• 29 مارس 2024

الجامعات التركية تفتح باب الأمل والمستقبل الواعد للاجئين السوريين

بعد أن أجبروا على الفرار من وطنهم، يأمل اللاجؤون السوريون الشباب في شانلي أورفا بمستقبل أفضل، من خلال تحقيق أحلامهم مع انطلاقة تعليمهم الجامعي في تركيا.

 

فالعديد من الشباب السوريين الذين فروا من الحرب الأهلية الوحشية في سوريا ولجأوا إلى تركيا قد حققوا أحلامهم. فبعد النجاح في اجتياز امتحانات الثانوية العامة في تركيا، صار الشباب السوري الآن يحظى بفرصة الذهاب إلى الجامعة والتحصيل العلمي اللائق.

 

وتولي تركيا أهمية كبيرة لتعليم الأطفال والشباب السوريين. وفي الوقت نفسه، تضمن برامج التعليم التي تقدمها الحكومة التركية الاحتياجات الأساسية مثل السكن والتغذية والصحة للاجئين السوريين الذين لجؤوا إلى تركيا بعد فرارهم من الحرب الأهلية واضطهاد المنظمات الإرهابية لهم مثل “ي ب ك” و”ب كا كا” وداعش.

 

فعلى امتداد رقعة البلاد، يحصل أكثر من 600.000 طفل سوري هارب من الحرب، على تعليم بلغتهم ومناهجهم الأساسية.

 

كذلك تبذل الحكومة التركية كافة الجهود الممكنة للحيلولة دون بقاء الشباب السوري خارج دائرة التعليم؛ حتى يتمكنوا من الحلم بإعادة إعمار بلدهم والحصول على وظيفة جيدة في المستقبل.

 

هناك عدد كبير من الطلاب الذين يعيشون في مركز حران المؤقت للاجئين في شانلي أورفا، وهي واحدة من المدن ذات الكثافة السكانية السورية المرتفعة. ويعيش هؤلاء الطلاب فرحة مواصلة تعليمهم في مختلف الأقسام والفروع، الموجودة في مختلف الجامعات في تركيا.

 

ضحى صحاف، 22 سنة، التي فرّت من دير الزور ولجأت إلى شانلي أورفا منذ حوالي سبع سنوات، أخبرت وكالة أناضول أنها اضطرت للهروب من بلدها خلال دراستها الثانوية بسبب الحرب.

 

وأكدت صحاف أنها وأختها بدأتا الدراسة في “قسم الإسعافات الأولية والفورية” في كلية الخدمات الصحية المهنية في جامعة سيرت، وقالت: “أصبح من المستحيل تقريباً العيش في دير الزور. أتينا إلى تركيا مع عائلتي عندما كنت في سن الخامسة عشرة. نحن في تركيا منذ ما يقرب من سبع سنوات، تلقيت تعليماً في سوريا حتى الصف العاشر. بعد أن جئت إلى هنا، تخرجت من المدرسة الثانوية، ثم تعلمت اللغة التركية وانتسبت إلى الجامعة. قسم الإسعافات الأولية، أنا متزوجة ولدي طفلان الآن.

 

الجامعات التركية تفتح باب الأمل والمستقبل الواعد للاجئين السوريين

 

وأضافت: “أنا طالبة كبيرة. أترك ابنتي البالغة من العمر سنتين مع أمي واصطحب ابنتي الصغرى معي. الأمومة صعبة مع الاستمرار في الذهاب إلى الجامعة وتلقي التعليم. أذهب إلى الجامعة من أجل عائلتي. إنه شعور جميل. هربنا من الحرب وكاننا قلقين على حياتنا. لم تكن المدرسة حتى في أحلامنا. ومع ذلك، قدمت لنا تركيا كل أنواع الفرص. لم نشعر أبدًا أننا بعيدون عن الوطن. واصلت أنا وأصدقائي تعليمنا، تمامًا مثل أقراننا الأتراك. لا أملك تعبيراً كافياً لإظهار شكري لله ولتركيا”.

 

وأشارت صحاف إلى أنها تعلمت اللغة التركية رغم أنها لغة صعبة، لكن الأمور أصبحت أسهل بالنسبة لها في حياتها هنا، وأضافت: “نريد العودة إلى بلدنا بعد تخرجنا إذا انتهت الحرب”.

 

محمد حلبي، 20 عاما، دخل كلية الطب في جامعة “ملاطية” قال إنهم جاءوا من حماة قبل حوالي ست سنوات.

 

حلم “حلبي” أن يصبح طبيباً منذ طفولته. وقال: “لقد أنهيت دراستي الثانوية في سوريا، رغم أنني لم أتمكن من الذهاب إلى المدرسة الثانوية بسبب الحرب. أتذكر تلك الأيام التي عانينا فيها كثيراً. لقد لجأنا إلى هنا لإنقاذ حياتنا. بعد مجيئنا هنا، أُخذنا للعيش في مدينة مسبقة الصنع أصبحت وطننا فيما بعد، عملت في جمع القطن في الخريف، وحاولت إنفاق المال فقط من أجل المدرسة، درست في مدرسة ثانوية هنا ونجحت في امتحان اللغة، وكنت متفوقاً. حصلت على كلية أحلامي، و سأصبح طبيبا”.

 

وقال: “التحقت بكلية الطب بجامعة ملاطية. أنا في السنة التحضيرية هذا العام. واعتبارا من العام المقبل، سأبدأ الدروس. أن تكون طبيباً فهذا عمل مقدس. أخي يدرس أيضا في كلية الطب بجامعة “سلجوق”. بارك الله في تركيا التي منحتنا هذه الفرصة. آمل أن أكمل دراستي، وأصبح طبيباً ناجحاً. وآمل أيضاً أن نتمكن من العودة إلى الوطن بعد الحرب”.

 

وقالت سجى يونس، 21 سنة، التي جاءت من دير الزور، إنها تعيش في المخيم منذ قرابة سبع سنوات، وقالت إنها تفتقد هذا المكان عندما تذهب إلى الجامعة.

 

وفي معرض شرحها أنها سعيدة للغاية بتحقيق حلمها الجامعي، قالت سجى يونس: “لقد بقينا في هذه المدينة/المخيم. وقد التحقت بالمدرسة الثانوية هنا. وبعد ذلك، درست سنةً تحضيريةً. ثم بدأت بالدراسة في قسم المساعدة الطبية في كلية الخدمات الصحية المهنية في جامعة سيعرت مع شقيقي الأكبر سنا، أنا طالبة في السنة الثانية الآن، وآمل بعد الانتهاء من الدراسة أن أؤدي مهنتي بشكل جيد في في القطاع الصحي الذي أحبه”.

 

وقالت يونس إنها كانت حزينة للغاية لأنها اضطرت إلى ترك المدرسة عندما جاءت إلى تركيا للمرة الأولى. وأكدت قائلةً: “لكن هذا الخوف زال تماماً، وحلّ مكانه الأمل الذي ولد بسبب الفرص التي وفرتها تركيا بالاضافة إلى جهودي الخاصة. أنا سعيدة للغاية كوني قادرة على مواصلة دراستي في القسم الذي أريده”.

 

طالب آخر، “إبراهيم عمر”، قال إنه فقد والده أثناء الصراع في سوريا وجاء إلى تركيا مع عائلته بعد أن واجه فترة صعبة للغاية.

 

أنهى “عمر” تعليمه الثانوي في المدينة مسبقة الصنع. وأضاف: “الحمد لله، لقد تمكنت من الالتحاق بقسم التمريض في جامعة سيعرت. كان حلمي منذ الطفولة هو الحصول على وظيفة في قطاع الصحة. أنا متحمس جدا لأنني أقترب من تحقيق ذلك الحلم الآن”.

 

ديلي صباح العربية

فريق التحرير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *