• 29 مارس 2024

عمر خالص دمير.. الجندي التركي صاحب الدور الأول في إفشال الإنقلاب

الرقيب أول عمر خالص دمير هو ضابط الصف في سلاح المشاة الذي منع مدبري الانقلاب الفاشل من السيطرة على قيادة القوات الخاصة، فأطلق النار على رأس العميد الانقلابي سميح ترزي وقتله على الفور بعد أن أخبره الأخير أنه تم إعلان الأحكام العرفية وأصبح المسؤول من الآن فصاعداً

وبعد إطلاقه النار على ترزي، سقط شهيداً إثر إصابته بثلاثين رصاصة من الجنود الانقلابيين، ليشتبك بعدها الجنود الرافضون لمحاولة الانقلاب مع الانقلابيين

ضحى دمير بنفسه لينقذ وطنه وأرواح الملايين، فغير مجرى التاريخ في ليلة انقلاب 15 تموز الغادر

وأكد زملاء دمير، أنه لو قام بتسليم المقر للقوات الانقلابية، لحدثت كارثة، حيث كان ينوي الانقلابيون إدارة الاغتيالات من المقر

 


 وبعد استباب الأمن بعد ليلة دامية نقل جثمان عمر خالص دمير في 17 يوليو/تموز 2016 إلى مسقط رأسه في قرية شكر كويو، حيث شيع من أمام مبنى البلدية بمشاركة أكثر من خمسة آلاف مشيع

ولف جثمانه عقب الصلاة عليه بالعلم التركي وحمل على أكتاف الجنود في جنازة عسكرية بروتوكولية كبيرة قبل مواراته الثرى في مقبرة قريته

و نظم الشاعر التركي دورسون علي أرزنجانلي هذه القصيدة الرائعة في رثاء عمر خالص دمير الذي قطع الطريق أمام الخونة ببطولته التي أظهرها في ليلة الانقلاب المظلمة، نقدمها إليكم:

في تلك الليلة المظلمة

أنا أكثر حزنا لأبي

أنا أسد أبي الباسل

أليس كذلك يا أبي؟

عيناك شديدتا الاحمرار

هل بكيت كثيرا يا أبي؟

انصت إلي أيضا، أحكي لك عن تلك الليلة، لكن أسمع متبسما كما كنت تسمع دوما

في حلمي سمعت أصوات أجنحة وكان الفصل صيفا

بعد أصوات أجنحة فاحت في الأجواء عطرية رائعة

و كأنها شيء من الورد وقليلا من الليلاك

ثم رأيت ثلاثين طيرا

و كله كان أبيض

وكتب الثلاثين طيرا كلمة الشهادة في السماء

فسمعت صوتا وكان صوت التذكير

قلت: خيرا

فقالوا: خيرا

المكان الذي طاروا إليه كأن السماء في بئر جوكور

وأمسكوا بي ثم رفعوني إلى السماء

كانت أجنحتهم مخضبة بالدماء

وقلت: خيرا

فقالوا: هيا طر أنت أيضا، يمكنك أن تطير أسرع منا

والثلاثون طيرا تركوني في خلاء فاستيقظت فورا يا أبي

وقلت: ليكن خيرا

فإذا بي استيقظت لنهار كان ليلته كابوسا على وطني

رأيت وجوها خائنة سرقت نجوم السماء لتعلق على كتفي

لم تكن لهم أرواح في تلك الليلة

هل يخاف ابنك؟

لا يخاف!

ولم أخاف

اتصلت فورا بقائدي “زكائي”

وقال لي: ذلك المقام شرفك يا عمر

قال لي: دافع عن شرفك حتى أتيت

قال لي: إذا لزم الأمر فاقتل خائن الوطن ذلك

وقال لي: والشهادة تنتظر في نهاية وظيفتك، سامحني يا عمر!

ما كاد قائدي يقول “الشهادة” إذ سمعت أصوات أجنحة مرة أخرى

لم تكن رؤيا يا أبي، كنت مستيقظا هذه المرة

فاحت في الغرفة عطرية رائعة

كأن أمرا ما حدث في تلك اللخظة

وكأن يدي وكتفي من الفولاذ

وكأني قادر على محاربة الدنيا بوحدي

أقبلت على خائن الوطن

وكان وراؤه رجال، سود الوجوه

قلت: لن تدخلوا

كانوا ذئابا أمام الأسد وهاجموا

أخرجت سلاحي فأطلقت النار على جبهة كبير الخونة

رأيت الطيور مرة أخرى يا أبي

كانت تطير نحوي

أصوات أجنحة الثلاثين طيرا التي تمس جسدي وأجنحته مخضبة بالدماء،

أصوات الصلاة

تشق السماء، العطرية الرائعة

رائحة الورد؟ أم رائحة الليلاك؟

ضاعت في داخلي

وسماء البئر الجوكور

زرقاء، صافية وهادئة

والهدوء يبعث السرور في داخلي

أنا في السماء يا أبي

لكن الطيور لا تحملني بعد الآن

أنا أطير

وأسرع منها

فإذا بي شهيدا يا أبي!

فاعلم أنني لست وحيدا

أنا هنا في الجيش أيضا

في جيش الشهداء يا أبي

هل تعرف ما حدث يا أبي؟

قبل الرسول عليه السلام جباهنا

قال للشهداء الآخرين

“باركوا لاخوانكم

فهؤلاء شهدائي الغرباء

لأنكم قتلتم شهداء أثناء قتال الأعداء

و أولئك قتلوا خلال قتال خونة ظنوا أنهم أخوة

كانت لديكم أسلحة

لكن هؤلاء من دون سلاح

أنتم قاتلتم مع دبابات

بينما سحقوا تحت دباباتهم

أنتم سقطتم شهداء حين كنتم تقصفون الأعداء بالطائرات

بينما هؤلاء سقطوا شهداء حين جعلوا صدورهم دروعا للقنابل النازلة من طائرتهم

هؤلاء غربائي

فباركوا لاخوانكم

قل لشعبي يا أبت

إننا موجودون حيث وجد العلم الأحمر

وقل لقائدي إنني

لم أوطئ شرفي

أخبر أمي وأولادي وزوجتي وإخواني

فقل لهم:

لقد ترك عمر لكم وطنا

بدون تردد:

يمكنكم أن تقولوا:

إن هذا الوطن لنا

لأنني دفعت البدل يا أبي

لقد علمت ابني أرطغرول الموت من أجل هذا الوطن

كما علمتني أنت، علمه القتال من أجل هذا الوطن

إن هذا الوطن لكم يا أبي

أصابتني الثلاثون رصاصة

دفعت البدل يا أبت

أقبل يديك باحترام

أنا أكثر حزنا لأبي

أنا أسد أبي الباسل

وأنا نجيب وطني الباسل

مرحبا تركيا _ هدى البصيري

فريق التحرير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *