أصبح أردوغان، مرشّح الانتخابات التركية 2023، رئيساً للوزراء في تركيا في العام 2003، قبل أن يعدّل الدستور ويصبح “رئيساً” مُنتخباً بالاقتراع العام في العام 2014.
ونوه الرئيس التركي الأربعاء الماضي، الى احتمالية اجراء الانتخابات التركية الرئاسية والنيابية في 14 أيار/مايو بعد شهر رمضان المبارك، وذلك في اجتماع لنواب من حزب العدالة والتنمية.
من جهتها أعلنت المعارضة التركية عزمها على العودة إلى النظام البرلماني في حال الفوز، والتي انضوت في تحالف “طاولة الستة” الذي يضم ستة أحزاب تركية تسعى لقطع طريق الرئاسة أمام أردوغان.
الانتخابات التركية 2023 سترسم ملامح جديدة للبلاد
يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى تمديد حكمه المستمر منذ 20 عاماً في الانتخابات التركية المرتقبة، والتي تمثّل التحدي الأبرز في تاريخه السياسي.
الانتخابات التركية 2023 لن تقرر من سيترأس تركيا فحسب، إنما سترسم السياسة التي ستُحكم بها البلاد، والى أي مدى سيصل اقتصادها، وكذلك طريقة التعامل مع الحرب الروسية الأوكرانية وقضايا الشرق الأوسط.
يُعتبر رجب طيب أردوغان هو أقوى زعيم تركي منذ تأسيس الجمهورية على يد مصطفى كمال أتاتورك قبل قرن مضى، وهو الذي عمل جاهداً في إطار حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه على خلع العباءة العلمانية عن تركيا التي أسسها أتاتورك.
يرد مسؤولين أتراك في الحكومة على منتقدي أردوغان بأنه كمم أفواه المعارضة، وقوض الحقوق، وأخضع النظام القضائي لنفوذه، بأن سياسته وسياسة حزبه عملت على توفير الحماية للمواطنين في مواجهة التهديدات الأمنية غير المسبوقة، وأبرزها محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016.
كما زعم قال اقتصاديون بأن خطوات أردوغان التي طبقها لخفض أسعار الفائدة، أدت الى ارتفاع حجم التضخم الى اعلى مستوى له في 24 عاماً، ليصل إلى 85بالمئة العام الماضي، كما انخفضت الليرة التركية إلى عُشر قيمتها مقابل الدولار خلال العقد الماضي.
وتعهدت أحزاب المعارضة باستعادة استقلال البنك المركزي، وإعادة الحكومة البرلمانية، ووضع دستور جديد يكرس سيادة القانون، بحسب رويترز.
استعراض القوة العسكرية
استعرضت تركيا قوتها العسكرية في الشرق الأوسط وخارجه في خلال حكم أردوغان، حيث شنت 4 عمليات عسكرية في سوريا، كما هاجمت ولحد الآن مسلحي تنظيم بي كي كي الإرهابي شمال العراق، ودعمت حكومة الوفاق الليبية عسكرياً وكذلك أذربيجان.
وخاضت تركيا مواجهات دبلوماسية سياسية مع السعودية والإمارات العربية المتحدة وإسرائيل، إلا أنها غيرت من سياساتها تجاه تلك الدول واتبعت نهجاً يدعو الى التقارب وحل المشكلات، ولكن كانت وما زالت تواجه اليونان وقبرص الرومية بسبب الحدود البحرية لشرق البحر الأبيض المتوسط.
فرضت الولايات المتحدة عقوبات على صناعة الأسلحة التركية، عقب شراء أردوغان دفاعات جوية روسية، وتقرب كثيراً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأمر الذي أدى الى تشكيك المنتقدين بالتزامات تركيا تجاه حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وأثارت اعتراضات أنقرة على طلبات عضوية الناتو المقدمة من السويد وفنلندا بعض التوترات أيضاً.
ولعب أردوغان دورا مهما ورئيسيا بوساطته في صفقة تصدير الحبوب الأوكرانية، وبذل جهود كبيرة سعيا لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.
ماذا لو خسر أردوغان الانتخابات؟
من المؤكد أنه اذا ما خسر أردوغان الانتخابات التركية 2023، فلن يكون خلفه قادراً على لعب نفس الدور وملء المكانة المؤثرة التي يحظى بها أردوغان حالياً على المستوى المحلي والعالمي، وهذا الأمر الذي يؤكده الرئيس التركي مرارا وتكرارا في حملته للانتخابات التركية.
ومن المعلوم أن أول عقدين من حكم أردوغان اتسم بارتفاع معدلات النمو الاقتصادي، لكن السنوات العشر الماضية شهدت تراجعاً في الازدهار، وهو ما يؤثر على شعبيته بين الناخبين.
ومازال حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه هو الحزب الأقوى في البلاد، ومن المرجح أن يظل قوة كبيرة في البرلمان، ولكن استطلاعات الرأي تظهر أن أردوغان يتخلف عن بعض المرشحين المحتملين للرئاسة من صفوف المعارضة.
ويعي أردوغان بشكل جيد أن أكثر ما يؤثر على حظوظه في الانتخابات التركية هو ارتفاع تكاليف المعيشة، وفي سبيل ذلك أعلن عن مضاعفة الحد الأدنى للأجور ضمن حزمة من الإجراءات التي ستسمح أيضا لأكثر من مليوني عامل بالتقاعد مبكرا.
وعود المعارضة
بهدف مجاراة سياسات أردوغان وتقديم أداء بمستواه على الساحة المحلية والدولية، تحالف حزبا المعارضة الرئيسيان – حزب الشعب الجمهوري العلماني، وحزب الخير القومي – مع أربعة أحزاب أصغر.
ويسعى التحالف السداسي إلى صياغة برنامج موحد، لكنه لم يتفق حتى الآن على مرشح محدد لمنافسة أردوغان على مقعد الرئاسة.
وتعهدت هذه الأحزاب بإعادة الاستقلال للبنك المركزي، وعكس سياسات أردوغان الاقتصادية غير التقليدية، كما تعهدت بتفكيك رئاسته التنفيذية وإعادة النظام البرلماني السابق، وإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
إعادة اللاجئين السوريين من أهم الأوراق بيد المعارضة، والتي تلوح بها دائماً لكسب الحاضنة الشعبية ، في حين دعم أردوغان الجهود للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، بينما تستضيف تركيا أكثر من 3.6 مليون لاجئ سوري، أصبحوا غير مرحب بهم بشكل متزايد في ظل المصاعب الاقتصادية التي تعاني منها تركيا.
ولكن مؤخراً كرر أردوغان دعوات المعارضة للتقارب مع دمشق، وتحدث عن إعادة بعض اللاجئين، على الرغم من أن الرئيس والمعارضة لم يحددا كيف يمكن أن يحدث ذلك بأمان.
وطرح أردوغان إمكانية عقد قمة مع الرئيس السوري بشار الأسد، وهي خطوة أولى محتملة في المناقشات حول مستقبل اللاجئين. وفي الوقت نفسه، حذرت أنقرة منذ أشهر من أنها تستعد لشن هجوم جديد على شمال سوريا يستهدف المقاتلين الأكراد – مما قد يعزز فرص أردوغان.
منافسو أردوغان في الانتخابات التركية 2023
أبرز منافسي أردوغان هو كمال فلجدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري، ولكن يُنظر اليه على أنه منافس ضعيف، وأيضاً أكرم امام أوغلو رئيس بلدية إسطنبول من الحزب الجمهوري، والذي حُكم عليه بالسجن والحظر السياسي في كانون الأول/ديسمبر الماضي، بتهمة إهانة مسؤولي الانتخابات.
وبالنسبة لحزب الشعوب الديمقراطي والذي يُعد ثالث أكبر حزب برلماني، فإن المحكمة العليا في البلاد تنظر في قضية حظره وتجميد حساباته، في حين يقبع الزعيم السابق للحزب صلاح الدين دميرتاش في السجن منذ عام 2016 بتهمة إهانة الرئيس.
وقد يكون اختيار تحالف المعارضة لمرشحه في الانتخابات حاسماً في فرص الفوز، لكن هناك عوامل أخرى ستلعب دوراً مهماً، بما في ذلك احتمالات كبح جماح التضخم.
اقرأ أيضا: احتمال تقديم موعد الانتخابات التركية 2023.. لماذا؟