أقامت سفارة تركيا في الكويت، أمس الثلاثاء، حفل استقبال بمناسبة الذكرى 101 لتأسيس الجمهورية التركية، في 29 أكتوبر/ تشرين الأول 1923.

وشارك في الحفل، السيد أديب غازي رئيس مكتب موصياد الكويت، ومعالي وزير التجارة والصناعة الكويتي خليفة عبدالله ضاحي العجيل العسكر، ونائب وزير العمل والضمان الاجتماعي الأستاذ الدكتور لطفي حق البكان، بالإضافة إلى الأصدقاء وممثلي السلك الدبلوماسي في الكويت.
كلمة سفيرة تركيا لدى الكويت في حفل الاستقبال

وتوجهت سفيرة تركيا لدى الكويت طوبى نور سونمز بالشكر لدولة الكويت، ولرئيس مكتب موصياد الكويت السيد أديب غازي، وللسادة ممثلي السلك الدبلوماسي.
وقالت السفيرة: بينما نحتفل بالذكرى السنوية الـ 101 لإعلان الجمهورية التركية، فهي فرصة للتأمل والفخر، ليس فقط لإنجازات أمتنا ولكن أيضًا للعلاقات القوية والدائمة التي بنيناها مع أصدقائنا في جميع أنحاء العالم. يصادف يوم 29 أكتوبر يومًا للفخر الوطني للمواطنين الأتراك، ولحظة لتكريم إرث غازي مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس جمهوريتنا، وتكريم الأبطال الذين قاتلوا من أجل استقلال أمتنا ووحدتها. نحني رؤوسنا إجلالاً لذكرى غازي مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس جمهوريتنا، ولجميع الأبطال، الرجال والنساء، الذين قاتلوا جنبًا إلى جنب وضحوا بأرواحهم من أجل استقلال أمتنا ووحدتها.
60 عاما من الصداقة
يحمل عام 2024 أهمية خاصة بالنسبة لتركيا والكويت، حيث نحتفل بالذكرى الستين لتأسيس علاقاتنا الدبلوماسية. وعلى مدار هذه العقود الستة، نمت شراكتنا من بدايات متواضعة إلى علاقة عميقة ومتعددة الأوجه، مدعومة بالقيم المشتركة والروابط الأخوية. وبصفتنا السفارة التركية، فقد احتفلنا بهذه المناسبة السعيدة من خلال سلسلة من الفعاليات.
يمتد إلى مئات السنين. واليوم، نصف علاقاتنا بفخر بأنها “متميزة” ونموذج للشراكات الإقليمية والدولية. وتحت القيادة الثاقبة للرئيس رجب طيب أردوغان وصاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، تواصل علاقتنا ازدهارها، وبلغت آفاقًا جديدة في السنوات الأخيرة من خلال الزيارات رفيعة المستوى المتكررة وتوقيع اتفاقيات حاسمة في مجالات مثل التجارة والدفاع والاستثمار.
إن الزيارة الأخيرة التي قام بها سمو الأمير الشيخ مشعل إلى تركيا في شهر مايو الماضي، والتي تم خلالها توقيع ست اتفاقيات، هي خير دليل على قوة الروابط بيننا. كما أن حقيقة أن تركيا كانت أول دولة غير عربية يزورها سموه بعد توليه منصبه تسلط الضوء على العلاقات الفريدة والوثيقة بين بلدينا.
“الأوقات الصعبة تكشف عن الأصدقاء الحقيقيين”
لقد وقفت تركيا والكويت دائما جنبا إلى جنب في الأوقات الصعبة. وفي أعقاب الزلازل المدمرة التي ضربت تركيا في وقت سابق من هذا العام، كان إخواننا وأخواتنا الكويتيون من بين أوائل من عرضوا مساعدتهم، مما يدل مرة أخرى على عمق صداقتنا. وكما يقول المثل، “الأوقات الصعبة تكشف عن الأصدقاء الحقيقيين”. وكان هذا التضامن واضحا أيضا مؤخرا، عندما قدمت الكويت دعمها بعد الهجوم الإرهابي في أنقرة. وفي مواجهة مثل هذه الأحداث المأساوية، كان دعم الكويت الثابت مصدر قوة وراحة لتركيا. ونحن ممتنون للغاية للصداقة المثالية التي يتمتع بها الشعب والحكومة الكويتية.
رؤية مشتركة للسلام
وبالإضافة إلى علاقاتنا الثنائية، تتقاسم تركيا والكويت رؤية أوسع للسلام والاستقرار في المنطقة. فقد دعمت الدولتان منذ فترة طويلة التوصل إلى حل عادل للقضية الفلسطينية، وعملنا معًا في تقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة. وقد وضعت الجهود المشتركة للسلطات التركية والكويتية كلا البلدين في طليعة مساعدة الفئات الأكثر ضعفًا في غزة.
ونحن في تركيا نؤمن إيمانا راسخا بأن المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لابد وأن يتخذ التدابير الفورية والضرورية لمنع المزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة. ومن الضروري أن تتحرك المؤسسات المسؤولة عن الحفاظ على السلام والأمن العالميين بشكل حاسم لحماية مستقبل الشرق الأوسط.
شراكة متنامية
ونعتبر التجارة الثنائية وغيرها من أشكال التفاعل الاقتصادي مكونات أساسية لعلاقاتنا. وفي عام 2023، بلغ حجم تجارتنا ما يقرب من 700 مليون دولار. ويوجد حوالي 50 شركة تركية في الكويت، تعمل بشكل رئيسي في قطاعات البناء والمنسوجات المنزلية والملابس والعطور والمجوهرات والخدمات. بالإضافة إلى ذلك، بلغت الاستثمارات الكويتية في تركيا 2 مليار دولار، تتركز بشكل رئيسي في التمويل والعقارات.
وبالنظر إلى الروابط الثقافية والتاريخية والدينية بين بلدينا، والإمكانات التي يتمتع بها كلا البلدين، فإن هذه الأرقام لا ترقى إلى مستوى الإمكانات الفعلية. ومن ثم، فإن زيادة حجم التجارة الثنائية والاستثمار بين بلدينا تظل أمراً ضرورياً بالنسبة لنا. كما تطورت علاقاتنا الشعبية، حيث أصبح الكويتيون من بين أكبر المشترين الأجانب للعقارات في تركيا، حيث استحوذوا على أكثر من 8000 عقار في السنوات السبع الماضية.
وبالإضافة إلى ذلك، استقبلنا 57.7 مليون زائر في عام 2023، وفقًا لأحدث الأرقام. كما زار تركيا ما يقرب من 400 ألف سائح كويتي، مما يجعل الكويتيين من بين أكبر زوار تركيا نسبة إلى عدد سكانها. ومع الأخذ في الاعتبار كل هذه العوامل، نعتقد أن التشابه الثقافي هو الميسر الرئيسي للتفاعل بين بلدينا. وأعتقد اعتقادًا راسخًا أن زيادة التفاعل الثقافي ستستمر في تعزيز هذا الزخم وعلاقاتنا الأخوية.
وفي الختام، فإن العلاقات التركية الكويتية تشكل مثالاً ساطعاً لكيفية بناء دولتين لشراكة متعددة الأوجه قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والالتزام بالأهداف المشتركة. وبينما نتطلع إلى المستقبل، فإننا نظل ملتزمين بمواصلة تعزيز علاقاتنا ورعاية علاقة تعود بالنفع على البلدين وتساهم في الاستقرار الإقليمي والعالمي. ونتمنى أن تتواصل الصداقة الدائمة بين جمهورية تركيا ودولة الكويت.
المصدر: مرحبا تركيا
اقرأ أيضا: الذكرى 101 لتأسيس تركيا.. تحولات وتحديات
اقرأ أيضا: 101 عام على تأسيسها.. أردوغان يهنئ الأتراك بعيد الجمهورية