• 29 مارس 2024
 سبع قيم أنهت عهد الانقلابات العسكرية في تركيا إلى الأبد

سبع قيم أنهت عهد الانقلابات العسكرية في تركيا إلى الأبد

بقلم إبراهيم الديب

المفاهيم الصحيحة الكبرى والفضائل العليا في ذاتها قيمة مضافة للإنسان والحياة تتشكل في عقول ووجدان الناس، وتتحول بمرور الوقت وتكرار الاستفادة منها إلى قيم هامة حاكمة في حياة الناس، حيث أصبحت فيى ذاتها قيمة وفي نفس الناس أيضا قيمة لازمة لجودة وتحسين مستوى حياتهم، كما أن القيم التى يتبناها المجتمع تمثل المصدر الأساسى لنمط تفكيره وسلوكه وأداؤه وانجازه، وتتعدد وتتنوع مصادر فهم واستيعاب والقناعة وحب وتبني القيم لكل فرد من أبناء المجتمع .

فبعضهم يتلقاها من الأسرة والبعض يتعلمها بالمدرسة، والبعض الآخر بالمسجد، والبعض عبر وسائل الإعلام، والبعض الكثير يتلقاها من أداء سلوك وأداء وإنجاز القيادة والنظام السياسى الحاكم.

هذا ما أكدته التجربة التركية منذ وصول حزب العدالة والتنمية إلى سدة الحكم في تركيا، حيث قدم وبشكل عملي نموذجا جديدا ومختلفا في الحكم والممارسة الديموقراطية، واحترام قيمة وكرامة المواطن وتعظيم القيمة المضافة للدولة التركية إقليميا وعالميا  والإدارة الراشدة لمقدرات وموارد الدولة، تحت قيادة كاريزمية قلما يجود بها التاريخ على الشعوب حيث القائد التاريخى رجب طيب أردوغان.

في هذا السياق أتيح للشعب التركى فرصة عملية كبيرة، لإحياء واكتساب الكثير من القيم التى غابت عنه لزمن طويل خلال حقب حكم النظم العسكرية السالفة، وإضافة قيم جديدة على يد حزب العدالة والتنمية، مما حقق للشعب التركى طفرة نوعية كبيرة في قيمه وهويته ومن ثم وعيه وسلوكه وتفاعله مع قضاياه العامة، والتى انعكست جلية في التفافه حول قائده العظيم أردوغان لصد محاولة الانقلاب الغاشم في 15 يوليو 2016.

وبإيجاز شديد يمكننى أن اوثق وأؤرخ أهم سبع قيم شكلت حائط الصد المنيع لدى الشعب التركى ضد انقلاب يوليو 2016، بل وضد أي انقلاب يمكن أن يتم التفكير فيه مستقبلا.

أولا : قيمة إخلاص ووفاء القيادة السياسية في خدمة الوطن والمحافظة على مصالح الشعب.

ثانيا : التزام النهج الديموقراطى ودولة المؤسسات الحصانة الكبرى ضد أي طغيان أو فساد أو تلاعب بمقدرات الشعب يمكن أن يحدث.

ثالثا : قوة وشفافية وحكمة ورشد وثبات القيادة وقربها ومعايشتها للشعب.

رابعا : ثقة الشعب في القيادة وسرعة استجابتها ومبادارتها واستعدادها للبذل والتضحية.

خامسا : يقظة القيادة والإعداد الاستباقى الأمني المحكم ضد أي انقلاب يمكن أن يحدث.

سادسا : وعى ويقظة الشعب بذاته وقدراته وممكانته على الفعل والتصدي لكل خائن تسول له نفسه النيل من مصلحة الوطن

سابعا : الإيمان بالله تعالى المتجذر في أعماق القيادة والشعب التركي، والذى صنعا مزيجا خاصا التفاهم والتعاون لمصلحة الوطن.

بطبيعة الحال هذه القيم التى أثبتت فعاليتها، تولت الى ثقافة وهوية خاصة مميزة للمجتمع التركى تميزه عن بقية شعوب العالم، وسيتم توريثها للأجيال التالية بما يعزز الحصانة الذاتية للمجتمع التركي ضد ما كان يعرف سابقا بالانقلابات العسكرية وحكم العسكر.

ولا يفوتنى أن أشير إلى أن النموذج القيمى الذى قدمه الشعب التركى في دحر الانقلاب العسكرى، جدير بأن يمثل نظرية ونموذج عملي جديد لقيم وهوية وثورات الشعوب الحية المضادة ضد الانقلابات العسكرية الغاشمة، يجب أن توثق علميا لتضاف إلى الرصيد الفكرى البشرى في مجال علوم الاجتماع السياسي، و القيم، والهوية، وإعادة هندسة نظام القيم والأفكار للمجتمعات الحديثة.

فريق التحرير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *