• 16 أبريل 2024

إسرائيل هدمت قريتهم منذ 40عام… عائلة فلسطينية تسكن كهف

تعيش أسرة فلسطينية في كهف لا تدخله الشمس، ويفتقر للتهوية ورائحة الرطوبة تنبعث منه، في قرية جنبا بمنطقة “مسافر يطا” جنوب الضفة الغربية.

17 فرد من أسرة واحدة يعيشون حياة بالغة الصعوبة في كهف قديم مع غرفتين صغيرتين ، صدرت قرارات عسكرية أسرائيلية بهدمهما منذ فترة قصيرة.

حولت قوات الاحتلال الإسرائيلي قرية جنبا الى منطقة عسكرية مغلقة، ومنعت إقامة المباني فيها منذ عام 1980.

وبقيت بعض العوائل في منطقة القرية، تسكن الكهوف كأسرة السيدة “نجاح جبارين”، والبعض الآخر اضطر للرحيل والبحث عن بديل، خاصة الأجيال الجديدة من الشبان الذين يتعلمون ويعملون خارج المنطقة.

قالت السيدة ” نجاح” لـ”الشرق”: “هذه أرضنا وهذا بيتنا، لا مكان لنا غيره لنعيش فيه، أين سنذهب، ليس لنا مأوى آخر”.

السيدة “نجاح”، أوضحت كيف تلد النساء في القرية بطرق بدائية عندما يأتيهن المخاض قبل أن يجري نقلهن إلى المستشفيات في المدن البعيدة نسبياً حيث لا طرق ممهدة تصل إليها ولا مواصلات.

ويستخدم أهالي القرى منطقة مسافر يطا طرقاً صخرية شديدة الوعورة، وفي أحسن الحالات طرقاً ترابية.

علي جبارين ولد في قرية “جنبا” قبل الاحتلال، يقول : “لو كان لنا حرية البقاء والبناء في هذه القرية لصار عدد سكانها اليوم 10 آلاف نسمة، لكن لسنا هنا سوى بضع عشرات”، ويضيف : ” 7 من أبنائي وبناتي اضطروا للإقامة في مدن ومناطق بعيدة بسبب عدم قدرتهم على إقامة بيوت لهم في أرضهم داخل القرية”.

وهدمت السلطات الإسرائيلية قرية “جنبا” عام 1980 والتي كانت تتألف من 40 منزل بقي منهم 4 منازل فقط، وأعلنتها منطقة عسكرية مغلقة.

لجأ أهالي المنطقة إلى المحاكم الإسرائيلية للاعتراض على القرار بدءاً من محكمة الصلح والمحكمة المركزية وأخيراً محكمة العدل العليا، ولكن محكمة العدل العليا، وهي أعلى هيئة قضائية في إسرائيل، رفضت في 7 مايو، الاستئناف الجماعي المقدم من سكان 8 من قرى المنطقة.

وبررت المحكمة قرارها بأن الأهالي لم يكونوا يعيشون في المنطقة عندما أصدر الجيش قراره عام 1980.

موقع القرى يقع على خط الهدنة عام 1948، ويشكل جسراً بين المستوطنات اليهودية الجاري إقامتها في المنطقة والتجمعات الإسرائيلية داخل الخط الأخضر.

رئيس المجلس القروي لمسافر يطا “نضال يونس” قال : “الهدف واضح، وهو ربط التجمعات الاستيطانية في الضفة بالتجمعات اليهودية في إسرائيل على نحو يجري فيه محو الخط الأخضر الذي يعتبر الخط الفاصل بين دولة فلسطين وإسرائيل”.

وأضاف يونس: “الهدف منع إقامة دولة فلسطينية وملء المنطقة بالمستوطنات، فالتجربة بينت أن إسرائيل كانت تعلن عن مناطق واسعة بأنها مناطق عسكرية مغلقة، ثم تحولها بعد سنوات من ذلك إلى مستوطنات”.

اقرأ المزيد: مدينة حلب… فقدت أهميتها بفعل هجمات النظام وروسيا وإيران

وأشار الى أن : ” السلطات الإسرائيلية انتهجت منذ احتلال المنطقة سياسة تقوم على تقليص عدد السكان إلى أقل حد ممكن من خلال منع شق الطرق وإقامة البيوت والخدمات وتقليص مساحات الرعي والزراعة، لدرجة الاعتداء على رعاة الأغنام ومنعهم من الوصول إلى المراعي الواسعة في المنطقة”.

وتتابع مفوضية الاتحاد الأوروبي ملف “مسافر يطا” منذ عدة سنوات، وقال الأهالي إن العديد من البعثات الأوروبية قدمت لهم دعماً مالياً لمساعدتهم على البقاء، مثل خلايا شمسية لتوليد الكهرباء وخطوط مياه للشرب.

محرر مرحبا تركيا

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *