• 29 مارس 2024
 مسير بأنظمة مسلحة… زورق “سيدا” التركي حارس الوطن الأزرق

مسير بأنظمة مسلحة… زورق “سيدا” التركي حارس الوطن الأزرق

أنهت شركتان تركيتان، صناعة النموذج الأولي في سابقة لأول زورق مسلح غير مأهول مسير عن بعد، والذي من المخطط أن توكل له عدد من مهام حماية الوطن الأزرق الممتد على طول المياه الإقليمية التركية، حال تدشينه نهاية ديسمبر/ كانون الأول الجاري.

وتمكنت شركتا “متكسان” (Meteksan) للصناعات الدفاعية، وشركة حوض بناء السفن “آريس” (Ares) التركيتين، من صناعة نموذج أولي لزورق مسلح غير مأهول مسير عن بعد ، يحمل اسم “سيدا” (SİDA).

* “سيدا” عين الوطن الساهرة

ويتميز زورق “سيدا”، الذي يعتبر أحد أهم الصناعات الدفاعية التركية، بقدراته الفائقة على حراسة ومراقبة المجالات البحرية بالإضافة إلى قدرتة قطع مسافة تصل إلى 400 كيلومتر في المرة الواحدة، وبسرعة تصل إلى 65 كيلومترا في الساعة، فضلا عن امتلاكه أنظمة اتصالات مشفرة محلية الصنع، وقدرته على المراقبة الليلية والنهارية.

ويعد الزورق الذي جرى إنتاجه بجهود وطنية مشتركة، من مواد مبتكرة ومركبة متطورة، ويتميز بالقدرة على التحكم به عن بعد من مقر قيادة ساحلي أو مركبات متنقلة على الساحل أو منصات عائمة في عرض البحر، مثل حاملات الطائرات والفرقاطات.

* “سيدا” قدرات فائقة ومهام متنوعة

وتتوقع الشركتان المنتجتان أن يلعب الزورق المسير دورا كبيرا في تنفيذ مهام عملياتية متعددة حيث تلعب إمكانياته الشيء الكثير ما يفرض تواجده بقوة في الساحة الإقليمية سريعة التقلبات و الأحداث.

ويتسع دور “سيدا” لكثير من المهام البحرية كالاستطلاع، والمراقبة وعمليات الاستخبارات، والمرافقة المسلحة، وحماية القوات البحرية، وأمن المنشآت الاستراتيجية، والحرب السطحية، والحرب غير المتكافئة، وغيرها من الاحتياجات العملياتية المختلفة.

ويمتلك “سيدا” قدرات فعالة في مجال المشاركة في عمليات مشتركة مكونة من عدد كبير من الزوارق المسيرة، وتنسيق تلك العمليات مع الطائرات بدون طيار والطائرات المأهولة، وتشويش أنظمة اتصالات العدو في بيئة الحرب الإلكترونية، ويمكن تزويده بأنظمة اتصالات واستخبارات.

وبالإضافة إلى كونه مركبة بحرية مسيرة يتم التحكم فيها عن بعد، فقد جرى تجهيز “سيدا” بقدرات متفوقة ومتطورة لخوض العمليات العسكرية البحرية وميزات أخرى تتعلق بالذكاء الاصطناعي والقيادة المستقلة.

* حارس الوطن الأزرق.. يدخل الخدمة

تستعد الشركتان المنتجتان لإنزال زورق “سيدا” إلى البحر نهاية ديسمبر/ كانون الأول الجاري، ليبدأ بمهام عملياتية تساهم في حماية حدود الوطن، بعد أن أتمت الشركتان المصنعتان له الاختبارات اللازمة بالتعاون مع شركة “روكيتسان” التركية لصناعة الصواريخ.

وقال أوتقو آلانج، مدير عام “آريس”، إن شركته تشعر بالفخر لأنها ساهمت في إنتاج أول زورق مسلح بحري مسير في تركيا، لافتا أن الزورق المذكور سوف توكل إليه مهام متعددة لحماية الوطن الأزرق بعد دخوله للخدمة وإنزاله إلى عرض البحر.

وأوضح آلانج، للأناضول، أن إنتاج الزورق جاء بالدرجة الأولى لتوفير تقنيات حربية بحرية للقوات المسلحة، والمساهمة في مراقبة المياه الإقليمية التركية في بحر إيجه والبحر المتوسط.

وتابع: “سيدا” قادر على توفير خدمات مهمة في حل مشاكل مراقبة المياه الإقليمية، ورصد تحركات العدو لاسيما في الجزر الصخرية والمناطق الضيقة الأخرى، إضافة إلى قدرته على جمع المعلومات الاستخبارية والاشتباك المباشر مع العدو.

وأضاف آلانج إلى أن عملية تصنيع الزورق المسلح والمسيّر “سيدا”، التي تخللها دراسات وأبحاث متعددة الأوجه، بدأت قبل حوالي 3 سنوات، واصفا الزورق بأنه سلاح فعال أكثر من كونه مركبة حربية بحرية.

* شراكة .. لصناعات مبتكرة

ولفت مدير عام شركة حوض بناء السفن، أن شركته رغبت بالتعاون مع شركة “متكسان” للصناعات الدفاعية، لدورها المهم الذي لعبته في تطوير أنظمة التحكم عن بعد والقيادة والأنظمة المستقلة وتطوير البرامج المحلية وتوفير البنية التحتية للاتصالات المشفرة.

وأشار آلانج، أن عملية إنزال الزورق “سيدا” إلى مياه البحر ستتم نهاية الشهر الجاري، بعد إجراء الاختبارات النهائية لأنظمة التحكم عن بعد وأنظمة القيادة المستقلة، ليبدأ بالقيام في مهامه العملياتية فور ضمه إلى ملاك القوات المسلحة التركية.

ونوه أن شركته أكملت تصميما جديدة لقوارب مختلفة بقدرات فعالة تعمل في مجالات المراقبة والاستطلاع، والمساعدات الإنسانية، ومكافحة الحرائق، والإخلاء، وإنقاذ الضحايا، ورصد الغواصات والحرب الإلكترونية.

بدوره، قال نائب المدير العام لشركة متكسان، أردال طورون، إن شركته تنتج العديد من أنظمة البنى التحتية المستخدمة في المركبات الجوية بدون طيار وأنظمة الصواريخ.

وأشار طورون للأناضول، بشعوره بالفخر لمشاركة شركته في صناعة أول زورق مسلح مسير غير مأهول في تركيا، مشددًا على أهمية المركبات الحربية المسيرة في الحروب، ودور هذه الوسائل الدفاعية في التقليل من الخسائر البشرية.

ولفت أن شركته توفر الأنظمة العسكرية ذات القيادة التلقائية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي بالكامل، مشيرا أن الزورق المسلح والمسير “سيدا” يمتلك نظاما للقيادة التلقائية والمستقلة القادر على التحكم في جميع تحركات المركبة من خلال الاستفادة من نظام التموضع العالمي (GPS).

فريق التحرير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *