• 28 مارس 2024

“شانلي أورفا” التركية.. رمضان مميز في “مدينة الأنبياء”

يضفي شهر رمضان على مدينة شانلي أورفا التركية، طابعًا مميزًا، خاصة أنها أحد المزارات الدينية الهامة في تركيا للاعتقاد بمرور عدد من الأنبياء عليها.

يطلق الأتراك على شانلي أورفا الواقعة جنوب تركيا، مدينة الأنبياء، ويرى بعضهم أنها تعد رابع مدينة مقدسة في العالم بعد مكة والمدينة والقدس، إذ يعتقدون أن إبراهيم عليه السلام ولد بها وواجه النمرود فيها، وأن أيوب عليه السلام عاش سنوات ابتلائه فيها، وأن يعقوب عليه السلام عاش وتزوج في أحد أحيائها.

ولهذا السبب تجتذب المدينة، التي تعرف في التاريخ العربي باسم الرها، عددًا كبيرًا من الزوار الذين يتجولون بين المعالم التي تنسب للأنبياء عليهم السلام، خاصة في شهر رمضان.

ونتيجة الحرارة العالية التي تصل 40 درجة مئوية نهارا، تكاد شوارع المدينة تخلو من المارة في نهار رمضان، بينما تبدأ الحركة والحياة مع غروب الشمس وحلول وقت الإفطار.

ومن أشهر الأماكن التي تجتذب الزوار في المدينة بحيرة السمك، التي يعتقد الأتراك أن النمرود أشعل فيها النيران وأمر بإلقاء نبي الله إبراهيم عليه السلام بها، قبل أن يأتي الأمر الإلهي لتتحول النيران إلى مياه، ويتحول الحطب إلى أسماك. ويؤمن كثير ممن يزورون البحيرة ويطعمون أسماكها بصحة تلك القصة.

ولا يخلو محيط البحيرة من الزوار طوال الليل في رمضان، بداية من وقت الإفطار وحتى الفجر، حيث يتناول كثيرون سحورهم مستمتعين بالجو اللطيف جوار البحيرة.

ومن أهم الأماكن في المدينة أيضا مغارة يعتقد الأهالي أن نبي الله أيوب عاش سنوات ابتلائه بها، يجاورها بئر يعتقدون أن ماءه حمل الشفاء لنبي الله المعروف بصبره الطويل. وتجتذب المساجد المجاورة للمكان أعدادا كبيرة من الرواد في صلاة التراويح.

بالإضافة إلى ذلك يفضل كثير من السكان قضاء شطر من الليل في المقاهي والمطاعم أسفل التلة التي تعلوها قلعة المدينة، ويرتاحون من عناء اليوم على المقاعد التي صف بعضها في المغارات الطبيعية المحفورة في التلة.

شانلي أورفا كذلك من المدن التركية التي تشتهر بطعامها المميز، خاصة المشاوي، وهكذا تزدحم محال الكبدة المشوية بعد الإفطار وحتى السحور بالزبائن لدرجة تشكل صفوف انتظار أمام المحال الشهيرة.

وقال رئيس بلدية شانلي أورفا نهاد تشفتشي في حوار مع الأناضول، إن المدينة دشنت حملة في أنحاء تركيا لحث المواطنين على زيارتها خلال رمضان، والتمتع بأجوائها الفريدة، حيث تظل المدينة مستيقظة طوال الليل وتبقى جميع المحال والمطاعم مفتوحة.

وأوضح تشفتشي أن أهالي المدينة ينطلقون إلى الخارج بعد صلاة التراويح لقضاء الوقت مع الأهل والأصحاب، ويتناولون السحور بالخارج ثم يعودون إلى منازلهم بعد الفجر، وتوفر البلدية مواصلات تعمل على مدار الساعة خلال رمضان.

فريق التحرير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *