تسربت الأفكار العلمانية إلى تركيا منذ القرن الثامن عشر أيام الدولة العثمانية عن طريق الطلاب الأتراك الذين كانوا يدرسون في الغرب خاصة أولئك الذين كانوا يدرسون في فرنسا، وبعد تأسيس الجمهورية تكرست العلمانية على شكل إجراءات منهجية وقوانين صارمة وأصبح للتيار العلماني مؤسسات تدافع عنه بشكل بلغ حد العنف في بعض الأحيان.
وبهدف نشر العلمانية، بدأ مصطفى كمال أتاتورك يبشر بإصلاحاته، قائلًا: “إذا أردنا أن نكون شعبا متمدنًا، فينبغي أن نرتدي ثياب المتمدنين الدولية، اما الطربوش فهو رمز الجهل”!.
لكن الجماهير التركية لم تتقبل هذه النظرية، بل رفضتها تمامًا، إلا أن أتاتورك أصدر أوامره، بتجريم ارتداء الطربوش، ومعاقبة من يرتديه.
محاكم الاستقلال
شكل الحكم العلماني محاكم أطلق عليها محاكم الاستقلال، وأرسلها إلى الأقاليم التركية، لتحاكم المتمردين الغاضبين، وتحكم عليهم بالسجن، أو بالإعدام شنقا، أو رميا بالرصاص.
هدفت هذه المحاكم إلى إعدام كل من بحث في الخلافة والمحاكم الشرعية، ووصفت البحث في هذه الأمور بالخيانة الوطنية.
قانون القبعة
وفي عام 1925م أصدر أتاتورك قانون القبعة، الذي منع فيه ارتداء أي غطاء رأس سوى القبعة/ البرنيطة، وكان ذلك بعد عام من إلغائه الخلافة الإسلامية، وعامين من معاهدة لوزان 1923م .
إقرأ أيضاً عالم عثماني حرم تقليد الغرب باللباس والتصرفات فحُكم عليه بالإعدام
وبعد يومين من صدور هذا القانون، أخذ رجال الشرطة يتعقبون الأتراك في الشوارع، لينزعوا الطرابيش من فوق رؤوسهم بالقوة، وعندئذ سادت البلاد موجة من الغضب العارم.
وتم القاء القبض على كثير من العلماء، وكان في مقدمتهم الشيخ وعالم الدين محمد عاطف أفندي، الذي كان يُحرم تقليد الغرب باللباس والتصرفات، وفي 26 كانون الثاني/ يناير 1926م، قدم الشيخ للمحاكمة للمرة الأولى، أمام محكمة الاستقلال، فهو أول من كتب ضد القبعة.
كما أُعدم كثيرون وسُجن وعُذب آخرون في محاكم الاستقلال التي أُنشئت لتصفية خصوم العلمانية.
(خاص-مرحبا تركيا)