قطاع غزة – في اليوم الثلاثين بعد الأربعمئة من العدوان الإسرائيلي، كثف جيش الاحتلال الاثنين، غاراته وقصفه المدفعي بمختلف أنحاء قطاع غزة، مخلفاً شهداء ومصابين، بينما واصل عمليات نسف المباني السكنية وإحراق مراكز الإيواء، وبخاصة بمحافظة الشمال.
واستُشهد 6 فلسطينيين وأُصيب آخرون اليوم الاثنين، في غارات جوية ومدفعية إسرائيلية في أنحاء مختلفة من قطاع غزة. وقال شهود عيان إن 3 فلسطينيين استُشهدوا وأُصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف تجمعاً مدنياً عند مفترق الحلبي في جباليا البلد.
وأوضح الشهود أن الطائرات والمدفعية الإسرائيلية قصفت مناطق عدة شمال قطاع غزة، تركزت في بلدتي بيت لاهيا وجباليا. وأضاف الشهود أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أضرم النيران داخل مدرسة “زيد بن حارثة” في بيت لاهيا التي كانت تؤوي نازحين، قبل أن يجري اقتحامها وإجبار النازحين على مغادرتها.
وكثف جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات نسف المباني السكنية في المناطق الشمالية والغربية من محافظة شمال قطاع غزة بالتزامن مع إطلاق نار من آلياته العسكرية، وفق شهود العيان.
وأوضح الشهود أن عمليات النسف طالت مباني سكنية في محيط منطقة الصطفاوي شمال غرب مدينة غزة، وفي جباليا.
وفي مدينة غزة، شنت المقاتلات الإسرائيلية غارة بمحيط منطقة الجامعات بحي تل الهوى جنوب غرب المدينة، وفق شهود عيان.
ولم تتوقف الغارات الإسرائيلية في المحافظة الوسطى، فقد استهدفت محيط “شارع الدعوة” شمال شرق مخيم النصيرات، بالتزامن مع قصف مدفعي في محيط مدرسة العز شمالي المخيّم.
وقال شهود عيان إن جرافات عسكرية إسرائيلية شرعت في تنفيذ عمليات تجريف وتخريب شمال “حي الدعوة” شمال النصيرات. وأضاف الشهود أن آليات عسكرية إسرائيلية تقدمت بشكل محدود شرق مخيم المغازي (وسط) تحت غطاء ناري وقصف مدفعي كثيف. وأشاروا إلى إطلاق طائرة مروحية إسرائيلية النار شرق مخيم البريج (وسط).
وفي مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة، استُشهد فلسطينيَّان جراء قصف طائرة مسيرة إسرائيلية تجمعاً للمواطنين شرقي المدينة، وفق مصدر طبي.
وأضاف المصدر أن فلسطينياً آخر استُشهد في قصف إسرائيلي على خربة العدس شمالي مدينة رفح. وقال شهود عيان إن الآليات الإسرائيلية أطلقت النار تجاه خيام النازحين في منطقة المواصي غرب المدينة.
استهداف المستشفيات
وقالت وزارة الصحة في غزة إن “جيش الاحتلال استهدف مستشفى الإندونيسي في شمال قطاع غزة، مما أدى إلى إصابة ستة مرضى في المستشفى، أحدهم إصابته خطيرة”.
وأوردت الوزارة في بيان مساء الأحد: “نطالب بالحماية الدولية للمستشفيات والمرضى والموظفين الطبيين، وتأمين ممرات آمنة من وإلى المستشفيات، وتزويدهم باحتياجاتهم من الأدوية والإمدادات الطبية والوقود وجميع الخدمات اللوجستية والإجلاء الآمن للجرحى”.
وفي السياق، أكد حسام أبو صفية، مدير مستشفى “كمال عدوان” في شمال قطاع غزة، أن حياة أكثر من 100 مصاب مهددة بسبب انقطاع الكهرباء والمياه والأكسجين في المستشفى جراء القصف الإسرائيلي.
وقال أبو صفية في تصريح صحفي الأحد، إن “المياه والكهرباء والأكسجين مقطوعة عن معظم المباني في مستشفى كمال عدوان منذ (السبت) بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل”، مشيراً إلى أن “في المستشفى حالياً 112 مصاباً، منهم 6 في العناية المركزة، و14 طفلاً، وفي غرفة الطوارئ مرضى حياتهم مهددة بخطر الموت”.
وأضاف أن “الأطباء لا يستطيعون إجراء عمليات جراحية للمرضى والمصابين”، وأوضح أبو صفية أن “عشرات الشهداء في الشوارع المحيطة بالمستشفى، إذ إن القصف المدفعي والجوي الإسرائيلي يتواصل”.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 150 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمُسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
وتُواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/تشرين الثاني بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
كما تتحدى إسرائيل قرار مجلس الأمن الدولي بإنهاء الحرب فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة.
اقرأ أيضا: غزة.. الاحتلال يقصف خيام النازحين وانقطاع المياه والأكسجين عن مستشفى كمال عدوان
اقرأ أيضا: أردوغان: قرار الجنائية الدولية بشأن اعتقال نتنياهو صائب للغاية