السلطان (يافوز سليم) حقق فتوحات ثمانين عاما في ثمانية أعوام فقط
ترجمة مرحبا تركيا
أصبح (يافوز سليم)، الذي حاز على أفضل التعليم وقواعد الدهاء السياسي والعسكري في طفولته، أكثر سلطاناً فتحاً لبلاد جديدة بين السلاطين العثمانيين جميعاً، كما أنه استطاع خلال ثلاثة عشر يوماً اجتياز (صحراء سيناء) التي كان يظنه الأخرون أمراً مستحيلاً، وصارت مساحة الدولة العثمانية هي الأكبر في عهد السلطان (سليمان القانوني) بفضل الفتوحات الكثيرة التي قام بها (يافوز سليم).
كان السلطان (يافوز) شخصاً شجاعاً، طويل القامة، عريض المنكبين، ذو طبيعة قاسية، وقد تلقى تعليما مُرَكزاً في فترة طفولته.
وقد تم تعيينه واليا لمدينة (طرابزون) عندما كان أميراً، إذ اشتغل أيضا بالدين والعلم إلى جانب أعمال الدولة.
واستطاع السلطان (يافوز) أن يعطي ومنذ عهد إمارته الأول، الشعور بالراحة والطمأنينة للمسلمين في حين أعطى الأعداء شعورا بالرعب بفضل قوة إدارته.
تمكن في فترة ولايته ومن خلال غزواته التي قام بها ضد (الجورجيين)، من ضم مدنٍ جديدة للأراضي العثمانية (قارص) و(إرظروم) و(أرطفين)، ودخل سكان جميع هذه المدن في الإسلام.
حقق السلطان (يافوز) انتصارات هامة على الملك الإيراني (سليمان شاه) وقد حاز على إعجاب والده السلطان (بيازيد الثاني)، لكن والدّه حذره بنفس الوقت من مغبة ازدياد عدد أعداءه.
بسبب ما قام به (سليمان شاه) من زرع الفتن في مناطق مختلفة كإيران، العراق وأذربيجان، توجه السلطان (يافوز) بجيشه إلى إيران، وبعد هروب الشاه المستمر وتعبِ الجنود بدأت المطالبة بالعودة وإنهاء المعركة، لكن السلطان (يافوز) رفض ذلك قائلا “سأقاتل الأعداء حتى لو بقيت وحيداً”، وبعد فتح (تبريز) عاصمة إيران توجّه إلى (كاراباخ) في (أذربيجان) في سعيه لإكمال رحلة الفتح.
وتابع السلطان (يافوز) فتوحاته من جهة الجنوب أيضا حيث تكمن من السيطرة على مقام النبي (داوود) الواقع شمال إقليم (هاتاي)، وهذا ما سبب قلقا (للماليك).
بدأ (المماليك) بالتواصل مع (إسماعيل شاه) لشحن حرب مشتركة على (العثمانيين)، وبالرغم من امتلاك جيش العدو للأسلحة النارية تمكن الجيش العثماني من إلحاق الهزيمة بهم، مما مكّنهم من ضم (سوريا) و(لبنان) و(فلسطين) للأراضي العثمانية.
وفي سعيه لتوسيع نطاق حكمه في المنطقة الغربية قرر السلطان(يافوز) فتح مصر التي كانت بيد (المماليك)، وقطع لأجل ذلك مسافة تزيد على 2500 كيلومتر استطاع بعدها من ضم (مصر) بعد النصر في معركة (الريدانية).
توفي السلطان (يافوز سليم) في شهر أيلول من عام 1520 في الوباء الذي ضرب (إسطنبول) في العام نفسه.