تطورت تطبيقات الذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence) لتدخل كافة مجالات الحياة، بما فيها الذكاء الاصطناعي في البناء، بعد أن دخل مجالات الصناعة والتجارة والكثير مما يمس حياة الناس اليومية، لتصل تطبيقات الذكاء الاصطناعي إلى مجالات الهندسة والإنشاءات والبناء بمختلف مراحله.
وصرّح باتوهان باغبان، عضو مجلس إدارة مجموعة غورباغ (Gürbağ) للإنشاءات في تركيا، خلال مقابلة له مع وكالة إخلاص التركية للأنباء (وفق ما ترجمته مرحبا تركيا) بأن التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات والإنترنت والأنظمة السحابية لها ميزات من شأنها تغيير العديد من الديناميكيات في قطاع الإنشاءات.
وأشار إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي في قطاع الانشاءات هو عكس ما يُعتقد بأنه غير مطبّق، بل إن مجالات استخدام الذكاء الاصطناعي في قطاع الإنشاءات واسعة جدًا، مثل تخفيض تكاليف الإنشاءات المرتفعة.
وأوضح أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي من شأنها توفير تكاليف المشاريع، اكتسبت أهمية أكبر بعد أن ارتفعت هذه التكاليف بنسبة 45% تقريباً هذا العام بالمقارنة مع العام السابق.
استخدام الذكاء الاصطناعي في البناء بمختلف مراحله
وكشفت التوقعات المستقبلية في قطاع الإنشاءات عن أهمية الذكاء الاصطناعي لهذا القطاع، حيث أفاد تقرير نشرته ريبورتس آند داتا (Reports and Data) لأبحاث السوق؛ أن الحصة السوقية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في البناء عام 2026 ستبلغ حوالي 4.5 مليار دولار.
ووفقًا لذات التقرير، سيتم استخدام الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي بشكل أكثر فاعلية في مراقبة الجودة وجدولة الوظائف واكتشاف المشكلات وتتبعها وإدارة الأمن واستخدام الموارد وإدارة التصميم.
ووفقًا لتقرير آخر نشرته شركة أكسنشر (Accenture) للاستشارات الإدارية والمهنية؛ فإنه بحلول عام 2035، يمكن للذكاء الاصطناعي زيادة أرباح الشركات بنحو 70%.
احتلت التطورات التكنولوجية مكانة مهمة في قطاع الإنشاءات لفترة طويلة، وأشار باتوهان باغبان إلى أن للذكاء الاصطناعي أيضاً آثاراً إيجابية في مجال البناء والإنشاءات، ولا سيّما في خفض التكلفة، حيث يستخدم الذكاء الاصطناعي في العديد من المجالات والمراحل، دون شك بقابليته للتوسع أكثر مستقبلاً.
ويستخدم الذكاء الاصطناعي في العديد من مجالات البناء، من التحكم في التكاليف إلى التصميمات الهندسية الأكثر إنتاجية، مروراً بالحد من المخاطر، وليس انتهاءً بتخطيط المشروع.
اقرأ أيضاً: ماذا يفعل رائد الفضاء في مترو إسطنبول؟

الذكاء الاصطناعي في البناء خفّض التكاليف والوقت والمخاطر
فيما يتعلق بالتأثير الإيجابي لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في البناء وخاصة فيما يتعلق بالتكاليف؛ قال باغبان: “عند النظر إليها ككل، يمكن تخفيض تكلفة المبنى أو الهيكل بنسبة 20 إلى 25 في المائة بفضل تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات والإنترنت، ومع ذلك، لا ينبغي أن ننسى أنه من أجل الاستفادة من هذه التقنيات، من الضروري الحصول على كمية كبيرة من البيانات.
ويستخدم الذكاء الاصطناعي غالباً في التخطيط والتصميم، حيث أوضح باغبان أن مع استخدام الذكاء الاصطناعي، تصبح نسبة استخدام الذكاء الاصطناعي في التخطيط والتصميم أكثر من 50%، ومع هذا يصبح التصميم الأكثر إنتاجية ممكن جداً، وبهذه الطريقة، يمكن تجربة العديد من النماذج للعثور على التصميم الأفضل، ويمكن للذكاء الاصطناعي تقديم خيارات أكثر أماناً وأسرع وأنسب للمشاريع الإنشائية”.
وبين باغبان أن أصعب جزئية في المشروع هو التخطيط، وأن إدارة المشروع الناجحة يمكن أن تكون أسهل باستخدام الذكاء الاصطناعي، معلقاً على ذلك بالقول: “وفقًا للبيانات الموجودة، يمكن أن يتنبأ الذكاء الاصطناعي بالأخطاء المحتملة في المشروع أو يجعل التأخير المحتمل متوقعًا، وبهذه الطريقة، يمكن استخدام الموارد بأكثر الطرق فعالية، وبالتالي، تصبح المخاطر المتعلقة بالجودة والسلامة والوقت والتكلفة أكثر قابلية للتنبؤ.”
وتلعب تطبيقات الذكاء الاصطناعي دوراً هاماً في تقدير تكاليف المشروع، عبر التنبؤ بشكل أفضل قبل أو أثناء المشروع، بالإضافة إلى ذلك، فإنه يسمح بتحديد الاحتياجات من خلال إجراء تقدير المواد اللازمة، ويسمح بتحسين الخدمات اللوجستية بشكل أسهل ويمنع أيضاً الهدر.
وتشمل تطبيقات الذكاء الاصطناعي في البناء توفير قدر كافي من الصحة والسلامة المهنية في مواقع العمل فضلاً عن الفوائد المالية سالفة الذكر.
وقال باغبان بهذا الصدد: “على سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي عبر الطائرات بدون طيار والكاميرات وأجهزة الانترنت، اكتشاف الموظف الذي لا يرتدي خوذة و الإبلاغ عنه تجنباً لإلحاق الضرر الصحة والسلامة المهنية.”
اقرأ أيضاً: قريباً.. درون الهلال الأحمر التركي في الخدمة 2021

مستقبل الذكاء الاصطناعي في البناء
وأكد عضو مجلس إدارة مجموعة غورباغ (بحسب ما ترجمته مرحبا تركيا)؛ أنه يجب أن يكون هناك استخدام مستدام للذكاء الاصطناعي ليس فقط أثناء المشروع. وأوضح بالقول: “يجب تفضيل الذكاء الاصطناعي ليس فقط أثناء الإنشاء وإنما أيضًا بعد اكتمال عملية الإنشاء، الذكاء الاصطناعي الذي يمكّن مفهوم البناء الذكي؛ قادر على التحكم بتكاليف عمليات البناء الأساسية، ولا سيما في إدارة الطاقة.”
وتشير بعض المصادر إلى أن الذكاء الاصطناعي لا يستخدم بكفاءة كما هو الحال في القطاعات الأخرى، إلا أنه وبالمقابل، وبحسب التوقعات المستقبلية؛ من الواضح تمامًا أن الذكاء الاصطناعي سيُستخدم بشكل أكبر في قطاع الإنشاءات من خلال طرق عديدة مثل تحليل البيانات أو معالجة الصور أو رؤية الكمبيوتر التي تعمل على كشف العيوب الهيكلية في البناء.
وقال باغبان: “إن استخدام الأساليب المستخدمة في القطاعات الصحية والدوائية، في قطاع الإنشاءات من شأنه أن يجعل المشاريع أكثر كفاءة وفعالية من حيث التكلفة مستقبلاً”.
واختتم بالقول: “إن أولئك الذين يواكبون التحول الرقمي سيكونون من بين الأقوى في المستقبل، أما أولئك الذين يعارضون أو يقاومون التحول سيكون مصيرهم الانهيار بسبب التكاليف وتضييع الفرص”.
اقرأ أيضاً: الشهادة الخضراء للمباني صديقة البيئة في تركيا 2021
عمق مفهوم الذكاء الاصطناعي
عرّفت شركة أوراكل لتقنية المعلومات وقواعد البيانات، مصطلح الذكاء الاصطناعي (AI) بأنه يشير للأنظمة أو الأجهزة التي تحاكي ذكاء البشر، بغرض أداء المهام استناداً إلى المعلومات التي يتم جمعها، ويتجلى الذكاء الاصطناعي في عدة أشكال منها: الروبوتات وتحليل المعلومات والبيانات، مراقبة سلوك المستهلكين والمستخدمين.
وبالرغم من أن الذكاء الاصطناعي يتم تقديمه على أنه روبوتات عالية الأداء، شبيهة بالإنسان، ويمكن أن تسيطر على العالم، إلا أن الواقع الحالي لهذا المجال لا يعدو عن كونه يهدف لتعزيز قدرات ومساهمات البشر بشكل كبير.
المصدر: وكالة إخلاص التركية
ترجمة وإعادة تحرير: فريق مرحبا تركيا