تكثف المعارضة التركية من جهودها لأجل الفوز بسدة الحكم في تركيا, وتزداد كل يوم التكهنات حول المرشح الذي سينافس أردوغان على كرسي الرئاسة, وعلى الرغم من حديث وسائل الإعلام التركية المقربة من المعارضة عن تراجع شعبية أردوغان في الفترة الأخيرة لعدة أسباب أهمها الوضع الاقتصادي الذي تأثر كغيره من الإقتصادات العالمية جراء إنتشار وباء كورونا.احتمال تقديم موعد الانتخابات التركية 2023.. لماذا؟
تراجع شعبية أردوغان هل يكفي لفوز المعارضة التركية؟
إلا أن هذا التراجع في شعبية أردوغان وإن كان صحيحا فهو غير كافٍ للمعارضة من أجل ضمان فرصتها بالفوز, وهذا ما يجعل كبرى الأحزاب السياسية المعارضة تضع حلولا وإستراتيجيات لعلها تجدي نفعاً وتزيد من فرصهم بالفوز .
الخطة كانت أن تتفق جميع هذه الأحزاب وهي ستة على تكوين تحالف مضاد اطلقوا عليه اسم (تحالف الأمة) يضم كلا من “حزب الشعب الجمهوري” و” حزب المستقبل” و “حزب الديمقراطية والتقدم” و “حزب السعادة” و “الحزب الديمقراطي” و “حزب الشعوب الديمقراطي” ويتم الحديث مؤخرا عن حزب سابع سينضم لهذا التحالف, ومن أجل عدم تشتت أصوات الناخبين, كان الاتفاق على أن يترشح اسم واحد من هذه الأحزاب ليمثلهم جميعا في الانتخابات الرئاسية القادمة.
صعوبة في تنفيذ الفكرة
على الورق تبدو فكرة المعارضة صائبة لمنافسة رئيس يمتلك من الحاضنة الشعبية ما يكفيه لمنافسة المرشح المنفرد, لكن المتعمق في السياسة التركية يعرف جيداً مدى الاختلاف الأيدلوجي والفكري بين أحزاب المعارضة التركية, فاتفاقهم في حد ذاته يحتاج لما يشبه المعجزة ليستمر, ومنذ بدأ الحديث عن هذا الموضوع ظهرت الخلافات بين قيادات الأحزاب, فكل منهم يرى في نفسه مؤهلا لرئاسة تركيا مستقبلا.
ولعل أبرز هذه الأسماء هو (كمال كليتشدار اوغلو) زعيم حزب الشعب الجمهوري وعراب هذا التحالف, الا أن الحزب يريد تصدير وجه جديد للشارع التركي, فكان الحديث أولا عن منصور يافاش رئيس بلدية أنقرة الحالي, بيد أن يافاش لا يحظى بعلاقة جيدة مع الأكراد الذين يمتلكون ثقلاً برلمانياً وتسعى المعارضة التركية لضمهم إلى التحالف.
أما الاسم الاخر فكان (أكرم إمام اوغلو) رئيس بلدية اسطنبول والذي إلى الأن لم يبلي بلاءً حسناً في رئاسة البلدية فضعف سهمه في حسابات حزب الشعب الجمهوري, و مؤخرا كشفت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية عن تصدع كبير وشرخ في التوافق بين تحالف الأمة حول اسم المرشح الواحد.
الخلافات وصلت بين قيادات (تحالف الأمة) لحد رفضهم الجلوس معاً لتناول الشاي على طاولة واحدة والحديث هنا عن (ميرال اكشينار) زعيمة حزب الخير القومي التي وجهت قولها هذا لحزب الشعوب الديمقراطي الكردي وبدوره رد الأكراد بذات القول والرفض, فضلا عن خلافات عميقة بين اكشينار وحزب الشعب الجمهوري
خلاصة القول أنه لا يمكن أن تكون طريق تحالف الأمة مفروشة بالورود الايام القادمة, خاصة مع تأخير الكشف عن اسم المرشح، على الرغم من بقاء أقل من عام على إجراء الانتخابات الرئاسية, فهل ينجح تحالفا يضم الأكراد و الأتراك والمحافظين والعلمانيين واليساريين واليمين؟ , هذا هو التحدي الأبرز لتحالف الأمة الذي باتت فرص نجاحه تقل يوماً بعد يوم.
اقرأ أيضا..احتمال تقديم موعد الانتخابات التركية 2023.. لماذا؟

استغلال الفرصة
الرئيس التركي يعلم عدم توافق خصومه, ويسعى من أجل استغلال هذا العقم الفكري بينهم لتعزيز فرصته وتجديد فوزه بالانتخابات, وبدأت تركيا في الفترة الأخيرة بتغيير نهج سياستها الخارجية وإصلاح علاقتها مع بعض الدول التي شهدت العلاقة معها توتراً في السنوات الماضية.
عدا عن السياسة الاقتصادية الجديدة المتبعة من أجل تحسين الاقتصاد التركي الذي عانى في العامين الماضيين, هذه الأمور وغيرها تعتبر دعاية انتخابية يمارسها الرئيس التركي بشكل غير مباشر, لوضع النقاط على الحروف وطمئنة الشارع التركي من بعض التخوفات.
اقرأ أيضا أردوغان يعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية 2023 ويسخر من زعيم المعارضة التركية
وفي نهاية المطاف يدرك الأتراك أنه وفي الوقت الراهن لا يوجد من هو أكثر كفاءة من أردوغان لقيادة تركيا في المرحلة القادمة, حتى وإن اختلفوا معه سياسيا, فحقيقة الأمر واضحة ولازال أردوغان يحظى بشعبية جارفة ولا يمكن التغافل أيضا عن مدى الدعم الخارجي له من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي بعد ما قدمه خلال الحرب الروسية على أوكرانيا ولعبه لدور الوسيط في حل ملفات معقدة كأزمة الحبوب الاوكرانية وغيرها.
إعداد: أحمد أبو عيطة / مرحبا تركيا