• 28 مارس 2024

سفير تركيا في تونس يحذّر من محاولات الغرب لعرقلة تطوّر العلاقات بين البلدين

قال السفير التركي لدى تونس، عمر فاروق دوغان، إن تونس من البلدان النادرة التي اضطرت منظمة “غولن” الإرهابية لتركها بشكل كامل رغمًا عنها.

 

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها للأناضول على هامش مشاركته في مؤتمر السفراء المنعقد بأنقرة.

 

وأشاد دوغان بتعاون السلطات التونسية في ما يتعلق بمكافحة منظمة غولن التي قامت بمحاولة انقلابية فاشلة في تركيا قبل عامين.

 

وأشار إلى أن منظمة “غولن” الإرهابية، كانت من أكبر المستغلين للمحبة والاهتمام والإقبال الذي تحظى بها تركيا في القارة الإفريقية.

 

وتابع قائلًا: “عملت منظمة غولن الإرهابية على مد نفوذها في المفاصل الحساسة للدول الإفريقية واحدة تلو الأخرى. إلا أنه ونتيجة للكفاح المتواصل ضدها، تم استعادة مدارس المنظمة الإرهابية في إفريقيا، والتي كانت تستخدمها كعشّ للإرهاب. في هذا الإطار استعدنا مدرستين تابعتين للمنظمة الإرهابية في تونس، وسلمناهما إلى وقف المعارف الذي يمثّل قيم تركيا وشعبها بحقّ في الخارج.”

 

كما أوضح السفير التركي أن أعداد التلاميذ الذين يتلقون التعليم في هاتين المدرستين ارتفع إلى 100 بعد أن كان 40 تلميذًا في بداية افتتاحها.

 

حول العلاقات التركية التونسية، قال دوغان إن العمق التاريخي للعلاقات بين البلدين، يمتد إلى عهود قديمة جدًا.

 

وأوضح أن مهد العلاقات يعود إلى عملية القائد البحري العثماني طورغوت ريّس التي استمرت 3 سنوات، والتي أدت إلى تخليص جزيرة جربة التونسية من القراصنة سنة 1564 للميلاد.

 

وأفاد بأن المساهمات التركية من أجل نهضة تونس وإعادة هيكلتها، استمرت حتى الاحتلال الفرنسي لها سنة 1881.

 

وأكد استمرار العلاقات السياسية، والاقتصادية، والثقافية والاجتماعية بين البلدين في أبعاد وجوانب عدة، مستدلاً على ذلك بالأنشطة الفعالة والمكثفة في تونس لكلّ من وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا)، ومعهد يونس إمره الثقافي، وشركة الخطوط الجوية التركية، ووقف

المعارف التابع لوزارة التربية التركية.

 

وأكد دوغان على أن تونس تتمتع بمكانة استراتيجية في المنطقة، مضيفاً أنها “مركز لوجيستي هام من حيث تصدير البضائع والخدمات إلى دول إفريقيا الصحراء وجنوب الصحراء. مضيفًا “الأبعد من ذلك هو أنها (تونس) الدولة المركزية في منطقتها من الناحية السياسية والعلاقات التجارية.”

 

واعتبر السفير التركي أن تونس تعدّ “نموذجاً” لباقي الدول الإفريقية بفضل سكانها أصحاب العلم والمعرفة، ومجتمعها المدافع عن بلده وقيمها الوطنية.

 

 

وعلى الصعيد الاقتصادي والتجاري، قال دوغان إن تونس منضمة لجميع المكونات التجارية في القارة السمراء، وأنه بإمكان المستثمرين الأتراك تحقيق مكاسب كبيرة في حال اغتنامهم فرصة الانفتاح على إفريقيا من خلال تونس.

 

وأردف قائلاً: “في حال اغتنم المستثمرون الأتراك فرصة الانفتاح على القارة الإفريقية عبر تونس، فإنهم سيحققون فرصة الوصول إلى ملايين السكان بالمغرب العربي في المرحلة الأولى، وإلى 1.2 مليار نسمة في المرحلة الثانية (إجمالي سكان القارة). ما يعني ضرورة قيامنا

باستثمارات واسعة في تونس. ومشاركتنا في المزيد من المناقصات فيها”.

 

وذكر أن مشاركة المستثمرين الأتراك في مناقصات الطرق، والجسور، والطاقة والإنشاءات في تونس، ستساهم في تطوير العلاقات بين البلدين، وبالتالي سيؤدي ذلك إلى تحوّل تونس إلى مركز لوجستي هام على الطريق الواصل إلى إفريقيا.

 

وحذّر دوغان من محاولات الغرب لعرقلة تطوّر علاقات البلدين، لإدراكهم بأن نهضة ونمو تونس ستشكّل نموذجاً لباقي الدول الإفريقية.

 

ولفت إلى وجود تشابه بين تركيا وتونس، مستدلاً على ذلك بدفاع الشعب التونسي عن وطنه وقيمه خلال “ثورة الياسمين”، والملحمة التي سطرها الشعب التركي ضد المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها البلاد منتصف يوليو/تموز 2016.

 

بيّن السفير التركي أيضا أن من أهم أسباب نجاح تونس في تحقيق الاستقرار منذ ثورة الياسمين سنة 2011 وحتى الآن، هو عودتها إلى قيمها وهويتها عبر نهضتها ونموها، وامتلاكها استقلالها الاقتصادي.

 

واختتم المسؤول التركي تصريحاته بالتأكيد على اعتزام البلدين مواصلة تطوير علاقاتهما والتركيز بشكل خاص على النقاط المشتركة بينهما، وسعي بلده لمساعدة الشعب التونسي في التخلص من تأثير القوى الغربية الأخرى، لتكون تونس نموذجاً لغيرها في النهضة السياسية والاقتصادية.

 

المصدر: Yeni Şafak العربية

فريق التحرير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *