• 29 مارس 2024

حديقة “الثقافة والمعتقد” في ماردين التركية.. الجامع يجاور الكنيسة

تعيد السلطات التركية إعمار قضاء نصيبين، في ولاية ماردين جنوب شرقي تركيا، في أعقاب تطهيره من إرهابيي منظمة “بي كا كا”.

 

ضمن هذه الجهود، شارفت أعمال الترميم على الاكتمال في “حديقة الثقافة والمعتقد” بقضاء نصيبين.

 

داخل الحديقة يوجد جامع زين العابدين التاريخي، وكنيسة مار يعقوب، المدرجان منذ أربع سنوات على قائمة التراث العالمي المؤقتة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو).

 

وتعرض المجمع للتخريب بسبب الاعتداءات الإرهابية لمنظمة “بي كا كا”، ما دفع السلطات المعنية إلى إعادة ترميمه وإصلاح ما لحق به من أضرار.

 

واكتمال الجزء الأكبر من الترميم، ويجري حاليا إصلاح البنية التحتية للشارع الموجود به المجمع، وتنظيم البيئة المحيطة به، بدعم من وكالة دجلة للتنمية (ديكا)، وفق القائمين على المشروع.

 

 

وتواصل مديرية الأوقاف في ولاية ديار بكر (جنوب شرق) أعمال الصيانة والترميم داخل جامع زين العابدين.

 

ومن المتوقع أن تنتهي أعمال الترميم داخل كنيسة مار يعقوب خلال عام تقريبا.

 

** قائمة التراث العالمي

 

عندما تكتمل أعمال الترميم، تعتزم السلطات التركية تقديم طلب لإدراج حديقة الثقافة والمعتقد في القائمة الدائمة للتراث العالمي.

 

وهي خطوة تهدف السلطات منها إلى التعريف بالمنطقة وبالمجمع على صعيد عالمي، وتأمين زيادة الإقبال السياحي، بالتزامن مع ترسيخ الأمن في المنطقة.

 

وقال مدير متحف ماردين، نهاد أردوغان، إنهم يسعون إلى تأمين ضم المجمع إلى قائمة التراث العالمي، بصفته يضم جامعا وكنيسة متجاورين منذ قرابة ألف عام.

 

وأضاف أردوغان للأناضول أنهم يتوقعون أن يتم ضم المجمع إلى القائمة الدائمة لمنظمة “يونسكو” بنهاية عام 2019.

 

وأوضح أن ماردين تحتضن مواقع أثرية كثيرة تستحق الانضمام إلى قائمة التراث، إلا أنهم حاليا يمنحون الأولوية للمجمع.

 

ومضى قائلا إن انضمام المجمع إلى قائمة التراث العالمي سيسهم بشكل كبير في تنمية السياحة في قضاء نصيبين والولاية عامة.

 

وتابع أن القائمة ستجعل المجمع من الأماكن التي يجب زيارتها حول العالم، وتحقق طفرة في استقطاب السائحين.

 

واعتمدت “اليونسكو”، عام 1972، “اتفاقية حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي”، بهدف المساعدة في الحفاظ على التراث العالمي المهم للجنس البشري

 

وترشح لجنة التراث العالمي في “اليونسكو” المعالم التراثية، ليتم إدراجها ضمن برنامج تديره المنظمة الأممية، ويتيح للدول المالكة لهذا التراث الحصول على مساعدات مالية.

 

 

 

** ترميم وتجميل

 

ضمن “مشروع تحسين الشوارع”، تم تحسين البنية التحتية التي تضررت بفعل الاعتداءات الإرهابية، بحسب مدير الأعمال الفنية في بلدية نصيبين، رمضان أقاي.

 

وأضاف أقاي للأناضول أنهم غطوا مساحة ألفين و500 متر من الشوارع بحجر البازلت، وأنشأوا رصيفا بالطول نفسه من أحجار ماردين.

 

وتابع أنهم كسوا واجهات المنازل المطلة على الشوارع بأنواع من الأحجار تشتهر بها الولاية.

 

ولفت إلى تضرر العديد من أقسام الكنيسة والجامع من الاعتداءات الإرهابية.

 

وشدد على أن ترميم الكنيسة والجامع سيجذب السائح المحلي والأجنبي.

 

 

** تعايش وتسامح

 

عبد الرحمن أوروتش، عالم آثار في بلدية نصيبين، قال إن جامع زين العابدين يضم قبر حفيد النبي صلى الله عليه وسلم من الجيل الـ 13، وأخته السيدة زينب.

 

وأردف أوردتش للأناضول أن وجود الجامع والكنيسة ضمن مجمع واحد يظهر مدى التسامح الموجود في المنطقة على مدى مئات السنين.

 

وأعرب عن رغبتهم في نقل ثقافة التسامح هذه إلى الأجيال القادمة، عبر ضم المجمع إلى قائمة التراث العالمي الدائمة.

 

وقال السرياني دانييل تشيبه، موظف كنيسة مار يعقوب، إن ماردين هي مركز تعايش الأديان والعقائد المختلفة على مر العصور الماضية.

 

واستدل على ثقافة التعايش والتسامح في الولاية بوجود الجامع والكنيسة متجاورين في مكان واحد.

 

وأعرب تشبيه عن رغبتهم في نقل هذه الثقافة إلى العالم من خلال إدراج المجمع في قائمة “اليونسكو” الدائمة.

 

 

** إقبال سياحي

 

وفق سميرة شيناغو، مديرة وكالة سياحية في ماردين، فإن انضمام المجمع إلى قائمة التراث العالمي الدائمة سيساهم في جذب مزيد من السائحين المحليين والأجانب إلى المنطقة.

 

ديلان تالغا سائحة قادمة من بريطانيا في أول زيارة لها إلى نصيبين.

 

أعربت تالغا عن إعجابها الكبير بالمنطقة والآثار التاريخية فيها.

 

وقالت إنها تأثرت بما رأته في من نصيبين أكثر من لندن، بفضل ما يضمه القضاء التركي من محتويات أثرية وتاريخية.

 

فريق التحرير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *