• 29 مارس 2024
 حكاية طبيب أفغاني منحته تركيا الحياة

حكاية طبيب أفغاني منحته تركيا الحياة

“وزارة الصحة التركية منحتني الحياة مجددا”، بهذه العبارة المقتضبة أعرب الطبيب الأفغاني أحمد ظريف صديقي، عن امتنانه لتركيا التي قدمت له يد العون سريعا لتنقذه من بين أنياب فيروس كورونا.

وبألم شديد، يتذكر صديقي، وهو باحث متدرب في مستشفى “19 مايو” التابع لجامعة “19 مايو” بمدينة صامسون شمالي تركيا، المحنة التي تعرض لها عندما سافر إلى أفغانستان، أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لقضاء عطلته السنوية، حيث وقع فريسة لـ”كورونا”.

ويضيف لمراسل للأناضول، ساردا تفاصيل المعاناة الشديدة التي لاقاها في هذا الوقت، إنه ظهرت عليه بعض الأعراض مثل السعال والضعف العام والتهاب الحلق.

قبل أن تظهر نتائج الفحوصات التي أجراها صديقي في أفغانستان إصابته بكورونا، وترافق ذلك مع ظهور أعراض أشد للفيروس عليه، منها: تعرق غزير، وصداع شديد، وآلام في العضلات، وضيق تنفس.

وازدادت محنة الطبيب العشريني عندما ساءت أعراضه، وامتنعت مستشفيات العاصمة الأفغانية كابل عن استقباله، بدعوى عدم وجود مرافق كافية لتوفير العلاج له.

ومتشبثا بالأمل، حاول صديقي تقديم العلاج لنفسه عبر استخدام أنبوب أكسجين اشتراه بإمكاناته الخاصة، قبل أن يتقدم بطلب مساعدة إلى وزارة الصحة التركية لتلقي العلاج بعدما ساءت حالته المرضية.

وبناءً على الطلب الذي تقدم به الطبيب الأفغاني، سارعت وزارة الصحة التركية بموجب تعليمات صادرة عن وزير الصحة فخر الدين قوجة، لإرسال طائرة إسعاف إلى أفغانستان ليتم إحضار صديقي إلى تركيا في 15 أكتوبر، عبر مطار جارشمبه الدولي في صامسون، حيث جرى إدخاله على الفور مستشفى “19 مايو” الجامعي.

وفي المستشفى، تلقى صديقي علاجا لمدة 10 أيام، ثم جرى نقله إلى منزله حيث خضع لحجر صحي لـ10 أيام أخرى، قبل أن يعود إلى عمله في المستشفى بعد تماثله للشفاء تماما.

ويقول صديقي إنه لم يستطع تصديق المشاكل التي عاشها في كابل بعد اكتشاف إصابته بكورونا، ويتمنى نسيان تلك الفترة العصيبة.

ويضيف: “كانت فترة صعبة للغاية بعد أن ظهرت نتيجة اختبار كورونا إيجابية. خيارات العلاج كانت محدودة للغاية هناك. طلبت من زملائي الأطباء في تركيا المساعدة لإحضاري إلى صامسون بعد أن تطورت حالتي المرضية”.

ويتابع: “لقد حشدت جامعة 19 مايو كل إمكاناتها بإشراف رئيس الجامعة وأساتذة الأقسام وعميد كلية الطب، فيما أرسلت وزارة الصحة بتعليمات من وزير الصحة التركي طائرة إسعاف إلى أفغانستان ليتم إحضاري إلى تركيا”.

ومبديا امتنانه الشديد، يقول صديقي إن وقوف الجامعة ووزارة الصحة التركية إلى جانبه في هذه المحنة يعنى الكثير بالنسبة إليه، موجها شكرا خاصا للرئيس رجب طيب أردوغان ووزير الصحة قوجة.

ويضيف: “لا يسعني إلا أن أكون فخورا لأني أعمل في واحدة من أعرق الجامعات التركية. كما أشعر بالاعتزاز لخدمتي الأمة التركية. نحن نعلم أن تركيا تقف دائما بجانب المظلومين. مساعدة الجامعة ووزارة الصحة التركية منحتني الحياة مجددا”.

ويشير صديقي إلى أنه كان يعمل في جناح “كورونا” بمستشفى “19 مايو” قبل سفره إلى أفغانستان لقضاء إجازته السنوية.

ويختتم حديثه بالقول: “بصفتي طبيبا أعرف مخاطر الإصابة بكورونا، لكن مساعدة المرضى وتقديم العلاج لهم يعتبر من صميم عملنا. أرجو من الجميع الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات والتعقيم. التنفس من خلال كمامة أفضل بمليون مرة من التنفس عبر جهاز التنفس الصناعي”.

فريق التحرير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *