• 28 مارس 2024

تمثال شهيدة يُزينُ ميدان إينوبولو (لؤلؤة البحر الأسود ).

إسطنبول/فدوى الوايس/مرحبا تركيا 

 

يُعد هذا النصب التاريخي محطاً لأنظار السياح ومركزاً من المراكز التي تتم زيارتها للاطلاع على تاريخ السيدات اللواتي ضحينّ بأنفسهن من أجل تأمين استقلالية وطنهن .

 

يتواجد تمثال الشهيدة ( التمثال البرونزي) ,على سواحل البحر الأسود في مدينة إينوبولو الساحلية والتابعة لولاية كاستامنو في تركيا, والذي يبعُد عن مركز المدينة حوالي 170 متراً بينما يبعُد مسافة 92 كم عن مركز مدينة كاستامنو .

 

 

إنه تمثال الشهيدة التركية شريفة باجي (أي الأخت شريفة)التي وُلدت في مدينة كاستامنو عام 1900 م ,تزوجت وهي في السادسة عشر من عمرها لكنها سرعان ما رُملت باستشهاد زوجها في الحرب العالمية الأولى وذلك بعد عامٍ واحدٍ من زواجها .

 

كان من بين عادات قريتها أنه لا يمكن للمرأة الأرملة أن تعيش لوحدها في المنزل لذلك لم يكن أمامها سوى أن تتزوج من رجلٍ أعرج و لايستطيع الرؤية سوى بعينٍ واحدة ولعدم بقاء رجل سواه في القرية لانضمامهم بالجيش التركي .

 

فرُزقت شريفة منه بفتاة و سمتها (أليف)

 

 

وعندما أشتد الهجوم اليوناني التي بدأ في الثكنات العسكرية المتمركزة في أنقرة (عاصمة تركيا) , أخذت النسوة بمساندة الرجال والجيش التركي ومساعدتهم في تأمين الأسلحة والتصدي على هذه الهجمات .

 

شريفة باجي تطوعت بدلا من زوجها المعاق و بدأت بجلب  الذخائر من إينوبولو مروراً بكاستامنو إلى أنقرة

 

حيثُ برودة المناخ المُميت وصعوبة الصعود إلى التلة الواقعة بين المدينتين.

 

 

وفي يومٍ من أيام ذلك الشتاء القارص أخذت شريفة طفلتها والذخائر لتوصلهم للجنود الأتراك , وهي في طريقها اليهم أصبحت تخاف على الذخائر من التجمد وعلى طفلتها التي لا تستطيع إرضاعها فلم تكن تستيطيع أن تأخذها من تحت لحافها لكي لا تتجمد فكانت تُقبلها وتطمأن عليها

كل حينٍ , أخذت وشاحها وغطت الذخائر لتأمن عليها من التجمد .

 

لم تكن تعلم أن كل هذه التنازلات التي قدمتها من أجل أمومتها ووطنيتها سوف يقضي على حياتها .

 

أستشهدت شريفة باجي من شدة الجوع والبرد وهي في الواحدة والعشرين من عمرها وذلك عام 1921 م .

 

  والجدير بالذكر أنه تم تشييد نصب الشهيدة على الطريق الذي كانت تذهب منه إلى مدينة كاستامنو في أيام المقاومة .

 

شُييد التمثال عام 1995 من قبل بلدية إينوبولو .  

 

فريق التحرير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *