صُنف الشباب في تركيا من المندرجين تحت فئة “جيل زد”، بأنهم الأكثر استجابة لدعوات مقاطعة المنتجات الداعمة لإسرائيل، على خلفية حربها المدمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وذلك وفق دراسة أجرتها الأستاذة سبحان ناصر، رئيسة قسم التسويق في كلية الاقتصاد بجامعة إسطنبول، بالتعاون مع الباحثة في الجامعة نفسها مروى قير، من خلال إجراء مقابلات مع 1545 شخصا في عموم تركيا حول حملات المقاطعة.
ويطلق اسم الجيل “زد” أو ما يسمى جيل “ما بعد جيل الألفية” للمولودين بين منتصف التسعينيات ومنتصف العقد الأول من الألفية الثالثة.
وبحسب الدراسة، فإن 50 بالمئة من شباب “جيل زد” في تركيا شاركوا بشكل فعال في حملات مقاطعة المنتجات العالمية الداعمة للهجمات الإسرائيلية على غزة.
وأوضحت الدراسة: “هذا الجيل يبرر مشاركته الفعالة في المقاطعة براحة الضمير عند الاستجابة لهذه الدعوات، مع شعوره بالذنب عند تجاهلها، في ظل ما يجري في غزة من مجازر وقتل”.
وأضافت: “لم يتردد هؤلاء الشباب في دفع أموال أكثر لشراء المنتجات البديلة لنظيراتها المشمولة بالمقاطعة، مع استعدادهم للتخلي عن مستوى الجودة أيضا عوضا عن مواصلة شراء المنتجات الداعمة لإسرائيل”.
وأكد معدو الدراسة في تحليلهم للنتائج التي توصل إليها بحثهم، أن جيل زد سيلعب دورا كبيرا في مستقبل أنشطة التسوق، وتوقعوا استمراره في سلوك المقاطعة لهذا النوع من المنتجات.
و قالت الأستاذة سبحان ناصر: “ثقافة المقاطعة لم تكن ذات انتشار كبير في تركيا فيما مضى في تركيا، الأمر الذي دفعهم للحاجة إلى معرفة حجم المشاركة الشعبية في حملات المقاطعة الأخيرة للمنتجات الداعمة لإسرائيل بعد حرب غزة الحالية”، بحسب الاناضول.
وأقدمت الأكاديمية التركية رفقة الباحثة مروى قير، على إجراء دراسة تتضمن مقابلات لمعرفة حجم المشاركة الشعبية في حملات المقاطعة.
وبالنظر إلى المشهد العام للمشاركة الشعبية الفعلية في حملات المقاطعة، أشارت ناصر الى أنها مشاركة متدنية لا تتجاوز مستوى 30 بالمئة.
وأرجعت ناصر سبب المشاركة المتدنية إلى اتساع نطاق المنتجات المشمولة بالمقاطعة، وعدم وجود جهة تنظم الحملات الخاصة بها، ما تسبب في تشويش عقول الراغبين في المقاطعة.
وأوضحت: “المستهلك يبحث عن سبب ملموس وواضح يدفعه للمقاطعة، ويعتبر أنه من غير العقلاني مقاطعة كافة المنتجات الأمريكية لمجرد أن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل”.
وتستشهد ناصر على كلامها بإقبال الناس بقوة على مقاطعة إحدى شركات الأزياء الإسبانية، بسبب استهزائها في أحد الأفلام الترويجية لمنتجاتها، بضحايا قطاع غزة، مضيفة: “الدافع في ذلك هو وجود سبب واضح وملموس وهو الاستهزاء بضحايا غزة”.
وشددت على أن الإقبال على مقاطعة منتج أو علامة تجارية ما، يتناسب مع قوة ووضوح مبرر دعوات المقاطعة الموجهة ضدها.
وأردفت: “بينما يكون إطار المقاطعة واضحا، كان الإقبال والاستجابة عليها كبيرا وناجحا”، في ظل أهمية إبراز مبرر المقاطعة بشكل ملموس أيضاً”.
وحول دافع شباب “جيل زد” للاستجابة الفعالة لدعوات المقاطعة، نوهت الأكاديمية التركية إلى أن أحد أبرز الأسباب “شعور هذه الفئة بضرورة القيام بأمر ما في ظل ما يحدث بقطاع غزة”.
وأشارت إلى أن وجود إطار واضح للمنتجات التي قاطعها شباب “جيل زد“، ما عزز من نسبة استجابتهم لدعوات المقاطعة.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى الخميس “24 ألفا و620 شهيدا و61 ألفا و830 مصابا وكارثة إنسانية غير مسبوقة”، وتسببت بنزوح أكثر من 85 بالمئة (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب السلطات الفلسطينية والأمم المتحدة.
اقرأ أيضا: أردوغان: المتشدقون بحقوق الإنسان لا يرون قتل الأطفال بغزة
اقرأ أيضا: ألطون: إسرائيل تنشر دعايتها السوداء عبر مسؤوليها وإعلامها