لما ظهرت الدولة الصفوية التي أسسها وأرسى دعائمها في إيران الشاه إسماعيل الصفوي، ظهر بجلاء مدى خطورة هذه الدولة وقائدها على الإسلام والمسلمين، حيث كان اول اجراء للشاه اسماعيل هو اعلان المذهب الشيعي مذهباً رسمياً للدولة الصفوية بدون مقدمات، فاستقبل الناس هذا القرار بعدم رضا حتى ان علماء الشيعة أنفسهم ذهبوا اليه وقالوا له ان ثلاثة ارباع سكان تبريز من السنة ولا يدرون شيئاً عن المذهب الشيعي. لكن الشاه اسماعيل لم يهتم باعتراضهم وفعل كل ما بوسعه من قتل وتذبيح يفوق الوصف من اجل نشر المذهب الشيعي في كل اجزاء إيران التي احكم سيطرته عليها.
وكان عدوهم اللدود في ذلك الوقت هو السلطان سليم الأول، فمنذ أن كان أميرا وهو يرصد حركاتهم وسكناتهم، ولما أصبح سلطانا عزم على القضاء عليهم.
حرب كلامية
بدأت الحرب الكلامية بين سليم الأول وإسماعيل الصفوي على شكل رسائل خشنة تهديدية بين الرجلين، دعا فيها سليم الأول إسماعيل الصفوي للدين الصحيح ونبذ التشيع والكفّ عن إيذاء المسلمين وأهل السنة.
كتب السلطان سليم رسالة إلى إسماعيل الصفوي قال فيها: ” … إن علماءنا ورجال القانون قد حكموا عليك بالقصاص يا إسماعيل، بصفتك مرتدا، وأوجبوا على كل مسلم حقيقي أن يدافع عن دينه، وأن يحطم الهراطقة في شخصك، أنت وأتباعك البلهاء، ولكن قبل أهن تبدأ الحرب معكم فإننا ندعوكم لحظيرة الدين الصحيح قبل أن نشهر سيوفنا، وزيادة على ذلك فإنه يجب عليك أن تتخلى عن الأقاليم التي اغتصبتها منا اغتصابا، ونحن على استعداد لتأمين سلامتك “.
وكان رد إسماعيل الصفوي على هذا الخطاب أن بعث للسلطان العثماني هدية من الأفيون قائلا: ” اعتقد أن هذا الخطاب كتب تحت تأثير المخدر “
معركة جالديران
أعد السلطان سليم الأول لمعركة فاصلة مع الدولة الصفوية حيث وصل إلى استانبول ، وبدأ في التحرك من استانبول تجاه الأراضي الإيرانية ، وبعد أن غادر إسكوتراي أرسل يهدد الشاه إسماعيل الصفوي في رسالة يقول فيها :” بسم الله الرحمن الرحيم ، قال الملك العلام ” إن الدين عند الله الإسلام ” ، ” ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ” اللهم اجعلنا من الهادين غير المضلين ، ولا الضالين ، وصلي الله على سيد العالمين محمد المصطفى النبي وصحبه أجمعين. ” .
https://www.youtube.com/watch?v=r9qzpTyfLIk&t=69s
ولم يدخر السلطان سليم الأول جهدا في الاستعداد لقتال إسماعيل الصفوي ، والتقى به صحراء ( جالديران ) وحدثت بينهم معركة عظيمة هزم فيها سليم الأول الشاه الصفوي هزيمة ساحقة مما اضطر الشاه إلى الفرار تاركا تاجه وزوجته في ميدان المعركة ، وأصبح الطريق مفتوحا إلى تبريز عاصمة الصفويين ، فدخلها سليم الأول وحصر أموال الشاه الصفوي ورجال واتخذها مركزا لعملياته الحربية .
نتائج المعركة
لقد أسفرت هذه المعركة عن ضم شمالي العراق وديار بكر إلى الدولة العثمانية، مع شيوع وسيطرة المذهب السني في آسيا الصغرى وانحصار المذهب الشيعي في إيران وحدها.
كما أنها كشفت عن وجود علاقة وثيقة وتنسيق كامل بين الصفويين والبرتغاليين ألدّ أعداء الإسلام، الذين تحركوا مستغلين انشغال العثمانيين بقتال الصفويين، وأحكموا سيطرتهم على كافة الطرق القديمة بين المشرق والمغرب.
(خاص-مرحبا تركيا)