يتواصل القصف الإسرائيلي على كل مناطق قطاع غزة، مخلفاً عشرات الشهداء والجرحى، فيما يزداد الوضع الإنساني بالقطاع سوءاً مع دخول فصل الشتاء ووصول المجاعة إلى مستويات حرجة.
وأعلنت مصادر محلية استشهاد 30 فلسطينياً على الأقل إثر غارات إسرائيلية على مناطق متفرقة شمالي القطاع، منذ فجر اليوم الأربعاء.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) نقلاً عن مصادر طبية بأن 8 فلسطينيين استشهدوا في قصف إسرائيلي استهدف فجراً مدرسة التابعين بمدينة غزة.
واستشهد 4 فلسطينيين وأصيب آخرون في قصف طائرات الاحتلال منزلاً في شارع بغداد بحي الشجاعية شرق مدينة غزة.
وأفاد مصدر طبي بوصول 7 شهداء، بينهم نساء وأطفال، وعدد من المصابين إثر قصف إسرائيلي لمنزل في حي الزيتون جنوبي المدينة.
كما استُشهد 3 فلسطينيين وأصيب آخرون في قصف الاحتلال بوابة مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمالي القطاع.
وفي مخيم جباليا شمالي القطاع استُشهد فلسطينيان وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف تل الزعتر.
تدمير 815 مسجداً
وقال شهود عيان إن الطائرات الحربية الإسرائيلية قصفت مسجد القسام المركزي في مخيم النصيرات وسط القطاع بثلاثة صواريخ على الأقل، ما أدى إلى تدميره بشكل كبير.
وتسبب القصف بأضرار في المنازل المجاورة للمسجد، فيما لا تزال مئذنتاه قائمتين رغم شدة الانفجار.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 دمر جيش الاحتلال خلال الإبادة الجماعية بقطاع غزة 815 مسجداً بشكل كامل، و151 مسجداً بشكل بليغ، وهي بحاجة إلى إعادة إعمار، وفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
أما جنوباً فقد نسف جيش الاحتلال الإسرائيلي مبانيَ سكنية في منطقة الجنينة شرقي مدينة رفح.
كارثة إنسانية
وإلى جانب القصف الإسرائيلي الوحشي المتواصل، حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من كارثة إنسانية في القطاع، قائلة في بيان على منصة إكس: “وصل الجوع في غزة إلى مستويات حرجة، إذ يبحث الناس عن بقايا الطعام في النفايات التي مضى عليها أسابيع”.
وتابعت الأونروا: “مع دخول فصل الشتاء تتدهور الأوضاع بسرعة ويصبح البقاء مستحيلاً دون مساعدات إنسانية عاجلة”. ودعت إلى “وقف إطلاق النار الآن”.
ويعاني الفلسطينيون في غزة سياسة تجويع ممنهجة جراء شح في المواد الغذائية بسبب عرقلة إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، حسب تأكيدات مؤسسات أممية ودولية عديدة.
واستفحلت المجاعة في جل مناطق القطاع جراء الحصار الإسرائيلي، لا سيما في الشمال إثر الإمعان في الإبادة والتجويع، فيما تعيش مناطق القطاع كافة كارثة إنسانية غير مسبوقة، تزامناً مع حلول فصل الشتاء للعام الثاني توالياً على نحو مليونَي نازح فلسطيني، معظمهم يفترشون الخيام.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 149 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.