يقوم ألطون أربانا، رئيس بلدية مدينة “شيياق” وسط ألبانيا، الذي تلقى تعليمه وتخرج من تركيا، بنقل خبراته المكتسبة إلى بلده ومد جسور التواصل بين البلدين.
أربانا أحد المواطنين الألبان الذين تلقوا تعليمهم في تركيا، وبعدها عادوا إلى بلادهم ليلعبوا دورا مهما في تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، وهو يعمل رئيسا لبلدية المدينة منذ أكثر من عام.
انتخب أربانا مرشحا لعضوية الحزب “الاشتراكي” الألباني، الذي يرأسه رئيس الوزراء إيدي راما.
وتحدث أربانا للأناضول، عن مرحلة تعليمه في تركيا، وعن العلاقات الثنائية بين البلدين، والجهود التي قام بها موظفو البلدية لتعلم اللغة التركية.
بعد أن أنهى تعليمه الثانوي في ولاية “تكير داغ” شمال غربي تركيا، بين أعوام 1999-2003، عاد إلى بلده وأكمل تعليمه الجامعي في الحقل القانوني.
وقال رئيس البلدية إن الأربع سنوات التي قضاها في تركيا عملت على تغيير طريقة تفكيره وفهمه للأمور وتوجيه جهوده.
وأوضح أنه لا زال على اتصال بمدرسيه السابقين ولم تنقطع صلته بتركيا إلى اليوم.
وأوضح أنه يقوم بزيارة تركيا مرة أو مرتين كل عام، ويلتقي الطلاب الألبان الذين لا زالوا يعيشون في تركيا.
** نظام تركيا التعليمي يتساوى مع نظيره الأوروبي
وأفاد أربانا، بأن تركيا تمتلك نظاما تعليميا سليما، وأردف: “اليوم نرى الكثيرين من الشباب والفتيات يتخرجون في النظام التعليمي التركي ويلتحقون بوظائف بأعمال ومجالات مختلفة”.
وتابع: “وهو ما يعني أن النظام التعليمي التركي يتساوى بدرجة كبيرة مع النظام التعليمي الأوروبي”.
وحول علاقات البلدين، قال أربانا: “تقوم تركيا اليوم ببناء ما يقرب من 500 منزل لضحايا الزلزال في مدينة كوربين الألبانية. وهذا يدل على أن العلاقات بين البلدين تسير في طريق صحيح”.
واستطرد: “التعاون والتضامن بين تركيا وألبانيا ممتد من قبل، وسيستمر إلى الأبد”.
وذكر أن موظفي بلدية “شيياق”، التي يرأسها، بذلوا جهودا لتعلم اللغتين التركية والإنجليزية، حيث يتعلمون جملة باللغتين التركية والإنجليزية كل أسبوع.
وفي 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، ضرب زلزال عنيف بقوة 6.4 درجات على مقياس ريختر، شمال غربي ألبانيا، ما أسفر عن مصرع 51، وإصابة أكثر من 900 آخرين.
ومطلع العام الجاري، أعلن وزير البيئة والتخطيط العمراني التركي مراد قوروم، أن بلاده ستبدأ في بناء 500 وحدة سكنية لصالح ضحايا الزلزال.
** مستشار أربانا تلقى تعليمه في تركيا
إلدورادو ديمو، مستشار أربانا، ورئيس إدارة شؤون الاندماج والتكامل الأوروبي في البلدية، تلقى تعليمه أيضا في تركيا.
وحصل ديمو على تعليمه الثانوي بالمدرسة البحرية في جزيرة “هايبيلي أضا” بإسطنبول بين أعوام 2004 – 2008، وأكمل تعليمه بالأكاديمية البحرية في منطقة “توزلا” بالمدينة بين 2008 – 2012.
وفي حديثه للأناضول، قال ديمو، إنه فخور بتلقي تعليمه في تركيا، حيث أقام صداقات طيبة في البلاد.
كما لفت إلى أن الجيش التركي يتميز بشهرة كبيرة على الصعيد العالمي، مؤكدا أنه حصل على تعليم سليم ومنضبط في تركيا.
وأردف: “تلقيت تعليمي في مدرسة أشعر بالفخر بأني درست فيها، وأشعر أنني محظوظ حقا، وبفضل تعلمنا هناك فقد وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم”.
وأشار إلى وجود علاقات طيبة بين ألبانيا وتركيا سواء على مستوى الدولة أو بين أفراد الشعبين، معربا عن حنينه إلى السنوات التي قضاها في تركيا.
وأوضح أن “الشعبين الألباني والتركي يرتبطان ببعضهما بروابط روحية، فبيننا ثقافة ولغة متداولة تجعل منا كيانا واحدا، وبجانب هذا فإن الموقف والوضع السياسي بين البلدين طيب للغاية”.
وتابع: “قام الشعب التركي والدولة التركية بمساعدتنا في إعادة الإعمار بعد ما حدث نتيجة الزلزال الذي شهدته ألبانيا العام الماضي. ونشكرهم من قلوبنا حقا”.
ووفق بيانات رابطة خريجي ألبانيا بتركيا (TÜMED) فقد تخرج ما يقرب من 3500 طالب ألباني في المدارس التركية منذ عام 1990.
وأظهرت نفس البيانات، أن هناك ما يقرب من ألف طالب يتلقون تعليمهم بتركيا في مراحل دراسية مختلفة.