• 28 مارس 2024

جامع عثماني بإسطنبول.. عجائب لا تنتهي

تحتوي إسطنبول على أسرار عظيمة تعجز العقول عن فهمها إلى يومنا هذا، ومنها؛ جامع “شمسي أحمد باشا” العثماني الذي بفضل تصميمه ومكانه، لا يتّسخ بفعل الطيور التي تحط على قبابه ومناراته.
يقع الجامع على ساحل “أسكودار” وسط مدينة إسطنبول التاريخية، قام بتصميمه المهندس المعماري التركى الشهير سنان عام 1580 بأمر من أحمد باشا، الذى شغل منصب كبير الوزراء لفترة قصيرة إبان الحكم العثماني.
ونظرًا لأن الجامع يقع في نقطة يلتقي بها مضيق البوسفور مع بحر مرمرة، حيث الرياح تتصادم ببعضها البعض، فإن الطيور بشكل خاص لا تستطيع الوقوف عليه، كما أي شيء حي مثل الحيوانات، ولهذا فإن الجامع لا يستّخ وتبقى قبّته ومنارته نظيفة دون الحاجة لعمّال تنظيف.
ويحتوي الجامع على منافذ للتهوية غريبة من نوعها والوحيدة في تركيا، حيث أن مياه البحر بمدّها وجزرها تدخل من أسفل الجامع لتضرب منتصف المبنى وينتج عن ذلك عملية تهوية دون الحاجة لأجهزة كهربائية.
تحتوي نوافذ الجامع وقبّته الوحيدة على كتابات خطّية منقوشة هي الوحيدة من نوعها، ويوجد للجامع مدخلاً منفصلاً للنساء، صمم له جرساً يتم من خلاله فتح الباب.
وبجوار الجانب الأيسر من الجامع، يقع قبر الوزير الأعظم “سيمسي أحمد باشا” الذي يطل على الساحل مباشرة، كما تقع بداخله مدرسة كانت تستخدم لتعليم الدين الإسلامي أثناء الحكم العثماني.
وبرغم هذا فإنه من المعروف اهتمام العثمانيين الشديد بالحيونات، حيث منح مهندسو الدولة العثمانية اهتماماً كبيراً للطيور؛ فكانوا يصممون أشكالاً مختلفة من أعشاش الطيور بنوها في جدران البيوت العثمانية آنذاك، لترسم لوحة جميلة تشكل أسمى معاني الإنسانية والجمال.
وما يلفت الأنظار، بيوت الطيور أو الأعشاش التي أنشأت باستخدام الطوب والحجارة إبان العهد العثماني ما بعد القرن السادس عشر الميلادي، وهي واحدة من عناصر الثقافة المعمارية في الحضارة العثمانية العتيقة؛ حيث كان يتم بناء الأعشاش الحجرية على أطراف الجوامع والمدارس والخانات والمنازل بحسب اتجاه الرياح لكي تكون بيوتا آمنة للطيور بخلاف هذا الجامع.

فريق التحرير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *