• 29 مارس 2024

مستشار اقتصادي: تركيا ربان السفينة.. قوتها نهضة للأمة الإسلامية

وصف أستاذ القانون والاقتصاد في المجلس العام للبنوك الإسلامية، المستشار خالد شبيب، تركيا، أنها “كالرّبان الذي يقود دفة سفينة الإسلام المهترئة”، مؤكدا أن “هذا الدور ليس بالجديد عليها ومن أجل ذلك يتكالب عليها القاصي والداني”.
وقال شبيب، إن “الزمن يعيد نفسه، فتركيا اليوم كالأمس تقود دفة سفينة الإسلام المهترئة وتحاول أن تعيد للأمة الإسلامية كرامتها وعزتها المسلوبة، بينما الدول الغربية قائمة على تنويم الشعوب المسلمة عبر السيطرة المطلقة على حكامها من جديد”.
وعاد شبيب بحديثه إلى عهد الدولة العثمانية، قائلا إن “العثمانيين قدموا نموذجا عظيما يحتذى به في قيادة الأمة الإسلامية إلى مراتع الأمان والعزة والكرامة، وأنهم بإسلامهم كانوا عربا أكثر من العرب أنفسهم وذلك لعدة أسباب أهمها محبتهم للعرب لأن النبي صلى الله عليه وسلم عربي، والسبب الآخر يعود إلى أن العرب هم أصل الإسلام، وأيضا لمحبتهم للعربية لأنها لغة قانون الدولة وهي الشريعة من قرآن وسنة وفقه، ولأن الولاة والحكام لا يعينون في مناصبهم إلا إذا أتقنوا اللغة العربية وحفظوا القرآن الكريم”.
وتابع في السياق ذاته، أن”الشعوب العربية وإبان الحرب على الدولة العثمانية كانت مختطفة بأيدي حكام أجمعت المذاهب الإسلامية والتاريخ أنهم خانوا الأمانة وخانوا شعوبهم وخانوا دينهم وخانوا دولتهم وخانوا إمامهم وولي أمرهم وسلطانهم وغدروا به، وهو ما حذر منه العلماء والمفكرون آنذاك كالشيخ محمد رشيد رضا (مجلة المنار ج22 ص442)، وشكيب أرسلان في بيان للأمة العربية عام 1913، والذي حذر فيه من الخونة المارقين في المؤتمر العربي في باريس بأنهم يكيدون للخلافة العثمانية ويمهدون الطريق لاستيلاء الأجانب عليها وكذلك (كتاب شكيب أرسلان: الدور السياسي الخفي ص 58 ظاهر الحسناوي) والشيخ محمد أمين الشنقيطي وغيرهم”.
وأضاف شبيب قائلا، إن “العثمانيين حكموا 600 عام على بقعة أرض مترامية الأطراف وكانوا الإمبراطورية الأولى في العالم،يهابهم القاصي قبل الداني، وكان يطلق على الجيش العثماني في البلاد العربية اسم الحامية العثمانية، وليس جيش الاحتلال العثماني، لأنه كان كذلك حقا وكان الدين الإسلامي هو الحاكم فلم يشعر العربي بالغربة في السلطنة العثمانية”.
وأشار إلى أن “مفتي الإسلام كان مستقلا ومقربا من الخليفة ويحضر اجتماعاته مع وزرائه ولا يعترض على فتواه أحد، وكانت مراسم تقليد السلطان الجديد تتم في موكب رسمي يتجه إلى مسجد الصحابي العربي الجليل أبي أيوب الأنصاري السلطان الأول الفخري للدولة العثمانية حتى سموه باسم السلطان أبي أيوب”.
ورأى شبيب أنه عندما يتم الحديث عن فضل العثمانيين على العرب والمسلمين فإنه يكاد لا ننتهي، وأضاف أن “العثمانيين أعادوا للأمة الإسلامية هيبتها وعزها في أحلك الظروف في الوقت الذي كانت فيه الخلافة العباسية في أضعف أحوالها لا تستطيع أن ترد سيوف المعتدين، في ذلك الوقت الذي يتنازل المستكفي عن البلاد للمغول ويقول (أنا بغداد تكفيني ولا يستكثرونها علي إذا نزلتُ لهم عن باقي البلاد!)”.
وقال شبيب، إنه “من أجل ذلك تكالب على الأتراك القاصي والداني وحاربهم الأعداء، لينزعوا عزة الإسلام ويسرقوا المسلمين وينهبوا ثرواتهم ويسلبوا أغراضهم”.
وتابع قائلا إنه “وبسبب أن نهضة تركيا ستكون سببا في نهضة الأمة الإسلامية فإن ذلك لم يرق للغرب والشرق الذي يعتبرها ستشكل خطرا مباشرا على مصالحهم، وهم الذين ينهبون خيرات ومقدرات الدول الإسلامية، خاصة وأن تركيا تتقدم بشكل متسارع في كل المجالات وخاصة الاقتصادية والعسكرية وأصبحت رقما صعبا على الساحة الدولية”.
وحذر شبيب من تحرك بعض الأطراف العربية والغربية لتشكيل تحالف ضد تركيا وقال، إنه “لذلك فإننا ننظر بعين الريبة على ما تتحرك به الولايات المتحدة وبريطانيا وبعض الدول العربية، لتشكل قوة عربية على حدود تركيا الجنوبية بزعم حماية الأمن القومي العربي، وذلك تمهيدا للدخول بحرب مع تركيا لتدمير بلاد العرب قبل الأتراك وبقيادة جديدة للجيش العربي الجديد بقيادة نسخة جديدة من لورانس العرب ضابط المخابرات الحربية البريطاني توماس إدوارد”.
وتساءل شبيب في سياق حديثه، “عن أي أمن قومي عربي يمكن أن نتحدث ومعظم دولنا العربية ما زالت محتلة من قبل الغرب، والقدس وفلسطين محتلة والجولان والأحواز والجزر العربية في الخليج العربي، وأيها أولى للجيش العربي أو الجيوش العربية تحرير فلسطين أم الدخول بحرب مع دولة تحزن لحزننا وتشترك معنا في هم تحرير فلسطين وتحرير باقي البقاع العربية المحتلة؟ فإذن القضية هنا هي إغلاق الأبواب الجنوبية لتركيا على العالم لعرقلة تقدمها الاقتصادي والضغط عليها من ناحية الجنوب، ومحاربتها بأيدي عربية لا محاربة الإرهاب المزعوم الذي صنعهوه بأيديهم، تمهيدا لمخطط كبير وخطير للغاية يدمر المنطقة ويمهد لتقسيمها بين مسلمين عرب ومسلمين غير عرب”.
وتابع محذرا، أنه “نتمنى على العرب أن لا يشاركوا في تشكيل الجبهة الصريحة المضادة لتركيا شمال سوريا بدعاية مكافحة الإرهاب كما يروجون لها،لأن المقصود به حصار تركيا وليس مراقبة إيران والحيلولة دون وصول سلاح منها لسوريا ومن ثم حزب لبنان الطائفي، فإذا كانت إيران هي القضية كما يشاع ويروح للفكرة فلتذهبوا إليها مباشرة أو فلتذهبوا إلى العراق وتتمركزوا على أراضيه، أو على الأقل اذهبوا إلى شمالي العراق وليس شمالي سوريا”.
ووجه شبيب عدة رسائل للعرب مفادها، أنه “أيها العرب لا تضحوا بالأمة العربية لصالح مخططات أمريكا وإسرائيل، ولا تنشروا جنودكم العرب على جبهة تركيا ليكونوا وقودا لحرب دولة مسلمة ومجتمع مسلم لم يقدم للعرب والمسلمين إلا الخير والمحبة والسلام والتضحية والإيثار، إنهم يجرونكم نحو مغامرة جديدة ليستبيحوا حدود الأراضي العربية من جديد بحجة حمايتها ويوقعوا بين الدول المسلمة بعضها بعض، لذلك أيها العرب لا تتحولوا إلى حاميات عسكرية للاستعمار تستضيف الجيوش الأجنبية على هذه الأراضي العربية لتنفيذ المزيد من الدمار للأمة العربية والإسلامية”.
وختم شبيب حديثه موجها رسالة إضافية للعرب ومؤكدا أن “تركيا لا تمثل تهديدا لكم وأنتم بحاجة إليها وربما لا تدركون هذا الآن، لكنكم ستدركون هذه الحقيقة خلال القادم من الأيام، فيا أيها العرب إنهم يحتلون أرضكم ويحتلونكم من الداخل ويخدعونكم بحمايتهم لحدود العالم العربي من تركيا، لذلك نقول لكم ناصحين والرائد لا يكذب قومه: لا تكونوا معاول هدم في صدر الأمة من جديد تساهمون في تدميرها وتدمير المنطقة بأيديكم، فتبوؤوا بالخزي والعار في الدنيا وبإثم شعوبكم يوم الحساب، وكما قال الله تعالى(فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد “.

فريق التحرير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *