• 19 أبريل 2024

بين ماضٍ مريرٍ لا تلتئم جراحه، وأملٌ بمستقبلٍ ينسيهم بعض ما مروا به، يعيش السوريون الذين لم يجدوا فسحة أمل تداوي بعض جراحهم سوى في الهجرة خارج وطنهم، بعد أن ضاقت بهم الأرض، وأغلقت في وجههم أبواب أغلب البلدان لتجبرهم مرارة عيشهم على البحث عن سبل غير شرعية في سبيل الهجرة وتأمين مستقبلهم ومستقبل أطفالهم.

أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ في تركيا، باشرت الحكومة التركية بمنح قسم منهم الجنسية بهدف استيعاب أعدادهم الكبيرة، والاستفادة من شهاداتهم الجامعية، خصوصاً بعد صدور قرار بالسماح بتعديل الشهادات الجامعية السورية. وفقاً لموقع كلنا شركاء.

“معاوية مرزاق” من أبناء مدينة حماة وحامل شهادة رياضيات، كان أحد أفراد اللاجئين السوريين في تركيا، لكن بعد تخطيه للمرحلة السابعة من مراحل تجنيس السوريين، حصل وأخيراً على الهوية التركية، وتحول من لاجئ إلى مواطن تركي.

يتحدث مرزاق بعد دخوله الأراضي التركية، فمنذ أكثر من أربع سنوات اتجه هو وعائلته إلى ولاية “قيصري” وعند تسجيله على بطاقة الحماية المؤقتة أو ما يعرف بـ “الكيمليك”، تم تقييد شهادته الجامعية أيضاً، وبدأ يعمل بمهنة التدريس في مدارس التعليم المؤقتة للطلاب السوريين، وفي الشهر الحادي عشر أوردت التربية التركية قائمة بأسماء المقبولين لمنحهم الجنسية التركية وكان اسمه في تلك القائمة.

يتابع مرزاق أن لعملية التجنيس سبع مراحل قام باجتيازها جميعاً، من تقديم أوراق وثبوتيات إلى مقابلات شخصية ودراسات أمنية، لتصله أخيراً رسالة مفادها “بعد التأكد من تحقيقك الشروط المطلوبة للجنسية وفقاً للقوانين تم الاقرار بمنحك الجنسية التركية”، وعلى أساسه تم سحب بطاقة الحماية المؤقتة ومنحه هوية المواطن التركي.

ونوه “معاوية” أنه بعد حصوله على الهوية التركية أصبح واجباً عليه العمل من أجل تركيا وتعلم لغتها، والالتزام بقوانينها وخدمة مصالحها، وأكد أنه سيربي أبناءه على حب سوريا وتركيا بالتساوي في نفس الوقت الذي سيبقى فيه حنينه وحبه لوطنه في قلبه منتظراً انتهاء الحرب في وطنه حتى يعود ويرى أقرباءه وأهله، ويساهم في بناء بلد دمرته آلة الحرب الدائرة.

“محمود الرجب” أيضاً من أبناء مدينة حماة، هو وزوجته من حملة شهادة اللغة العربية، تحدث لـ (كلنا شركاء) أن موافقة الحصول على الجنسية التركية جاءت باسم زوجته، حيث ترتب على ذلك حصول جميع أفراد العائلة على الجنسية، بعد أن تجاوزوا أيضاً المراحل السبعة لعملية التجنيس تم منحهم وصل الهوية التركية بانتظار استلام الهوية الرسمية.

وأوضح “الرجب” أن تكون مواطناً تركياً يعني أن تخضع لخدمة العلم إن كنت أقل من سن الثامن عشر، في نفس الوقت الذي تبقى فيه أمور غامضة، حيث لم يعلم بعد إن كان سيخضع هو نفسه لخدمة العلم بعمر الثلاثين أم لا، وعبر عن سعادته بحصوله على جواز سفر تركي حيث أصبح بإمكانه السفر إلى دول كثيرة دون “فيزا” كونه أصبح مواطناً تركياً وله حقوق المواطنين الأتراك.

وأفاد “محمود” أنه ضمن بالجنسية التركية إلى حد ما مستقبله ومستقبل عائلته، نظراً للصعوبات الكبيرة التي واجهها حين إخراجه أي وثيقة رسمية عندما كان يحمل الجنسية السورية فقط، ونوه أن جنسيته الجديدة لن تلغي جنسيته القديمة ولكن تم سحب بطاقة اللاجئ منه، ما ترتب عليها وقف جميع أنواع المساعدات التي كانت تقدم لهم، وحتى الطبابة المجانية التي يحصل عليها السوريون في جميع المستشفيات التركية سيتم توقيفها، ولكن هذا كله لا يقارن مع إيجابيات الحصول على الجنسية التركية، على حد قوله.

فريق التحرير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *