يولي مراد قوروم مرشح حزب العدالة والتنمية برئاسة بلدية إسطنبول في الانتخابات البلدية التركية 2024، مشاكل الازدحام المروري في ولاية إسطنبول أهمية بالغة، في ظل زيادة استثمارات الحكومة في النقل الجماعي.
تقول بعض الدراسات أن سكان مدينة إسطنبول البالغ عددهم أكثر من 15 مليون نسمة، يقضون نحو 3.5 سنة من حياتهم عالقين في الازدحام المروري، وبالرغم من محاولات تخفيف الضغط من خلال إنشاء طرق جديدة وإدخال المزيد من مركبات النقل الجماعي للخدمة، لكن مستويات حركة المرور المرتفعة لا تزال تُحبط الركاب.
مراد قوروم: سنعالج مشكلة الازدحام المروري

والأحد الماضي، عقد قوروم أول اجتماع له كمرشح، مع وزير النقل والبنية التحتية عبد القادر أورال أوغلو، حيث تُشرف وزارته على مشاريع النقل الجماعي الجديدة في المدينة.
وقال قوروم للصحفيين عقب الاجتماع: “سنعالج مشكلة الازدحام المروري، وسنجد لها حلاً في أقرب وقت ممكن”.
وتعتبر إسطنبول من أكثر المدن الكبرى ازدحاماً في العالم، من جهة سكانها الذين يتنقلون بين الجزء الآسيوي والأوروبي وبالعكس من أجل العمل، ومن جهة أخرى السياح الذين يتوافدون بالملايين كل عام،
وتكون حركة المرور في إسطنبول مزدحمةً بشكل خاص خلال ساعة الذروة الصباحية من 8 إلى 10 صباحاً، وساعة الذروة المسائية من 5 إلى 8 مساءً، ومع ذلك، يمكن أن يُخلقَ ازدحام مروري غير متوقع في أي وقتٍ وفي أي منطقة من المدينة تقريباً.
كما تشهد المدينة ارتفاعاً كبيراً في حركة المرور قبل العطلات الرسمية وأثناء بداية الفصول الدراسية، ما يُثير تساؤلاتٍ حول كيفية تنظيم حركة المرور في المدينة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في تركيا، ويوّلد مقترحاتٍ مثل تقليد النظام المستخدم في لندن، من خلال فرض أجرة يومية على المركبات التي تدخل وسط المدينة.
وناقش قوروم المشاريع الجارية لتسهيل حركة المرور مع الوزير أورال أوغلو في اجتماعهما، والتي تشمل الطرق الجديدة للمترو والسكك الحديدية التي ستعمل على توسيع شبكة الخطوط الحديدية للمدينة، والتي يبلغ طولها 339 كيلومتراً، وقامت الحكومة بالفعل بتنفيذ مشاريع لأكثر من 130 كيلومتراً من خطوط المترو، وتعمل حالياً على توسيعها بمقدار 55 كيلومتراً أخرى.
وتشمل المشاريع الجارية والتي من المتوقع أن تكتمل قريباً، مشروعاً يربط بين “كاغيت هانه” و”غايري تبه”، والذي من المقرر افتتاحه في الربع الأول من هذا العام، وتم افتتاح جزء من خط المترو الذي يربط منطقة “كاغيت هانه” بمطار إسطنبول العام الماضي، كما سيتم دمج الخط الذي يبلغ طوله 3.5 كيلومتراً مع خطوطٍ أخرى، ما يسمح للركاب بالتنقل بين ساحل “يني كابيه” والمطار.
وسيربط خط مترو آخر منطقة “هالكالي” بمطار إسطنبول، وتعمل الوزارة أيضاً على إنشاء خطٍّ يربط الأحياء الساحلية في “بكركوي”، المزدحمة على الجانب الأوروبي، بمنطقة “كيرازلي” شمال إسطنبول.
وبصرف النظر عن خطوط المترو، سيربط طريق السكك الحديدية بين منطقتي “كزلي تشيشمه” و”سيركجيه” بين الجانبين الآسيوي والأوروبي لإسطنبول، ويوجد أيضاً خط قطار فائق السرعة قيد الإنشاء سيربط إسطنبول بمدينة أدرنة.
إسطنبول تعيسة في عهد إمام أوغلو
اشتهر عهد الرئيس الحالي لبلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، والذي سيترشح مرة أخرى في الانتخابات البلدية التركية عن حزب الشعب الجمهوري، من تعطل حافلات المترو في كثير من الأحيان وتعرضها لحوادث متكررة، وشكوى الركاب من التأخير في مواعيد الحافلات.
ويواجه إمام أوغلو انتقادات للتأخير في مشاريع المترو الخاصة بالبلدية، مع توقف البناء في عدة مواقع، وهو الأمر الذي يلقي إمام أوغلو باللوم فيه على نقص التمويل.
أجرى مراد قوروم زيارة الى مركز “ISTOC”، الثلاثاء الماضي، وهو مركز تجاري في الجانب الأوروبي من إسطنبول، يقع على بعد بضعة كيلومترات فقط من منطقة “محمود بيه”، وهو تقاطع رئيسي تصل فيه حركة المرور غالباً إلى أعلى اكتظاظٍ لها، في ساعات الذروة أيام العمل.
وقال مراد قوروم أثناء الزيارة: “سننشئ مراكز لوجستية جديدة لتخفيف حركة المرور، وإبعاد المركبات التجارية عن الأجزاء الوسطى من المدينة”.
وأوضح:” يؤدي وجود المركبات التجارية الثقيلة داخل الأجزاء الوسطى من المدينة إلى تفاقم حركة المرور، وتشكل حركة المرور هذه تحدياً للأشخاص المقيمين هنا حول ISTOC والشركات، وإن عدم اتخاذ الإدارة خطوات لحلها باستثمارات دائمة، يزيد من مشاكلها، ولدينا خطة عمل للطوارئ وسننفذها لتخفيف حركة المرور حول محمود بيه”.
اقرأ أيضا: أهمية تركيا لمنع تصعيد الصراع الإقليمي بالنسبة لواشنطن
اقرأ أيضا: مميزات سيارة توغ التركية الجديدة من طراز سيدان T10F