• 29 مارس 2024

عمره يتجاوز 800 عاماً.. مسجد ديفريغي أعجوبة العمارة السلجوقية

نجح المعماري السلجوقي “هرم شَاه بن مغيث الاخلاطي” في تشييد مسجد ديفريغي الذي  يبدو على بابه في وقت معين من كل يوم وتحديداً قبل صلاة العصر ” ظل انسان يصلي وأمامه كتاب مفتوح”. حيث استطاع المهندس أن يرسم بظل الشمس صورة رجل يقرأ القرآن واقفاً. ويتجلى هذا المنظر في فصل الصيف ويغيب في فصل الشتاء.

ففي عام 1228م أمر “أحمد شاه” أمير إمارة “منغوجاك” السلجوقية ونجل سلطان سلاجقة الأناضول سليمان شاه، ببناء مسجد يجمع في كنفه علوم الدين والدنيا معًا.

كُلف المعماري “هرّم شاه الأخلاطي” بتنفيذ هذه المهمة، فبدأ بالعمل من حساب مواقع الشمس والنجوم في السماء، وبعد دراسة مكثفة استغرقت حوالي عامين كاملين، قام “هرم شاه” بتحديد المكان الذي سيقيم عليه المسجد.

فشيد مسجد ديفريغي في مدينة سيواس الواقعة وسط تركيا وأثبت من خلاله براعته في الفن وتعمقه في العلم، حيث نحَتَ فى الحجارة وصمم النقوش وفقًا لزاوية انحراف الشمس وزاوية سقوط أشعتها قبل حلول وقت العصر بنصف ساعة تقريبًا، الأمر الذي مكنه من إظهار “ظل إنسان يصلي” على الباب الغربي للمسجد والذي  يبلغ طوله أربعة أمتار، ويبقى الظل  قائمًا حتى انقضاء صلاة العصر ثم يغيب ويختفي.

ويعد مسجد ديفريغي من أروع آثار العمارة على الأرض على الإطلاق فقد بني بطريقة تركيب الحجارة كقطع التركيب دون استخدام طين ولا أي مادة مثبتة.

تُزين جدران المسجد بآلاف الزخارف المختلفة، الأمر الذي جعل اليونسكو تدرجه في قائمة التراث العالمي عام 1985.

 كما أصر المعماري هرم شاه، على بناء مستشفى تابع للمسجد من الجهة الجنوبية وملاصقا له دون استخدام الطين أو مادة توضع بين الأحجار لتثبيتها، سُمّي حينه بدار الشفاء.

ولم يتوقف الإبداع عند هذا الحد فحسب، فحينما لاحظ أحد العاملين عدم وجود مكان للوضوء قريب من موضع بناء المسجد، اخذ شاه قرارا ببناء حمام على بعد 100م من المسجد وسمي باسم العامل “بكير تشافوش”.

هذا ما دفع المعماري هرم شاه بأن يستفيد من الحمام في تدفئة المسجد ودار الشفاء، وذلك بإنشاء نظام يجري فيه البخار الناتج عن تسخين الماء في الحمام، عبر شبكة تمر أسفل المسجد ودار الشفاء بحيث تعمل على تدفئتهما، وهذا ما يسمى شبكة تدفئة مركزية، والتي ثبت أنها من الأقدم في العالم، فعمرها تجاوز 790 عام، وعلى الرغم أنها لا تعمل حاليا، لكن آثارها لا تزال باقية.

يُذكر أن الرحالة أوليا شلبي حينما زار المسجد قال””اللغة عاجزة والقلم مكسور” مشيراً إلى  عجزه عن وصف المسجد من شدة جماله  و  يعد المسجد أكبر دليل على مدى اهتمام المسلمين بالعلم الَّذِي سخروه لخدمة الإنسانية آنذاك   .

أقرأ أيضاً

في تركيا.. مسجد يحتضن العمارة العثمانية والسلجوقية والعربية

شاهد.. مسجد خشبي عمره 800 عام في تركيا دون أي مسمار

كان مسجداً أثرياً ثم عُرض للبيع وكاد يتحول إلى نادٍ ليلي!.. قصة جامع في كلّس التركية أنقذهُ الأهالي

(خاص-مرحبا تركيا)

فريق التحرير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *