أعرب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” إسماعيل هنية، عن تقديره لمواقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن غزة، مؤكدا أنها محل احترام وتقدير من الحركة ومن الشعب الفلسطيني.
وفي وقت سابق السبت، التقى الرئيس أردوغان مع هنية في قصر “دولمة بهجة” بإسطنبول، وبحثا “الهجمات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية وفي مقدمتها غزة”.
وأكد أردوغان لهنية، وفق بيان صادر عن الرئاسة التركية، أن “تركيا تواصل مساعيها الدبلوماسية للفت أنظار المجتمع الدولي إلى الظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون، وتشدد في كل فرصة على الحاجة إلى وقف عاجل ودائم لإطلاق النار وعلى إنهاء الأعمال الوحشية”.
جهود تركية مقدرة
وفي معرض حديثه عن لقائه مع الرئيس أردوغان، قال هنية: “زيارتنا لتركيا تندرج في سياق العلاقة التاريخية والمتميزة بين تركيا وفلسطين، وبين الشعبين التركي والفلسطيني”.
وأضاف: “اليوم كان لنا لقاء مهم مع الرئيس أردوغان وبحضور وزير الخارجية هاكان فيدان وعدد من المسؤولين بالدولة التركية، تناولنا خلاله عددا من الملفات على رأسها العدوان الإسرائيلي على غزة وما يتعرض له الشعب الفلسطيني خلال الشهور السبعة الماضية”.
وتابع: “استعرضنا العلاقات الثنائية واستمعنا إلى ما تقوم به تركيا من جهود سياسية ودبلوماسية على الصعيدين الإقليمي والدولي من أجل وقف العدوان الإسرائيلي، وكذلك المساعدات والإغاثة التي ترسلها إلى غزة عبر معبر رفح”.
ولفت إلى أن اللقاء تطرق أيضا إلى “الإجراءات التي اتخذتها تركيا خلال الفترة الأخيرة بشأن طبيعة العلاقة مع الاحتلال، لاسيما موضوع التجارة”.
وأردف: “استمعنا من الرئيس في لقاء اليوم أن هناك قرارات اتخذت بشأن وقف الحركة التجارية مع إسرائيل وطالت هذه القرارات نسبة كبيرة من الحركة التجارية”.
وأشار هنية إلى أن “المقاطعة الاقتصادية أحد الوسائل المجدية والمعبرة عن ضمير الأمة لردع العدو الإسرائيلي الذي ولغ في دماء الأطفال والنساء والشيوخ ويهدد الآن بالدخول إلى رفح ليرتكب مجزرة ومذبحة جديدة ويعبث بمقدسات المسلمين خاصة بالقدس والمسجد الأقصى”.
وأردف: “عبّرنا في لقائنا بالرئيس أردوغان عن شكرنا وتقديرنا للمواقف التركية التي صدرت خاصة خلال لقاء الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية، بجانب تصريحات الرئيس أردوغان باعتباره حماس حركة تحرر وطني وربطها بسياق الحركة الوطنية خلال حرب الاستقلال في تركيا”.
ومضى هنية يقول: “هذا بالتأكيد محل احترام وتقدير منا ومن الشعب الفلسطيني”.
وتابع: “الرئيس أردوغان يقول الحقيقة، فحماس حركة تقاوم الاحتلال لتحرر أرضها وشعبها ومقدساتها من ظلم الاحتلال الإسرائيلي، كما أن الحديث عن أهمية القضية الفلسطينية في أجندة السياسة التركية قديما وحديثا، وما تمثله غزة في الوجدان التركي، كل ذلك كان محل تقديرنا”.
وبحسب هنية، فإن ردة الفعل الإسرائيلية تجاه مواقف الحكومة التركية من حماس “تعد وقاحة سياسية وتعكس طبيعة الاحتلال الإسرائيلي الذي يريد أن يستمر في قتل الشعب الفلسطيني، ولا يستوعب إطلاقا أي مواقف مساندة لهم من أي بلد كان، خاصة تركيا بحجمها الإقليمي وموقعها الإسلامي وبعلاقتها التاريخية بالقضية الفلسطينية”.
وأوضح: “ما قاله الرئيس أردوغان بشأن حماس وغزة وبشأن القضية الفلسطينية يعكس وجدان الشعب التركي الذي يرى في القضية الفلسطينية قضيته، ويرى غزة معيارا للإنسانية، ومعيارا للظلم الذي يقع على الشعب الفلسطيني الذي يجب أن تتكاتف كل الجهود لوقف العدوان المستمر عليه بدعم أمريكي”.
وأضاف: “هذا السياق السياسي والتاريخي والفكري للرئيس أردوغان والشعب التركي تجاه القضية الفلسطينية يذكرنا بالمحطات التاريخية في مواجهة الصلف الإسرائيلي، مثل مواجهة شمعون بيريز خلال خطاباته بالأمم المتحدة، ورفع الرئيس خارطة فلسطين، وتبيان الكيفية التي تمت بها احتلال فلسطين بشكل متدرج”.
وتابع: “الدفاع عن الحقوق الفلسطينية نتابعه دائما باعتزاز وأهمية بالغة لما تمثله تركيا في المنطقة من ثقل سياسي إقليمي ودولي، وبما تمثله القضية الفلسطينية وغزة عند الشعب التركي الذي نذكر له جيدا تقديمه ثلة من الشهداء بسفينة مرمرة وأسطول الحرية التي ارتقى فيها 10 من الشهداء من أجل كسر حصار غزة”.
هنية يتحدث عن التطورات بغزة والضفة
وعن الوضع بالأراضي الفلسطينية، قال هنية: “استعرضنا التطورات التي تجري على أراضي الضفة والقدس والأقصى، خاصة أن الأيام المقبلة تحمل أخطارا حقيقية على الأقصى فيما يسمى بعيد الفصح الإسرائيلي، والتشجيع على ذبح القرابين داخل المسجد، علما أن معركة طوفان الأقصى انطلقت بالأساس من أجل الأقصى والقدس”.
وبشأن غزة، قال: “قدمنا تفصيلا وشرحا وافيا عن الأوضاع الإنسانية والمعيشية والأمنية المترتبة على ما قام به الاحتلال الإسرائيلي، وخاصة حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، وكذلك تناولنا السياقات المتعلقة بالمفاوضات الجارية للتوصل إلى وقف إطلاق النار”.
وزاد: “أوضحنا بشكل واضح أن حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية متمسكة بمطالبها، وهي وقف إطلاق النار الدائم في غزة، والانسحاب الشامل من كل مناطق القطاع، وعودة النازحين بشكل كامل إلى مناطق سكنهم، وموضوع الإيواء والإعمار ورفع الحصار، والتوصل إلى صفقة تبادل مشرفة”.
وأوضح هنية: “أكدنا على مواطن المرونة التي أظهرتها الحركة خلال الشهور الماضية من خلال المفاوضات، ولكن التعنت ظل صفة لازمة للموقف الإسرائيلي”.
وأشار إلى أن تل أبيب “تتحمل مسؤولية تعثر المفاوضات وعدم التوصل لاتفاق، وكذلك الموقف الأمريكي المنحاز لإسرائيل سواء على صعيد المباحثات أو عبر إعطاء الغطاء لاستمرار حرب الإبادة الجماعية على غزة”.
وبوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة تجري الفصائل الفلسطينية بغزة وإسرائيل، منذ أشهر، مفاوضات غير مباشرة متعثرة، للتوصل إلى ثاني اتفاق لتبادل الأسرى ووفق إطلاق النار منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وتحتجز تل أبيب في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و500 فلسطيني، وتقدر وجود نحو 134 أسيرا إسرائيليا في غزة، فيما أعلنت حماس مقتل 70 منهم في غارات عشوائية إسرائيلية.
وتمارس المعارضة واحتجاجات شعبية في إسرائيل ضغوطا على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للإسراع بالتوصل إلى اتفاق مع حماس.
وتتهم حماس نتنياهو بـ”التعنت” وعدم الرغبة في إنجاز اتفاق، وتتمسك للموافقة عليه بإنهاء الحرب على غزة وانسحاب الجيش الإسرائيلي، وحرية عودة النازحين إلى مناطقهم ودخول مساعدات كافية إلى القطاع.
كسر التعتيم الإعلامي
ويرى هنية أن هناك “مواكبة إعلامية جيدة من الإعلام التركي والإعلام العربي وكثير من وسائل الإعلام العالمية لما يجري في غزة بالرغم من أن العدو الإسرائيلي يفرض تعتيما إعلاميا كبيرا جدا ويمنع دخول الصحافة الأجنبية إلى غزة حتى لا يطلع العالم على حجم جرائمه الوحشية”.
ودعا هنية وسائل الإعلام في تركيا وخارجها إلى “الاستمرار في فضح جرائم الاحتلال، وتبني الرواية الفلسطينية في كشف الأبعاد الإنسانية داخل غزة، ومواصلة كسر التعتيم الإعلامي على ما يقوم به الاحتلال، وأيضا في نشر صور البطولة والفداء والشموخ للأبطال المجاهدين من كتائب القسام وغيرهم من فصائل المقاومة”.
وقال هنية إن “وكالة الأناضول بما تشغله من مساحة واسعة بالفضاء الإعلامي، فإن ما تقوم به لا شك له تأثيراته على الأبعاد الإنسانية والسياسية وكذلك الأبعاد المعنوية لشعبنا الفلسطيني”.
ومقدما مواساته لصحفيي الأناضول العاملين في غزة، قال هنية: “أغتنم هذه الفرصة في تقديم تعازي الحارة على شهداء وجرحى الأناضول الذين استهدفهم العدو الإسرائيلي داخل قطاع غزة، أوجه التحية لهذه الوكالة وأدعوها للاستمرار بأعمالها”.
“الدليل”.. توثيق لمجازر إسرائيل
وتابع هنية: “في لقاءنا بالرئيس أردوغان اطلعنا على كتاب (الدليل) الذي أصدرته الأناضول ووجدنا فيه توثيقا لمجازر ومذابح وإعدامات وصور الدمار الشامل في مناطق القطاع، واستحق أن يكون أحد الأدلة التي تم تقديمها من خلال المجموعة القانونية بمحكمة لاهاي”.
وردا على القضية التي رفعتها جنوب إفريقيا في 29 ديسمبر/ كانون الأول 2023، أمرت محكمة العدل الدولية بلاهاي في 26 يناير الماضي، تل أبيب باتخاذ “تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، وتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة”.
وأضاف هنية: “أحيي الأناضول على ذلك، وهذا جزء من الممانعة والمدافعة الحقيقية وإسناد قضية غزة بأبعادها الإنسانية والقانونية والسياسية”.
وختم هنية قائلا: “نقول لكم قضية فلسطين قضية كل المسلمين، ومعركة غزة معركة أمة وليست معركة أهل غزة، وإن مرور 7 أشهر من المذابح، يتطلب المزيد من الفعاليات للضغط على الاحتلال من أجل وقف العدوان”.
المصدر: الأناضول.
اقرأ أيضا: الهلال الأحمر التركي: مساعداتنا لغزة تعتمد الباركود ونخطط لعيد الأضحى
اقرأ أيضا: الرئيس أردوغان يلتقي إسماعيل هنية في إسطنبول