• 28 مارس 2024

قالن: قمة أنقرة حول سوريا خطوة نحو استعادة الشعب لحقوقه الأساسية

قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، إنه “رغم تعقيدات الحرب في سوريا، كانت قمة أنقرة خطوة مهمة نحو تطهير البلاد من الإرهاب، وتسهيل العملية السياسية التي ستمنح الشعب الحقوق الأساسية التي حرم منها فترة طويلة”.

جاء ذلك في مقال له، السبت، في صحيفة “ديلي صباح” التركية التي تصدر باللغة الإنجليزية.

ووصف قالن الحرب السورية بأنها “مسرح لمخططات القوى العالمية في الشرق الأوسط، وذلك نظرا لتضارب وجهات نظر وأولويات إنهاء الحرب لدى أصحاب المصلحة الرئيسيين، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية وإيران وروسيا”.

وفي 4 أبريل / نيسان الجاري، استضاف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قمة ثلاثية حول سوريا في أنقرة، جمعته بالرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والإيراني حسن روحاني.

وأضاف قالن أن “هناك هدفين في نهاية المطاف يتقاسمهما الجميع، هما: القضاء على داعش، والحفاظ على وحدة أراضي سوريا، بيد أن هذين الهدفين يحملان تفسيرات مختلفة، وفي بعض الأحيان، يخدمان أغراضا مختلفة”.

وأشار إلى أن “الإدارة الأمريكية تقول إن القضاء على داعش هو الهدف الرئيسي لمهمتها في سوريا، إلا أن ذلك اتخذ معاني مختلفة مع مرور الوقت”.

وأرجع المتحدث باسم الرئاسة التركية إصدار مسؤولين أمريكيين بيانات متضاربة حول انسحاب قوات بلادهم من سوريا، إلى تحول هدف واشنطن من محاربة “داعش” إلى مواجهة إيران وروسيا على الأرض السورية”.

ولفت قالن إلى أنه “خلال الأشهر الأخيرة، ظهرت رغبة واشنطن جلية في البقاء شرقي سوريا، بوصفها قوة مضادة لإيران، وهي سياسة تدعمها السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة”.

وتابع المسؤول التركي قائلا، إنه “من الواضح أن القضية لم تعد تتعلق بداعش، بل حول إيجاد توازن جديد للقوة في سوريا وخارجها”.

وأعلن البيان المشترك للقمة الثلاثية التي استضافتها أنقرة، الأربعاء، رفض كل المحاولات الرامية إلى إيجاد واقع ميداني جديد في سوريا تحت ستار مكافحة الإرهاب.

وأضاف أن الزعماء الثلاثة شددوا على مواصلة التعاون الفاعل فيما بينهم، بهدف إحراز تقدم في المسار السياسي الذي نص عليه القرار 2254 الصادر عن المجلس الدولي، وتحقيق هدنة دائمة بين أطراف النزاع.

ولفت البيان إلى أن الزعماء جددوا التزامهم القوي بالتمسك بسيادة سوريا واستقلالها ووحدتها السياسية ووحدة ترابها.

وأعرب الزعماء عن إصرارهم على التصدي للأجندات الانفصالية في سوريا، علما أنه تم التطرق في البيان أيضا إلى (ب ي د) و(ي ب ك) دون ذكر اسميهما علنا.

وبهذا الخصوص، قال قالن إن “طهران وموسكو تشاركان أنقرة قلقها بشأن (ب ي د) و(ي ب ك) في سوريا، ونتيجة لموقف تركيا الثابت، لم تتم دعوة هذه المجموعة الإرهابية إلى محادثات أستانا أو جنيف”.

وعن موقف تركيا الثابت في هذا الإطار، قال قالن إنه “صحيح تماما، كونها (أنقرة) تفصل بين شبكة إرهابية تسعى إلى فرض أمر واقع على الأرض بأجندة انفصالية، وبين الأكراد وغيرهم من فئات المجتمع السوري”.

ومن الواضح أيضا أن محاربة تركيا لـ (ي ب ك) في سوريا ليس إشغالا عن القتال ضد داعش، بل على العكس، فإنه يدعم اجتثاث الإرهاب بكافة أشكاله، بحسب المتحدث التركي.

وخلص قالن في مقاله إلى أن “القضاء على جميع التهديدات الإرهابية في أنحاء سوريا، يجب أن يكون هدفا استراتيجيا لجميع أصحاب المصلحة”.

وأكد المتحدث باسم الرئاسة التركية أنه “ما زال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به على أرض الواقع، حيث يقع على كاهل روسيا وإيران الضغط على النظام السوري لاحترام وقف إطلاق النار، والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى كافة المناطق، وصولا إلى تطبيق العملية السياسية التي تضمن إعداد دستور جديد، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة”.

واختتم قالن حديثه قائلا، إنه “رغم تعقيدات وتحديات الحرب السورية في حالتها الراهنة، كانت قمة أنقرة خطوة مهمة نحو تطهير سوريا من جميع العناصر الإرهابية، بما في ذلك “داعش” و”القاعدة” و”النصرة” و(بي كا كا) و(ب ي د) و(ي ب ك)، وتسهيل العملية السياسية التي ستمنح الشعب السوري حريته وسلامه واستقراره وكرامته، وهي الحقوق الأساسية التي حرم منها الشعب منذ فترة طويلة.

فريق التحرير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *