لجأ الرسام الشاب قاسم تان من تركيا، إلى فن الرسم لنقل المعاناة التي يعيشها فلسطينيو قطاع غزة في ظل الحرب الإسرائيلية، ورفع مستوى الوعي حول العالم إزاء ما يجري في القطاع.
ويهدف تان (27 عاما) عبر أعماله إلى دعم فلسطينيي غزة، وشمل ذلك لوحة ضخمة بالقماش بعنوان “غزة” بدأ في رسمها على السور الخارجي لمسجد “الوالدة” الجديد بمنطقة أوسكودار في إسطنبول، بمقاس 9 أمتار طولا و3 عرضا.
وخلفت الحرب الإسرائيلية على غزة أكثر من 118 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قرارا من مجلس الأمن يطالبها بوقف القتال فورا، وأوامر من محكمة العدل تطالبها بوقف هجومها على رفح، واتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال “إبادة جماعية”، و”تحسين الوضع الإنساني” بغزة.
** تعابير الوجه
وقال تان، للأناضول، إنه استلهم لوحة “غزة” من لوحة بابلو بيكاسو “غرنيكا”.
وأضاف: “كفنان شاب كان لديّ اهتمام بالتعبير عن الرعب الذي يعايشه سكان غزة، وبعد الحصول على إذن من مكتب مفتي البلاد والمديرية العامة للمساجد في تركيا، جهزنا قماشنا، وبدأنا بالرسم”.
وعن فكرة اللوحة، أوضح أنه بعد بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تساءل: “ماذا يمكنني أن أفعل ضد هذه الإبادة الجماعية (التي يتعرض لها فلسطينيو غزة)؟”
وأشار إلى أنه دخل في عزلة لفترة طويلة، وبعدها قرر القيام بهذا العمل الفني.
وذكر الرسام الشاب أنه كان يرسم في العادة صورا شخصية، لكنه حاول في لوحته “غزة” تصوير تعابير أوجه أهالي غزة في ظل الحرب الحالية.
وتابع موضحا: “أريد نقل تعبيرات وجوه أهالي غزة التي بقيت في أذهاننا، والتي لا يمكن نسيانها، إلى القماش بخطوط قاسية، بحيث أضعها وجها لوجه مع المتلقي”.
ولفت إلى أنه منح نفسه 21 يومًا لإنجاز هذا العمل الفني، وأنه أتم خلال أول أسبوعين الخطوط العريضة للعمل.
وتابع: “سأخوض في التفاصيل خلال الأسبوع المتبقي، سأستخدم بعض الطلاء الأحمر”.
** تفاعل الناس
في المقابلة، تطرق الفنان، أيضا، إلى أنه يعمل منذ حوالي 5 سنوات على سلسلة لوحات بعنوان “الفوضى”.
وأوضح قائلا: “في هذه السلسلة، تتجمع فيها الشخصيات التي تواجه تجارب مرعبة في مكان واحد، حيث يشهدون رعب بعضهم البعض”.
ولفت إلى أن “المواقف المرعبة في الحياة الطبيعية التي أنقلها عبر رسوماتي مخيفة للناس”.
وأضاف: “يمكنني أن أقول إن الناس يمكنهم قمع بعض عواطفهم في مواجهة مذبحة قائمة، ولكن عندما يرون هذه المذبحة على لوحة قماشية في وقت لا يتوقعونه على الإطلاق، فقد يتفاعلون معها بشكل لا إرادي”.
ودعا تان، الرسامين المشهورين إلى الانضمام إليه، وتنفيذ أعمال تدعم أهالي غزة، منتقدا صمتهم على ما يحدث.
وقال: “أخوض معركة فردية هنا نيابة عن فنانينا وأمتي”.
وأردف: “يسعدني أن أكون رائدا في هذا؛ لأن الفنان يجب أن يكون مجنونا بعض الشيء”.
** خيمة في ميدان أوسكودار بإسطنبول – تركيا
الرسام الشاب كشف أنه سينصب خيمة في ميدان أوسكودار، خلال الأسبوع الأخير، من عمله على لوحة “غزة”.
وأكد أنه يتطلع إلى العمل ليلا ونهارا من أجل الانتهاء من العمل.
وقال في هذا الصدد: “سيكون هناك شيء من الأمل في اللوحة، ولكن تدفق خواطري كبير لدرجة أنني أحتاج إلى التفكير مليا في وضعها من عدمه على القماش”.
ولفت إلى أن “هذا العمل يمكن أن يدخل تاريخ الفن، ويتلقى النقد، لذلك أتعامل معه بإتقان”.
وأوضح الرسام الشاب أنه تلقى ردود فعل جيدة للغاية على عمله من الذين شاهدوه في ميدان أوسكودار، قائلا: “هناك أشخاص تبرعوا بمصروفهم لي، وهناك من أحضر الماء أو الطعام لي”.
وأكمل: “بصراحة هناك الكثير من الناس الذين يقدرون ما أقوم به، يقولون: أحسنت نحن فخورون بك”.
وتابع: “هذا العمل (لوحة غزة) تعبير عن ضمير مجتمعنا، سأترك إرثا بعد هذا العمل، وعندما تنال فلسطين حريتها يجب أن يذهب هذا العمل إليها”.
ويخطط تان، لافتتاح معرض لوحات عن فلسطين بعد الانتهاء من عمله.
اقرأ أيضا: أردوغان: تركيا هي الدولة الوحيدة التي اتخذت إجراءات ضد إسرائيل
اقرأ أيضا: تركيا.. غواصون يرفعون علمي تركيا وفلسطين بأنطاليا