• 29 مارس 2024
 “طوب قابي”… قصر حكم العالم ومتحف يفوح بعبق الماضي

“طوب قابي”… قصر حكم العالم ومتحف يفوح بعبق الماضي

يعد قصر طوب قابي، أحد المعالم الرائعة الشاهدة على تاريخ إسطنبول، حيث كان مقراً لمئات السنين، للسلاطين العثمانيين ممن حكموا العالم، فيما بات اليوم متحفاً يحيي ذكريات العهود الماضية.

ومع أن القصر لم يكن على درجة عالية من الترف والبذخ الذي عرفت به القصور في تلك الأيام إلا أنه أصبح اليوم يجذب أعدادًا كبيرة من السياح بعد أن كان في السابق يستخدم لمناسبات الدولة.

وصنفت اليونسكو القصر على أنه من ضمن المعالم المنتمية للمناطق التاريخية في إسطنبول، وفي عام 1985م أصبح موقعًا للتراث العالمي ووُصف على أنه من أفضل الأمثلة على التنوع الثقافي في الدولة العثمانية.

ومن أبرز محتويات القصر، الأمانات المقدسة التي تُحفظ في الغرفة الخاصة بالقصر، و يتلى فيها القرآن على مدار اليوم دون انقطاع ، وتتضمن مقتنيات تنسب إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأنبياء آخرين، وصحابة وخلفاء مسلمين.

ومن أهم الامانات المحفوظة، أثر قدم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، و شعرات من لحيته الشريفة وتربة من قبره، كما يُحتفظ بخاتم النبي محمد عليه الصلاة والسلام “خاتم النعيم”، ومقبض سيفه وقوسه، ومحفظة لسنه الشريفة التي كٌسرت في غزوة أُحد.

وتضم الغرفة الخاصة، وعاء طعام يعود إلى النبي إبراهيم عليه السلام، وعصا النبي موسى عليه السلام، وسيف النبي داود عليه السلام، وعباءة النبي يوسف عليه السلام، وسيوفا تعود لخلفاء مسلمين، وبردة السيدة فاطمة بنت النبي محمد، ومفاتيح الكعبة المشرفة، ومحفظة الحجر الأسود.

اقرأ أيضا: وزير الصحة التركي يدعو المواطنين الى التزام الهدوء بشان “جدري القرود”

وتوجد به مجموعة كبيرة من الخزف والأثواب والأسلحة وصور السلاطين العثمانيين والمخطوطات والمجوهرات والكنوز العثمانية بالإضافة إلى عروش السلاطين، ويضم مجموعة من الأسلحة الأثرية تتجاوز 33 ألف قطعة كانت تستخدم في الدفاع والهجوم والمراسم ويعود تاريخها إلى 1300 عام.

وتضم مجموعة الأسلحة، سيف السلطان محمد الفاتح، إضافة إلى أسلحة كانت موجودة في الخزائن الملكية بالبلاد التي فتحها العثمانيون، وكذلك سيف الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان، الذي يرجع تاريخه للقرن السابع الميلادي.

تميز قصر “طوب قابي” بموقعه الاستراتيجي الذي يتمركز في قلب المنطقة التاريخية في مدينة إسطنبول، حيث يقع في منطقة “جان كورتاران – الفاتح” بالقرب من خليج القرن الذهبي وبحر مرمرة، بإطلالة مباشرة على مضيق البوسفور، الفاصل الجغرافي الطبيعي بين قارتي آسيا وأوروبا.

بعد دخول السلطان “محمد الثاني” أو “محمد الفاتح” إلى “القسطنطينية”/إسطنبول عام 1453م، والتي أصبحت فيما بعد عاصمة امبراطورية ضخمة، أقام هذا السلطان ما بين عامي 1475 – 1478م القصر الجديد في استانبول، ثم أضاف إليه السلطان أحمد الثالث 1709م جناحًا أطلق عليه اسم طوب “قابي” وتعني “بوابة المدفع”.

وبعد احتراق القصر وتجديده أطلق عليه اسم قصر طوب قابي، واستمر ليكون قصرًا للسلطان وحاشيته وأهله وزوجاته، وكذلك مكانًا رسميًا لاستقبال الضيوف والزوار.

وأُنشئ قصر طوب قابي ، عام 1474م بأبعاد (210× 30 متر)، وبُني من الحجر بُنَّي اللون، وهو عبارة عن مجموعة من المباني التي تربطها أفنية وممرات حركة ومناطق خضراء، وللقصر مدخل رئيسي يتكون من دعامتين عاليتين تشبهان المنارة تدعى (باب المدفع) بارتفاع 15,2 مترًا وبعرض 15,5 مترًا، بين القرن الذهبي وبحر مرمره.

محرر مرحبا تركيا

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *