نشرت صحيفة “يني شفق” التركية، الإثنين الماضي، تقريراً عن قصص وأحداث حقيقة مؤلمة، عاشها سوريين وما زالوا يعانون من تبعاتها الى الآن، جراء ممارسات نظام الأسد الإجرامية بحقهم وحق ذويهم.
وبدأت الصحيفة تقريرها بإنتقاد الأحزاب التركية المعارضة، والتي تدعوا الى ترحيل السوريين الى بلادهم بحجة إصدار نظام الأسد عفو عام، وقالت : ” يريد حزب الشعب الجمهوري وحزب الجيد وحزب النصر، إرسال اللاجئين السوريين على الفور على أساس أن الأسد قد أعلن عفواً عاماً ، لكن بالنسبة لمئات الآلاف من السوريين ، فإن “العودة إلى الوطن” تعني الموت ،لأن هناك مليون سجين سوري ، وأكثر من 300 ألف مفقود”.
و أضافت : ” وعلى الرغم من أن حزب الشعب الجمهوري والحزب الجيد وحزب النصر ، الذين يقودون الخطاب العنصري في تركيا ،قد أظهروا استعدادهم للاجتماع مع نظام بشار الأسد من أجل وضع حل ، إلا أن السوريين قلقون بشأن هذا الاقتراح ، فالسوريون ، الذين لا يثقون بالعفو العام الذي أعلنه نظام الأسد ، يقولون إن عدد الاعتقالات غير القانونية منذ 2011 تجاوز المليون”.
وأوردت الصحيفة في تقريرها حديثاً لمواطنة سورية “سيلفا أكسوي” التي اختفى شقيقها “إبراهيم” منذ 7 سنوات وتقول : ” في بداية عام 2012 ، جاءت عربة عسكرية إلى منزلنا وكان بداخلها ما لا يقل عن 15 جندياً ، أخذوا أخي دون أن يقولوا أي شيء ، و على الرغم من بذلنا قصارى جهدنا ، لم نتمكن من معرفة مكانه لمدة عام ، ثم ذات يوم اتصل أخي، زارته زوجته وأولاده وأمه وأبيه. ثم اختفى مرة أخرى، آخر المعلومات حول بقاءه على قيد الحياة كانت عام 2015 ، نحن في حالة عجز كبيرة”.
وأضافت “أكسوي” تعليقاً على فيديو مجزرة “التضامن” : ” بعد مشاهدة لقطات المجزرة ، صُدمنا كعائلة ، كيف نعرف أن شيئًا كهذا لم يحدث له؟ ، إنه لأمر محبط ألا يكون لديك أي أخبار لكن على الرغم من أننا نعلم أن الغالبية العظمى من المفقودين قتلوا ، لا يمكننا أن نفقد الأمل ، بعد ما حدث لأخي ، أصبحت مهتمة ً بالسياسة ، أنا عضو في الائتلاف الوطني للمعارضة وقوى الثورة السورية وأعمل ضمن الوفد السياسي ، أرى هذا واجبًا تجاه شعبي وأريد الدفاع عن حقوقهم”.
اقرأ أيضا: أردوغان: نوظف إمكاناتنا لخدمة شبابنا المفعم بالوعي والوطنية
وتقول “ملك عودة” المفجوعة بطفليها وشقيقها المعتقلين في سجون النظام : ” لا يمكنني العودة إلى بلدي إلا بعد رحيل نظام الأسد”.
وتروي “ميسا” تجربتها في السجن قائلاً : ” استجوبتني وحدة المخابرات ، الكلمات لا تكفي لوصف التعذيب ، كان هناك طفل عمره خمسة أشهر في الزنزانة ،أنا لا أؤمن بهذا النظام الذي سرق حياتنا منا”.
وتحدث نشطاء سوريون ليني شفق، عن معاناتهم في سجون نظام الأسد، ويقول الناشط الحقوقي “منير الفقير” : ” جئت إلى اسطنبول لحضور اجتماع عام 2012 وعدت إلى سوريا ، فتم اعتقالي ومكثت عامين في السجن ، كنت شخصًا سمينًا ، كان وزني 140 كجم وانخفض إلى 40 كجم ، وكدت أفقد عقلي ، الآن لا يمكن أن أعود ، أنا لا أثق بهم ، اعتقلوا العديد من العائدين إلى سوريا من الأردن ولبنان وتركيا والعديد من الدول الأخرى فور عبورهم الحدود ، معظم الذين آمنوا بقرار العفو ماتوا في السجن ودفنوا في مقابر جماعية ، عائلاتهم ما زالت تنتظر ، لكنهم لن يعودوا أبدا”.
وأضاف : ” يقوم النظام دائما باعتقال مئات الأشخاص الذين لا علاقة لهم بأي شيء قبل إصدار العفو لأنه يريد تبرئة نفسه أمام الساحة الدولية ووسائل الإعلام ، ومن ثم يطلق سراحهم بعد اتخاذ القرار”.
وأوضح ل”يني شفق” المتحدث باسم لجنة الأسرى السوريين “مروان الحوش” أنه : ” منذ بداية الثورة ، تجاوز عدد المعتقلين في سوريا المليون شخص” ، مضيفاً أنهم وثقوا اعتقال 154 ألف سوري في زنزانات نظام الأسد بأسمائهم ، من بينهم أكثر من 300 ألف شخص في عداد المفقودين ، بما في ذلك 7 آلاف و 122 امرأة و 437 طفلاً تحت سن 10 أعوام”.
اقرأ أيضاً: خطة أردوغان لإعادة اللاجئين السوريين.. المزايا التشجيعية للعودة الطوعية