• 28 مارس 2024

لماذا تنازل السلطان العثماني مراد الثاني عن الحكم لإبنه محمد الثاني مرتين ؟

 

إسطنبول/فدوى الوايس/مرحبا تركيا 

 

 

ولد السلطان مراد الثاني بن محمد الأول (جلبي محمد) في مدينة أماسيا عام 1404 م , أحبّ  العلم والغوص في تعلم فن الخط العربي والإبداع في نوعين من الخط (النسخ والثلث) , إضافة إلى إلمامه ب “اللغة العربية واهتمامه بالشعر .

 

 

تعلم أصول الدين الإسلامي والعلوم على يد كبار العلماء في ذلك العهد , وعندما بلغ الحادية عشر من عمره بدأ بتعلم إدارة شؤون الدولة , إضافة إلى تعلمه الإدارة العسكرية حين كان والياً لمدينة أماسيا من “يوركوج باشا”  .

 

 

تولّى أول مهمة عسكرية عام 1416 م , وهي التصدي للفتن وأعمال الشغب  التي كان يولدها “مصطفى جلبي” الذي لم يكن معروفاً بأنه هو مصطفى العثماني الحقيقي , لعودته إلى الأناضول بعد فترة طويلة من الغياب بعد أن كان أسيراً لدى تيمور لنك .

 

 

تمكن مراد الثاني من ضم مدينة سامسون للأراضي العثمانية عام 1421 م بمساعدة (حمزة بيك) المسؤول عن مجموعة(بيلار بيي) .

 

 

تولى حكم الدولة العثمانية عند بلوغ  17 من عمره , عندما أشتد المرض على والده محمد الأول القائم في مدينة بورصا أمر السلطان محمد الأول بمجئ ابنه مراد الثاني إلى بورصا ليتولى الحكم عنه وأمر وزيره بيازيد وابراهيم والحاج إفاز بعدم إخبار أي شخص بمرضه وحتى ولو توفي إلى أن يصل مراد الثاني المدينة , وذلك لحماية الدولة العثمانية من الفتن والتمرد الداخلي على السلطنة .

 

 

تمكن مراد الثاني خلال فترة حكمه من القضاء على التمردات الداخلية وكان على رأس هذه التمردات عمه مصطفى جلبي .

 

 

 

حارب مراد الثاني عمه مصطفى المتمرد على الخلافة العثمانية في  سنواته الأولى من الحكم , كما أن مصطفى جلبي كان يُدعم من قبل الإمبراطور البيزنطي “مانويل” والعديد من حكام الأتراك وذلك لإضعاف الدولة العثمانية داخلياً من خلال خلق المشاكل بين العم وابن اخيه .

 

 

استطاع مراد الثاني التغلب على مصطفى جلبي وجنوده  في معركة سميت فيما بعد ب(واقعة مصطفى المزيف) , مما أدى بمصطفى جلبي إلى الإعدام شنقاً .

 

 

شهدت الدولة العثمانية خلال حكمه فتوحات عديدة , فتحه لألبانيا عام 1431 م , إضافة إلى تمكنهم من استعادة أراضي “السالونيك”  .

 

 

 

قام السلطان مراد الثاني بعقد معاهدة صلح مع المجر عام 1444 م , تنازل فيها عن الصرب و رومانيا للمجر , كانت هذه المعهادة باللغتين العثمانية والمجرية وأقسم كل من ملك المجر على الإنجيل والسلطان مراد الثاني على القرآن الكريم ,  على أن تُقام المعهادة على الذمة والشرف .

 

 

بعد ذلك تنازل مراد الثاني عن الحكم لابنه محمد الثاني لشدة حزنه على ولَدِهِ علاء  ولعقده الهدنة مع أعدائه وأمنّ على أرجاء البلد منهم , كان عمر محمد الثاني آنذاك  14 عاماً , نتيجة صغر سن محمد الثاني أحاطه والده برجال الدولة المرموقين و المعروفين بذكائهم الإداري والعسكري , بعد ذلك تفرغ مراد الثاني لعبادة الله جل علاه حين اطمأن على استتباب الأمن في الأراضي العثمانية , إضافة إلى ثقته بشجاعة ابنه محمد الثاني .

 

 

 

ولكن هذا العهد لم يدم طويلا إلى أن تم نقضه  من قبل المجر , خاصة بعد معرفتهم بقصة ترك مراد الثاني السلطنة لابنه الفتى , مما أدى إلى تحرك الأعداء بهدف السيطرة على البلد مستغلين فرصة غياب السلطان مراد الثاني , إلا أن سماع السلطان بهذا الخبرجعله يُسرِعُ  بالمجئ إلى منطقة “فارنا” , وصل السلطان العثماني بنفس اليوم الذي وصل فيه النصرانيون إلى المنطقة  فقامت المواجهة العظيمة بين الجيش الصليبي والعثماني , حيث تمكن الجيش العثماني من دحر الجيش الصليبي بعد أن قُتِلَ ملك المجر في المعركة .

 

 

وعند الانتهاء من المعركة والسيطرة على أوضاع الدولة العثمانية تنازل مراد الثاني للمرة الثانية عن الحكم لمحمد الثاني وعاد لزهده الدنيوي وإمضاء وقته في العبادة في مدينة “منيسا” , ولكن للمرة الثانية طُلِبَ من مراد الثاني العودة إلى حكم البلد نتيجة لأعمال الشغب التي خُلِقَت من قبل مجموعة من الإنكشاريين , عندها عاد مراد الثاني ليتولى الأمر بنفسه فخضعت له تلك المجموعة وبعدها بعث السلطان ابنه محمد الثاني ليكون حاكماً على “منسيا” ويبقى هو في العرش إلى أن وافته المنية عام 1451 م , وترك الحكم لمحمد الثاني (محمد الفاتح) .

 

 

 

فريق التحرير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *