• 29 مارس 2024

معركة “بافيوس”.. أول انتصار للإمبراطورية العثمانية على الدولة البيزنطية

وصفها بعض المؤرخين بحجر أساس الدولة العثمانية، واعتبرها البعض الأخر بداية تأسيس إمارة عثمانية مستقلة وذات سيادة، إنها معركة بافيوس الشهيرة.

 تعيش تركيا اليوم ذكرى معركة “بافيوس” التي تعد أول انتصار للدولة العثمانية الوليدة على الامبراطورية البيزنطية، وذات أهمية كبيرة للتوسع في المستقبل: فقد البيزنطيون على أثر ذلك السيطرة بشكل كامل على ريف بيثنيا، وسقطت حصونهم المعزولة واحدة تلو الأخرى.

كما أنها بشرت بخسارة البيزنطيين لأسيا الصغرى، حيث قال المؤرخ خليل إينالجك سمحت معركة “بافيوس” للعثمانيين بتحقيق خصائص وصفات الدولة، لذلك يمكن اعتبار هذا التاريخ هو تاريخ تأسيس الإمارة العثمانية مستقلة وذات سيادة.
وقعت المعركة  في 27 يوليو 1302م/1 ذو الحجة 701 هـ بين الجيش العثماني تحت قيادة عثمان الأول والجيش البيزنطي بقيادة “جورج موزالون”. تعد أول معارك الدولة العثمانية، انتهت المعركة بنصر حاسم للعثمانيين، وتدعيم الدولة العثمانية ومن ثم استيلاء الأتراك الكامل على بيثنيا البيزنطية بعدها.

كيف بدأت المعركة

كان أرطغرل والد عثمان الأول قائدا لقبيلة قاى التركية وعندما وصل أرطغرل بفرسانه ال 400 لمساعدة السلاجقة الروم في حروبهم ضد البيزنطيين ولمكافأته على مساعدته فقد أعطاه علاء الدين السلجوقي أراضي قريبة من انقرة كهدية له و قام أرطغرل بعد ذلك بضم قرية سوغيت التي غزاها عام 1231 م إلى الأراضي التي تحت سيطرته مكونتاً إقطاعية خاصة به.

بعد وفاة أرطغرل في 1282م قاد عثمان الأول هذه الاقطاعية ، وعلى مدى العقدين المقبلين شن سلسلة من الغارات أكثر من أي وقت مضى إلى عمق المناطق الحدودية البيزنطية من بيثنيا ، و هدد مدن عده كمدينة نيقية (إزنيق حديثا) التي حاصرها في 1301م. والتضييق على مدينة بورصا، والمدينة الساحلية نيقوميديا (إذميد حديثا) التي اصيب أهلها بمجاعة .

في عام 1302 م قاد الإمبراطور ميخائيل التاسع باليولوج (1294-1320م) حملة من المرتزقة “آلان ” وصلت الجنوب إلى مغنيسيا ، الأتراك فزعوا من تعداد جيشه الكبير وحاولوا تجنب المعركة وقرر فعلا مواجهة الأتراك إلا ان قادته اقنعوه بعدم الهجوم .

شجع ذلك الأتراك لمعاودة غاراتهم على المدن البيزنطية ، واضطر الجيش البيزنطي إلى التراجع لحماية منازلهم ، كما أن قوات المرتزقة “آلان” تراجعت وانضموا إلى عائلاتهم في تراقيا ، مما جعل جيش الامبراطور تتناقص اعداده ، فاضطر للانسحاب بقواته عن طريق البحر . واتبع ذلك موجات من اللاجئين .

هزيمة ساحقة للدولة البيزنطية

لمواجهة التهديد على نيقوميديا ، أرسل والد ميخائيل، أندرونيكوس الثاني باليولوج ( 1282-1328م) قوة بيزنطية حوالى 2000 من الرجال نصفهم من المرتزقة “قوات آلان” تابعة لجيش حراس الامبراطورية “ميغاس هيتيريا” تحت قيادة ” جورج موزالون ” لعبور مضيق البوسفور والتخفيف على المدينة.

وفي يوم 27 يوليو 1302م التقى البيزنطيين جيش الأتراك المكون من حوالى 5000 من سلاح الفرسان تحت قيادة عثمان نفسه، ويتألف من القوات الخاصة به وكذلك حلفاء من القبائل التركية من بافلاغونيا و منطقة نهر مايندر .

سلاح الفرسان التركي كلف الجيش البيزنطى خسائر كبيرة ، مما جعل “موزالون” ينسحب بقواته إلى نيقوميديا تحت غطاء من قوات آلان .

كما أثارت الهزيمة البيزنطية نزوح جماعي للسكان المسيحيين من المنطقة إلى الأجزاء الأوروبية من الإمبراطورية، مما تغيير التوازن الديموغرافي في المنطقة، إلى جانب الهزيمة في مغنيسيا، والتي سمحت للأتراك الوصول إلى سواحل بحر إيجه وإثبات وجودها .

فريق التحرير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *