• 29 مارس 2024

“تولو طبق”.. طريقة طرد بها الأتراك أعداءهم قبل نحو قرن

يحيي المواطنون الأتراك في ولاية باليكسير، المطلة على بحر مرمرة شمال غربي تركيا، هذه الأيام، تقاليد أجدادهم وطرقهم في طرد وإخافة الأعداء الذين احتلوا أراضيهم قبل قرابة 100 عام.

الطريقة التي تسمى “تولو طبق”، اتّبعها سكان “باليكسير” قبل 97 عاما، لإخافة الجنود اليونانيين الذين احتلوا الولاية آنذاك، وذلك ضمن إطار النضال الوطني التركي ضد المحتلين.

وتعتمد هذه الطريقة على الظهور بشكل مخيف قدر الإمكان، عبر دهن الجسد بسواد النار أو المدفأة، ولبس جلد الماعز أو الغنم، وتعليق أذناب الخيل أو الأبقار، والأجراس على الجسم، إلى جانب حمل العصا باليد.

وشكّل الدبّاغون الأغلبية العظمى بين فئات المجتمع الذين اتّبعوا هذه الطريقة في إخافة الأعداء.

وباتت تقاليد “تولو طبق” جزءا أساسيا من الاحتفالات السنوية في ذكرى استقلال “باليكسير”، في مشهد يجذب اهتمام السيّاح المحليين والأجانب في الولاية.

وبحلول 6 سبتمبر/ أيلول من كل عام، تشهد “باليكسير” احتفالات مختلفة لإحياء الذكرى السنوية لاستقلال الولاية عن الأعداء.

ونظرا لكونهم جزءا رئيسيا من هذه الاحتفالات، يتوجه الراغبون في تقليد “تولو طبق”، منذ الصباح الباكر إلى ورش الدباغة، ويدهنون كافة أجزاء أجسامهم بالسواد، ومن ثم يلبسون جلود الماعز أو الأغنام.

عقب ذلك، يقومون بتعليق الأجراس على رقابهم، وصنع شوارب من أذناب الخيل أو الأبقار، إضافة إلى لبس قبعات من الجلد أيضا، ليبدو في نهاية المطاف بمظهر مخيف وغريب جدا.

وبعد إتمام التحضيرات، تتغير أشكال الأشخاص ووجوههم الى درجة كبيرة، حتى أنه يصعب عليهم معرفة أنفسهم، لينتقلوا بعد ذلك إلى ميادين الاحتفال.

طريقة انتقال مجسّدي “تولو طبق” إلى ميادين الاحتفالات، تتم على ظهور الخيل حاملين بأياديهم العصي، وفي أفواههم غليون التدخين، يرافقهم الطبل والزمر والرقص.

وفي حديثه للأناضول، قال المواطن رجب جان يانغين (15 عاما)، إنه كان لديه فضول لمعرفة من هم الـ “تولو طبق”، إلى أن حظي هذا العام بتجسيد أدوارهم وللمرة الأولى خلال احتفالات ذكرى استقلال “باليكسير”.

وأعرب عن إعجابه بطريقة إخافة أجدادهم للأعداء، وأنه أقبل على تجسيد هذا الدور بكامل رغبته.

من جهته، قال الشاب رمضان فاروق دونماز، إنه يحرصون على مواصلة هذه التقاليد وإحيائها عبر توريثها للأجيال المقبلة.

“دونماز” البالغ من العمر 19 عاما، أضاف أنه يجسد كل عام في ذكرى استقلال الولاية، أدوار “تولو طبق” عبر ارتداء زيّهم، في خطوة يتذكّر خلالها أجداده الذين ساهموا في نيل “باليكسير” استقلالها وطرد الغزاة منها.

وتابع: “لينعم أجدادنا بالراحة، وليشعر أعداؤنا بالخوف والذعر. وفي حال واجهناهم مرة أخرى، فإننا سنحرص أيضا على بث الذعر في نفوسهم، وطردهم من أراضينا”.

فريق التحرير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *