• 29 مارس 2024
 كيف استفادت “باتارا” التركية من كورونا؟

كيف استفادت “باتارا” التركية من كورونا؟

تتيح مدينة “باتارا” التاريخية في ولاية أنطاليا التركية (جنوب)، فرصة مميزة لزوارها لقضاء أسعد اللحظات في أجواء تخيم عليها عراقة التاريخ والثقافة وسحر الطبيعة.
ومع الإعلان عن عام 2020 باعتباره عام مدينة “باتارا”، بدأت المنطقة المتميزة بتمازج عبق التاريخ وأصالته، مع سحر الطبيعية الخلابة بالتحوّل إلى مركز اهتمام لعشاق الآثار والسياحة.
وتعتبر “باتارا” التي ورد ذكرها في الأساطير اليونانية، واحدة من 16 مدينة شكلت اتحاد “الليكيين”، قبل حصارها من طرف إسكندر المقدوني.
وتبوأت “باتارا” مكانة مميزة خلال فترة الإمبراطورية الرومانية، كواحدة من المراكز التجارية المهمة، وواصلت ذلك خلال فترة الإمبراطورية البيزنطية.
** من أجمل مدن العالم
تقول رئيسة اللجنة التركية للحفريات الأثرية في مدينة “باتارا” التاريخية، الأستاذة الدكتورة حواء ايشيق، إن المدينة “تشغل موقعا متميزا يمتزج فيه سحر الطبيعة مع عراقة التاريخ والثقافة”.
وتضيف ايشيق، في حديث مع الأناضول، أن هذه المنطقة الجغرافية المميزة في قضاء قاش غربي أنطاليا، “تتيح لزوارها فرصة مميزة لقضاء أسعد اللحظات”.
وتوضح أن هذه المنطقة “مميزة بشواطئها الرملية المطلة على البحر المتوسط، ومناظرها الطبيعية الخلابة، ومخزونها الثقافي والأثري العريق الموغل في التاريخ”.
وتشير ايشيق إلى أن المدينة “واحدة من أجمل المدن في العالم بتنوعها الأثري وأطلالها المدهشة لأنها تجمع بين روعة الشاطئ، وزرقة البحر، وخضرة الطبيعة”.
وتلفت إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن في 12 فبراير/شباط الماضي، أن العام 2020 هو عام مدينة “باتارا” التاريخية التي كانت عاصمة اتحاد الليكيين في القرن الأول قبل الميلاد.
وتوضح ايشيق أن “باتارا لعبت دورا رائدا كمركز مهم من مراكز التجارية العالمية خلال الإمبراطوريتين الرومانية والبيزنطية، وكانت واحدة من الموانئ الرائدة في المشهد التاريخي”.
** اكتشاف آثار جديدة
تقول ايشيق إن منطقة باتارا “شهدت نشاطا ملحوظا من قبل علماء الآثار، خلال فترة إغلاقها أمام الزوار ضمن التدابير المتخذة للحد من انتشار فيروس كورونا في تركيا”، لافتة إلى أنهم “عملوا بنشاط كبير”.
وتضيف “خلال الفترة المذكورة تمكن علماء الآثار من اكتشاف العديد من التماثيل والنقوش في المدينة القديمة، وقاموا بأعمال مهمة في العديد من المناطق مثل المسرح القديم”.
وتلفت ايشيق إلى أن زوار باتارا “بإمكانهم الاطلاع على أعمال الحفريات الأثرية في المدينة، وزيارة أطلالها التاريخية، والاستماع من قبل اللجنة المشرفة لشرح واف عن أعمال الحفريات الأثرية وفوائدها”.
وتردف أن “مدينة باتارا أعادت فتح أبوابها أمام الزوار مجددا مع إجراءات تخفيف قيود الحجر الصحي التي جرى تطبيقها مؤخرا”.
وتشير ايشيق إلى أن المدينة التاريخية “تستقبل خلال الفترة الحالية أكثر من 100 زائر يوميا”، معربة عن اعتقادها بأن “العدد ستضاعف في تموز/يوليو، وآب/أغسطس القادمين”.
** تدابير وقائية
اتخذت اللجنة المشرفة على المدينة التاريخية، بحسب ايشيق، “تدابير مهمة للوقاية من كورونا، ضمنها عدم السماح للزوار الذين لا يرتدون كمامات بدخول المدينة التاريخية”.
وتقول إن الإجراءات تتضمن كذلك “قياس درجة الحرارة لكل زائر، ولا يسمح لأي شخص تزيد حرارته عن 38 درجة بدخول المنطقة، ويجري توجيهه إلى المؤسسات الصحية المعنية”.
وتؤكد ايشيق أن اللجنة المشرفة على المدينة التاريخية “تراعي أعلى درجات الحيطة والحذر باستمرار لحماية مسافة التباعد الجسدي، كما جرى تزويد الأماكن التي يمكن للزوار التجول فيها بالمعقمات والمطهرات اللازمة”.

فريق التحرير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *