قال سفير أنقرة لدى قطر مصطفى كوكصو إن تركيا تعلمت من الانقلاب الفاشل الذي عاشته عام 2016 كيف تعتمد على نفسها لسد احتياجاتها الدفاعية والتقنية والاقتصادية.
جاء ذلك في مقال له نُشر على موقع “الجزيرة نت”، الاثنين، بمناسبة إحياء ذكرى “يوم الديمقراطية والوحدة الوطنية” الموافق 15 يوليو/ تموز، الذي تحييه تركيا في ذكرى محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016.
وفي ذلك اليوم نفذت عناصر محدودة من الجيش تابعة لتنظيم “غولن” الإرهابي محاولة انقلاب عسكري، لم تصمد سوى ساعات، وسرعان ما استعادت مؤسسات الدولة زمام المبادرة بالتفاف الشعب خلف قيادته المنتخبة ديمقراطيا.
وتنظيم “غولن” كيان تجسسي “بصبغة دينية” بقيادة فتح الله غولن، اخترق بعض وحدات الجيش بمعزل عن قيادة المؤسسة العسكرية التركية.
يوم عصيب
وأشار كوكصو في مقاله إلى أن الانقلاب الفاشل الذي نفذه التنظيم كان له وقع كبير على الشعب التركي، إذ تسبب الإرهابيون باستشهاد 251 شهيدا وإصابة أكثر من 2000 من العسكريين والمدنيين.
ولفت إلى أن الشعب التركي أظهر وطنية وتمسكا بالوحدة والتفَّ حول علمه.
وبيّن أن مؤامرة الانقلاب كشفت أن البعض حينما يفشلون بصناديق الاقتراع يلجؤون إلى صناديق الذخيرة لإفراغها بصدور الشعب.
وقال السفير التركي إن الانقلابيين سعوا لرهن هيبة الدولة ومقدراتها لقوى أجنبية معادية.
وأضاف: “نتائج الحكم العسكري في القرن الماضي تركت بصماتها على ذاكرة خزان بشري هائل من الأتراك ما بين معتقل وشهيد ومطارد ومفصول من العمل”.
مؤامرة كبيرة
وذكر كوكصو أن التنظيم كان واجهة الانقلاب، وأن وراءه أطرافا دولية خصصت مليارات الدولارات وسخرت الإعلام واستعدت للترحيب والاعتراف بنجاح الانقلاب.
وشدد على أن التنظيم المشبوه يستغل القيم العالمية ويشكل تهديدا حقيقيا وخطرا على كل المجتمعات.
نهضة صناعية
وأشار السفير إلى أن الشعب التركي استطاع بوحدة أبنائه وتكاتفهم ووقوفهم مع القيادة أن يحولوا هذه المحنة إلى منحة ومكاسب.
وأوضح أنه من مكاسب هذه الوحدة استفتاء 2017 للانتقال إلى نظام رئاسي في البلاد، وتعزيز مؤسسات الدولة، والفصل بين سلطاتها، وتدعيم الحوار المجتمعي.
وذكر أنه بالنظام الجديد تحققت الإنجازات في حماية تراب تركيا وسمائها، واستقلال قرارها السياسي، واستكمال مسيرتها الديمقراطية.
وأكد أن الانقلاب الفاشل كان درسا كبيرا لتركيا لتعتمد على نفسها في تلبية حاجاتها في مجالات كثيرة.
وقال: “عززت الصناعات الدفاعية قدرة الجيش وقوات الأمن التركية بعدد من الأسلحة والمعدات المحلية”.
وأضاف: “نفخر بأن تركيا واحدة من مصنعي الطائرات غير المأهولة القلائل في العالم”، مبينا أن أنقرة أبرمت عقودا مع عشرات الدول لتوريد المسيرات التركية المتطورة بعد أن أثبتت كفاءتها في ميدان القتال.
مسيرة لن تتوقف
وأردف السفير بأن تركيا عززت وجودها بفرض سيادتها على مجالها المائي، وأن من نتائج ذلك اكتشاف الغاز الطبيعي بالبحر الأسود.
وأكد في ختام مقاله أن مسيرة الحرية والاستقلال التي بدأت في 2016 ستستمر بفضل إيمان الشعب التركي وتضحياته وعزيمته.
وفي إشارة إلى وقوف قطر دولة وشعبا إلى جانب تركيا، قال إن أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني كان أول المتصلين بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في ليلة الانقلاب للتعبير عن المساندة القطرية المطلقة للحكومة الشرعية.
اقرأ أيضا: أردوغان: نتذكر بفخر نضال شعبنا بأيديه العارية ضد الدبابات
اقرأ أيضا: سفيرة تركيا في الكويت: 15 يوليو.. إنجاز آخر لانتصار الديموقراطية