• 29 مارس 2024

كيف حاول الغرب القضاء على الهوية الإسلامية في تركيا.. قصة ملكة جمال تركيا

” نحن لا نختار الجميلات هنا بل نهدف للقضاء على الإسلام في تركيا، أيها السادة، أعضاء اللجنة، إن أوروبا كلها تحتفل اليوم بانتصار النصرانية، لقد انتهى الإسلام الذي ظل يسيطر على العالم منذ 1400 عام” هذه الكلمات قالها رئيس لجنة التحكيم منذ 85 عام خلال مسابقة ملكة جمال العالم التي نظمت في أنقرة عام 1923 وهي سنة سقوط الخلافة العثمانية.

كيف بدأت الحكاية

 لفهم خلفية هذه القصة علينا أن نتطرق في البداية إلى كيفية سقوط الخلافة العثمانية وما هو الهدف الرئيسي وراء ذلك. ليس من الصدفة أن تعقد المسابقة بعد سقوط الخلافة العثمانية التي كانت آخر خلافة إسلامية ببضعة أعوام.

ففي 1 نوفمبر 1922م، تَمَّ فصل الخلافة عن السلطة وألغيت السلطنة، وبذلك تكون قد قطعت روابط الإدارة في الدولة العثمانية، وتم قبول إدارة الجمهورية للبلاد في 13 أكتوبر 1923م، وانتخب أتاتورك أول رئيس للجمهورية.

وفي 3 مارس 1924م، وفي يوم لم يتمناه أي مسلم غيور على دينه، ألغى مصطفى كمال الخلافة العثمانية، والتي أسماها (هذا الورم من القرون الوسطى) وطرد الخليفة وأسرته من البلاد، وكتب آخر فصول الخلافة الإسلامية، التي استمرت من عهد النبوة وحتى أواسط العقد الثاني من القرن العشرين.

ونفَّذ مصطفى كمال أتاتورك مخططًا مرسومًا له في المعاهدات التي عُقدت مع الدول الغربية، فقد فرضت معاهدة لوزان سنة 1340هـ/1923م على تركيا شروطًا عُرفت بشروط “كرزون” الأربع، نسبة إلى رئيس الوفد الانجليزي في مؤتمر لوزان، وهي

1- قطع كل صلة لتركيا بالإسلام.

2- إلغاء الخلافة الإسلامية إلغاءً تامًا.

3- إخراج الخليفة وأنصار الخلافة والإسلام من البلاد ومصادرة أموال الخليفة.

4- اتخاذ دستور مدني بدلًا من دستور تركيا القديم.

كريمان خالص ملكة جمال العالم

في 31 تموز عام 1932 عقدت مسابقة اختيار ملكة جمال أوروبا في العاصمة البلجيكية “بروكسل”، كان من ضمن المتسابقات فتاة تركية وذلك لأول مرة في تاريخ البلاد، وتقدمت الفتاة التركية واسمها “كريمان خالص” ممثلة لتركيا وقد استعرضت مفاتنها بلباس البحر على خشبة المسرح، وعندها قال رئيس لجنة التحكيم في المسابقة وقتها كلمات مليئة بالشماتة وتكشف عن كمّ الكراهية الدينية المتجذرة في نفوس الأوروبيين تجاه دولة الخلافة العثمانية.
وكان لاشتراك كريمان في المسابقة الدولية صدى قوى ولا سيما لدى الغرب آنذاك، باعتبارها أول فتاة مسلمة تشارك في المسابقة ،حيث قال رئيس لجنة التحكيم: “أيها السادة، أعضاء اللجنة، إن أوروبا كلها تحتفل اليوم بانتصار النصرانية، لقد انتهى الإسلام الذي ظل يسيطر على العالم منذ 1400م، إن “كريمان خالص” ملكة جمال تركيا تمثل أمامنا المرأة المسلمة، ها هي “كريمان خالص” حفيدة المرأة المسلمة المحافظة تخرج الآن أمامنا “بالمايوه”، ولا بد لنا من الاعتراف أن هذه الفتاة هي تاج انتصارنا، ذات يوم من أيام التاريخ انزعج السلطان العثماني “سليمان القانوني” من فن الرقص الذي ظهر في فرنسا، عندما جاورت الدولة العثمانية حدود فرنسا، فتدخل لإيقافه خشية أن يسري في بلاده، ها هي حفيدة السلطان المسلم، تقف بيننا، ولا ترتدي غير “المايوه”، وتطلب منا أن نُعجب بها، ونحن نعلن لها بالتالي: إننا أُعجبنا بها مع كل تمنياتنا بأن يكون مستقبلا لفتيات المسلمات يسير حسب ما نريد، فلتُرفع الأقداح تكريماً لانتصار أوروبا” .

ولدت العارضة وعازفة البيانو وملكة جمال العالم “كريمان خالص” في السادس عشر من فبراير عام 1913 في مدينة إسطنبول بالإمبراطورية العثمانية وكانت أول فتاة تركية تحصل على لقب ملكة جمال العالم. منحها أتاتورك لقب “ايجه” بعد فوزها في المسابقة وتوفيت عام 2002 في مدينة إسطنبول مسقط رأسها عن عمر يناهز 99 عام.

(خاص-مرحبا تركيا)

فريق التحرير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *