معركة جاليبولي أو معركة جناق قلعة، إحدى المعارك الكبرى في الحرب العالمية الأولى وآخر انتصارات الدولة العثمانية، والتي برز خلالها الكثير من الأبطال الذين حفروا أسمائهم بحروف من ذهب في سجل التاريخ .
نستعرض معكم خلال هذا التقرير قصة أحد أبطال معركة جناق قلعة الذي قدّم للإنسانية درسًا عن الحب والرحمة من الإنسان لأخيه الإنسان حتى في ميادين القتال.
يقول السير كيسي الحاكم العام لأستراليا الأسبق والذي شارك في المعركة برتبة ملازم أول حيث:
في يوم 25 من شهر أبريل/نيسان، دار قتال رهيب بين القوات العثمانية وقوات التحالف في موقع جُونْكْ بايِري (Conkbayırı). كانت المسافة بين خنادق القتال حوالي 8-10 أمتار. وبعد الهجوم بالحِراب وقف القتال لفترة من الزمن انسحب الجنود إلى خنادقهم، وإذا بصيحات استرحام تشق عنان السماء وسط خنادق الطرفين، يطلقها نقيب إنكليزي بُترتْ ساقه أثناء المعركة ولكن لا أحد يجرؤ على الخروج لمساعدته، إذ مع أدنى حركة ينطلق مطر من الرصاص يدوّي فوق الرؤوس.
في تلك الأثناء حدَث شيء مذهل؛ إذ بدتْ يدٌ من بين الخنادق العثمانية تلوّح بملابسَ داخلية بيضاء ثم خرج جندي عثماني شجاع من خندقه خروج الأسد دون سلاح وجّهنا أسلحتنا صوبه نراقبه بحذر لم نعد نسمع إلا أنفاسنا، ولم نشعر إلا بصدورنا تعلو وتهبط بدأ الجندي يمشي ببطء نحو خنادقنا وعندما وصل إلى النقيب الجريح، حدب عليه بهدوء ثم احتضنه برفق، ثم تأبطه وبدأ يمشي به نحونا وما إن وصل إلينا حتى وضعه على الأرض بلطف، ثم عاد من حيث أتى، لم نجد فرصةً لشكر ذلك الجندي الباسل الذي واجه الموت من أجل مساعدة عدوه الذي يحاربه! وظل الجنود في ميادين القتال، يتحدثون أيامًا عن ذلك الجندي الشجاع الذي أبدى احترامًا من نوع آخر تجاه الإنسان وكرامته، وقدّم للإنسانية درسًا إنسانيًا عن الحب والرحمة من الإنسان لأخيه الإنسان حتى في ميادين القتال.
نقدّم تحياتنا وحبّنا واحترامنا إلى أولئك الجنود الذين أبدوا بسالةً تستحق الثناء والتقدير.
كانت معركة جاليبولي أو جناق قلعة تهدف إلى غزو إسطنبول عاصمة الدولة العثمانية، ومن ثم الدخول إلى الجزء الشمالي الشرقي من تركيا، لمساندة روسيا ضد القوات الألمانية، حيث طلبت روسيا من فرنسا وبريطانيا مساعدتها ضد القوات الألمانية في الجانب الشرقي، بعد أن تكبَّدت القوات الروسية خسائر كبيره أمام الألمان في الحرب العالمية الأولى.
تُعد المعركة نقطه سوداء في التاريخ العسكري البريطاني خاصة، وذلك بعد هزيمتهم أمام القوات العثمانية، وقد أدى هذا النصر العثماني الكبير إلى إنقاذ إسطنبول عاصمة الخلافة العثمانية من السقوط في أيدي قوات الاحتلال الأجنبي، وفي الوقت نفسه جعل القوات البريطانية والفرنسية تفكر في الانسحاب من شبه جزيرة جاليبولي بعد أن فقدت الأمل في الاستيلاء على منطقة المضايق، وبدأت بالفعل الانسحاب في (10 من صفر 1334 هـ / 18 من ديسمبر 1915م).
(خاص-مرحبا تركيا)