• 28 مارس 2024
 الجاهل بالديمقراطية لن يفهم ما جرى قبل 4 أعوام في تركيا

الجاهل بالديمقراطية لن يفهم ما جرى قبل 4 أعوام في تركيا

أكد أستاذ القانون والعلاقات الدولية الدكتور سمير صالحة، أن من “لا يعرف معنى الديمقراطية ومن لم يمارسها من قبل، لن يفهم ما جرى في 15 تموز/يوليو 2016 في تركيا”، مشيرا إلى أن “هدف الانقلابيين كان وما يزال تصفية الحسابات مع تركيا، وانزعاجهم من صعودها في الداخل والخارج”.
كلام صالحة جاء بمناسبة الذكرى السنوية الرابعة للمحاولة الانقلابية الفاشلة التي قام بها تنظيم “غولن” الإرهابي في تركيا مساء 15 تموز/يوليو 2016.
وقال صالحة إن “تاريخ 15 تموز/يوليو 2016 هو يوم المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا التي قادتها ونفذتها مجموعات الكيان الموازي المحسوبة على تنظيم (فتح الله غولن) الإرهابي، والتي أدت إلى استشهاد العشرات من المواطنين الذين نزلوا إلى شوارع المدن التركية عزّلا لمواجهة الإرهابيين وأسلحتهم الثقيلة، ودفاعا عن الإنجازات السياسية والدستورية والاقتصادية والانمائية التي حققتها القيادات السياسية خلال العقدين الأخيرين”.
وأضاف أن “عصابات كانت تستغل تعاطف البعض معها تحت غطاء النشاطات الدينية والاجتماعية والتعليمية، فاكتشفنا أنها كانت تتاجر بالدين وتنسق مع أجهزة استخبارات إقليمية ودولية، وتحظى بدعم وتشجيع مؤسسات غربية كانت تريد تجهيزها لتسلم السلطة في البلاد، ولكنها فشلت بالوصول إلى ما تريده رغم كل عمليات التوغل والانتشار داخل المجتمع التركي، فاختارت محاولة الانقلاب عبر أنصارها داخل المؤسسة العسكرية وبعد انكشاف أمرها”.
وأشار إلى أن “قيادات حزب العدالة والتنمية تُجمع على أن الستار أسدل في تركيا على موضوع الانقلابات إلى اللاعودة، وأن تركيا نجحت في تقطيع أذرع الأخطبوط الذي كان يستهدفها من بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأميركية، لكن قيادات وكوادر هذا التنظيم الإرهابي ما زالت تتحرك خارج تركيا وتبحث عن تأجير خيانتها لمن يدفع أكثر، لذلك فإن المعركة معهم لم تنته بعد”.
وقال صالحة أيضا إن “الوقاحة وصلت بالبعض إلى تلويحه الدائم بمشاريع وخطط مشابهة لما جرى قبل 4 أعوام، والهدف هو تصفية الحسابات مع تركيا وانزعاجهم من صعودها في الداخل والخارج، وبعثرتها لعش الدبابير في أكثر من مكان من المنطقة”.
وتابع قائلا إن “مجموعات قياداتها خونة وديناميتها أصحاب مصالح وقواعدها جماهير تم خداعها باسم الدين والخدمات الاجتماعية، لكن المؤسف هو أن الكثير من كوادرها ما زالت تحظى بالرعاية والحماية في عواصم تتقدمها واشنطن، التي تساهم في تمويل تحركاتها وتتمسك بورقة رأس التنظيم فتح الله غولان لتلعبها ضد أنقرة بين الحين والآخر “.
وتساءل “ما الذي يعنيه تحريك الطائرات والمصفحات وإخراج آلاف الجنود من ثكناتهم لقصف مبنى البرلمان والقصر الجمهوري وإعطاء الأوامر باستهداف الرئيس التركي، وتحويل المدنيين إلى أهداف حية لقناصة بلباس عسكري!؟”.
وأضاف أن “مفاجأة 15 تموز لم تكن في الحسبان وجاءت مكلفة وموجعة لذلك يدعو البعض للحذر، لكن القناعة الشعبية داخل تركيا هي استحالة الوقوع في مصيدة من هذا النوع بعد تجربة 15 تموز المريرة ودروسها وبعد كل الحراك والتغيير والاصلاح السياسي والاقتصادي والأمني والمشاريع الاستراتيجية العملاقة”.
وأكد أنه “لو لم ينجح أردوغان في توجيه رسالته عبر الهاتف النقال إلى المواطنين الأتراك في اللحظة المناسبة، ولم يتحرك قائد الجيش الأول لإعلان رفضه لما يجري وتأكيد وقوفه إلى جانب السلطة السياسية في مواجهة الانقلابيين، ربما لكان الداخل التركي عانى أكثر ودفع ثمنا أكبر، والملفت في قرار التصدي للانقلابيين هذه المرة هو تحرك القواعد الشعبية لحماية الإنجازات السياسية والاقتصادية التي وصلت اليها تركيا في السنوات الأخيرة”.
وختم صالحة قائلا إنه “من لا يعرف معنى الديمقراطية ولم يمارسها من قبل، لن يفهم ما جرى ليلة 15 تموز 2016 في تركيا”.

فريق التحرير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *