معركة غاليبولي أو معركة جناق قلعة، إحدى المعارك الكبرى في الحرب العالمية الأولى وآخر انتصارات الدولة العثمانية، وبالتالي فمعركة جناق قلعة آخر انتصار لآخر خلافة إسلامية.
جسدت المعركة الوحدة والغيرة على الدين وشارك فيها المسلمين من مختلف الولايات التابعة للدولة العثمانية آنذاك وخاصة ولاية حلب. وتعد واحدة من أشرس معارك الحرب العالمية الأولى وأكثرها دموية.
أجواء المعركة
وضع وزير البحرية البريطاني آنذاك، وينستون تشرشل، خطة تقضي باختراق مضيق الدردنيل وصولا إلى مدينة اسطنبول للسيطرة عليها وفتح مضيق “البوسفور” أمام قوافل الإمداد لنجدة الروس.
وبدأ الهجوم البحري في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني عام 1914، لكنه انتهى بعد أشهر بهزيمة شنيعة، بسبب الألغام البحرية المزروعة في المضيق وسيطرة المدفعية العثمانية عليه.
وقد اشتركت فرنسا إلى جانب انجلترا في الهجوم بقوة بحرية قادها الجنرال غورو، الذي انسحب من المعركة بعد أن بترت يده اليمنى بشظية قذيفة عثمانية، وقرر الحلفاء بعد فشلهم في البحر اللجوء إلى الإنزال البري لاحتلال شبه جزيرة جاليبولي المتحكمة بالمضيق.
وبدأت العمليات البرية في الخامس والعشرين من أبريل/نيسان عام 1915، والتقى على أرض المعركة مئات الألوف من الجنود من الطرفين، وجندت الدولة العثمانية للدفاع عن عاصمتها فرقا من جميع ولاياتها، وكان نصيب ولاية حلب منها فرقتين هما الفرقة الرابعة والعشرون والسادسة والعشرون.
لكن القائد العثماني اتخذ قرارا جريئا بالمبادرة بالهجوم على قوات الحلفاء المتمركزة على تلك القمة، وقاد في فجر اليوم نفسه معركة أسطورية حولت النصر المرتقب للحلفاء إلى هزيمة.
ويصف المؤرخ العالمي، أرمسترونج، اندفاع المشاة العثمانيين خلف قائدهم في كلمات معبرة “واندفعوا موجة بعد موجة وكأنهم الوحوش المزمجرة وبأيديهم الحراب مشرعة ثم هجموا على الفرقتين الإنجليزيتين فأبادوهما وواصلوا التقدم نحو السفح المواجه للبحر”.
وتابع “عندها أطلق الأسطول الإنجليزي نيرانه عليهم فأحدث في جموعهم ثغرات كبيرة، لكن النصر كان قد حدث”. ففي ذلك اليوم اقتنع الحلفاء أن الانتصار في الدردنيل محال فانسحبوا تدريجيا حتى خلت شبه الجزيرة منهم بعد تلك المعركة بثلاثة أشهر.
الدعم العربي
شارك الكثير من الشباب العربي في هذه المعركة وتوجهوا إلى ساحات القتال، حيث وجب درء خطر الأعداء.
فعلى حدود (قناة السويس) وفي جبهة روسيا (القفقاس) وفي منطقة الدردنيل ( جناق قلعة) دافعت الأيدي العربية بحماسة وغيرة وشهامة عن تركيا لأن الفكرة الإسلامية كانت تحتل سويداء قلوب الأكثرية”.
https://www.youtube.com/watch?v=rj_KifjlX4U&feature=youtu.be
ويقول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول المشاركة العربية، “العدو حاول إدخال سفنه الـ ـ231 وعليها 1155 مدفعية من مضيق جناق قلعة، كان الجيش التركي المتمركز على الخط الساحلي للمضيق، سعى لحماية هذه الأرض بـ 60 مدفعية فقط، ورغم عدم التوازن بالأعداد، تمكن الجيش التركي في 18 مارس 1915 من دحر قوات التحالف وانتصر عليهم، وهذا النصر كان بدعم من الشعوب العربية كلها، وبدى رمزا للحمة الإسلامية والتضامن الأممي للشعوب في المنطقة”.
العريف سيد
العريف “سيد” هذا الاسم الذي يحفظه كل الأتراك.. فبعد أن تم قصف موقعه من قبل مدافع الحلفاء، خرج من بين الأنقاض ليكتشف أن معظم جنود موقعه هم بين جريح وقتيل، واضطر أن يحمل قذيفة تزن 250 كغم تقريبا على ظهره ليضعها في المدفع، وانتظر سفن الحلفاء حتى اقتربت، واستهدف واحدة منها، وضربها باسم الله، فغرقت.
انتصار غير متوقع للمسلمين
لم يكن الغرب يتوقع انتصار المسلمين بأى شكل من الأشكال ،بل بدء يعد العدة للاحتفال بالنصر لينصدم بعد ذلك بالانتصار المفاجئ للمسلمين
وقد استشهد في هذه المعركة ما يقارب 90 ألف جندي عثماني مع 11 جندي آخر مفقودين، أما الحلفاء فتشير حساباتهم إلى 50 ألف جندي من الحلفاء قتلوا في هذه المعركة .