• 19 مارس 2024

محمية “قوتش قاياسي” بتركيا.. ملاذ الفارين من ضوضاء المدن (صور)

في محمية “قوتش قاياسي” الطبيعية بولاية كيراسون شمالي تركيا، يجد الفارون من ضوضاء المدن والباحثين عن هدوء وسط غابات كثيفة الأشجار، ضالّتهم وملاذهم.

 

محمية تنتصب بهدوء في قضاء “دَرَلي” الواقع على بعد 65 كم عن مركز مدينة كيراسون، في منطقة البحر الأسود، وترتسم لوحة تستعرض أجمل نماذج الطبيعة العذراء والحياة البرية والمناظر الخلابة، لتشكّلها من غابات تبلغ مساحتها 252 هكتارا.

والمحمية التي تقع على ارتفاع 840 مترا عن سطح البحر، تتيح إمكانية ممارسة رياضات متنوّعة مثل المشي في الطبيعة، وتسلّق الصخور، وصيد الأسماك، ورحلات سفاري للتصوير، وجولات بالدراجات، ومراقبة الطيور.

 

كما تضم المحمية تلالا عدة، أعلاها تلة “غوك تبه” التي يبلغ ارتفاعها ألفين و483 مترا، تليها تلة “جيفت يار” بارتفاع ألفين و280 مترا، ثم تلة “غوبَل” بارتفاع ألف و200 متر.

رئيس مديرية شؤون المياه والغابات في كيراسون، أرتان كودوبان، قال في حديث للأناضول، إن محمية “قوتش قاياسي” الطبيعية تضم 3 منظومات بيئية؛ وهي الغابات، والجداول المتدفقة، وهضاب المراعي.

 

وأضاف أنّ المحمية تستضيف 136 نوعا من النباتات تنتمي لـ64 عائلة، و160 نوع حيوان من الفقاريات.

ويتوسّط المحمية نهر “قره” المنساب في مشهد ساحر يأسر زوار المكان، وباتجاه الغرب، توجد مسارات وطرق مخصصة للمترجّلين، في مشهد يجمع بين رونق المياه الصافية وخضرة الأشجار الكثيفة المحيطة بالمكان.

 

ووفق كودوبان، فإنّ أشجار التنوب والزان تشكّل غالبية أشجار غابة المحمية الممتدّة على مساحة تتراوح بين ألف و450 وألفين متر.

وأضاف أن الغابة تمتلك غطاء تباتيا غنيا يضم ورود الغابات، والنباتات العشبية، والفاكهة البرية ومجموعة متنوعة من الفطريات.

 

أما الحيوانات التي تحتضنها المحمية، فتتنوع بدورها بين الزواحف والطيور والثديات والأسماك، فيما يتحوّل المكان، خلال موسمي الربيع والخريف، إلى معبر للطيور المهاجرة، ما يضفي عليه سحرا تتقاطع فيه ملامح الجمال الدائمة فيه بأسراب الطيور الراسية فيه بشكل مؤقت.

وعلاوة على تلك التوليفة الطبيعية الساحرة، يعتبر موقع المحمية استراتيجيا بالنسبة لعشاق الأماكن التاريخية، حيث تنتصب بالقرب منها العديد من المعالم، بينها برج “قوشلوهان”، الذي أسسه الجنويون (نسبة لسكان مدينة جنوة الإيطالية)، بهدف مراقبة وتأمين القوافل التجارية.

 

كودوبان أشار إلى أنّ كنيسة “قرق هارمان” تقع أيضا قرب المحمية، ويتميز هذا المعلم باحتفاظه – حتى اليوم- بطرازه المعماري الفريد من نوعه.

وليس ذلك فقط، وإنما ينتصب سور “الحاج عبد الله” الذي يبلغ طوله 6 آلاف و500 مترا، غير بعيد عن المحمية، عارضا على زوار المكان فسحة لسبر أغوار التاريخ والاستمتاع بتفاصيل ممتعة تنعش الذاكرة من ضغط الحياة والمدن.

 

سور قال كودوبان إنه بني عام1610 ميلادي من قبل الحاج عبد الله خليفة، على شكل دائري للفصل بين أماكن المراعي والمناطق السكنية، ما منحه شكلا يستقطب الانتباه، ويغري السياح بزيارته والاطلاع على أسرار تشييده.

ملامح جمال ساحر تنضح من كل شبر من المحمية ومن محيطها المزدان بمعالم تاريخية، في مشهد يشكّل مرسى لسحر عابر للمكان والزمان، لينضاف إلى توليفة أخرى من المحميات التي تضمها تركيا والبالغ عددها 203، ممتدة على مساحة 969.574 دونم، وفق بيانات 2015.

فريق التحرير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *