون بمليارات الدولارات ويذكرون الخوف من الله بالكلمات فقط، بالسلام حقاً عندما يضعون رؤوسهم على الوسادة ليلاً؟”، وقال متوجهاً للحكومة التركية، وهو حليف الرئيس رجب طيب أردوغان، إنه “ينبغي على تركيا أن تقيم كل الاحتمالات وأن تأخذ دورها الرائد بأعلى مستوى ومواجهة الهمجية الصهيونية والتدخل بشكل مباشر إلى جانب الأبرياء”.
ورحب بهتشلي بإعلان دول أوروبية اعترافها بدولة فلسطين معتبراً أن “الاعتراف العالمي بفلسطين يجب أن يتطور بسرعة، ويجب على إسرائيل الانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة دون أي شروط مسبقة، واحترام الوضع الروحي والتاريخي للمسجد الأقصى، ويجب على الولايات المتحدة ألا تتهرب من مسؤوليتها التاريخية والقانونية والإنسانية”.
وتطرق بهتشلي للوضع في سورية رافضاً ما أعلنته الإدارة الذاتية شمال شرق البلاد من عزمها تنفيذ انتخابات الشهر المقبل، منتقداً بالوقت نفسه الدعم الأميركي لقوات سوريا الديمقراطية وشدد على حق تركيا في الدفاع عن أمنها، كما طالب بإقامة حوار بين الحكومة التركية والنظام في دمشق لمكافحة من سماهم “الإرهابيين” حيث تعتبر تركيا وحدات الحماية الكردية امتداداً لحزب العمال الكردستاني، مشدداً أنه “إن كانت أميركا تحب الإرهابيين فلتجمعهم لديها وتعطِهم ولاية وتتحمل أفعالهم لاحقاً”.
وشهدت مدن تركية خروج عدة تظاهرات غاضبة احتجاجاً على المجزرة الإسرائيلية الأخيرة بحق أهال رفح، وفي مدينة إسطنبول تظاهر آلاف المحتجين، مساء أمس الاثنين، أمام قنصلية تل أبيب للتنديد بالمجزرة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي بمخيم للنازحين الفلسطينيين في مدينة رفح جنوب قطاع غزة. كما أدان رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية، فخر الدين ألطون، المجزرة في منشور على منصة إكس قائلاً: “الحكومة الإسرائيلية لم تعد تشبع من سفك دماء ودموع الأبرياء”، مبيناً أن “النظام المجرم في تل أبيب بدأ يرتكب الإبادة الجماعية على مرأى ومسمع العالم”، وينتظر أن يصدر مزيد من ردود الفعل السياسية في تركيا من قبل الأحزاب والشخصيات إزاء مجزرة رفح، والحرب المستمرة في غزة.
اقرأ أيضا: إسطنبول.. محتجون يتظاهرون أمام القنصلية الإسرائيلية
اقرأ أيضا: الأمن القومي التركي يؤكد أهمية زيادة عدد الدول المعترفة بفلسطين