• 29 مارس 2024

قويوجو مراد.. الوزير الأعظم الذي طهّر الدولة العثمانية من العصابات

قويوجو مراد (بالتركية: Kuyucu Murat) رجل الدولة العثمانية الذي ينحدر من أصل “كرواتي”، عمل في وظائف عديدة منها “كتخدا”، ثم تسلم لواء “سنجق بك” ونُصِب أميراً على “ديار بكر”، “الأناضول” و”روم ايلي” كما عُيّن أخيراً في عام 1015هـ \ 1606م وزيراً “صدراً أعظماً”.

اشتهر باعماله البطولية بقمع رجال عصابات ورميهم في الآبار، لهذا أُطلق عليه لقب “قيوجو” الذي يعني (صاحب البئر).

قويوجو مراد شهرته

استمرت حركات العصيان التي بدأت في الأناضول في عهد السلطان “مراد الثالث”، إلى عهد السلطان “محمد الثالث” بوتيرة متصاعدة، واتخذت هذه الحركات طابعاً مذهبياً، لاسيما حركة العصيان التي قام بها “قلندر أوغلو”؛ حيث بدأت الأناضول تكتوي بنارها وتتعرض للحريق وللهدم،

و اضطرت الدولة العثمانية ولأول مرة في تاريخها للتوقيع على معاهدة “زيتواتوراك” (وهي المعاهدة التي أنهت الحرب العثمانية النمساوية)، في هذه الاثناء قام “قيوجو” مراد باشا بأمر من السلطان وبفرمان منه بتحقيق الإنتصارات الآتية:

أولاً: كانت حركة العصيان الأولى التي توجه إليها مراد باشا

كانت حركة عصيان “سراج اوغلو أحمد” الذي ادعى أنه سيجمع ثلاثين ألف من المناصرين، فقضى على حركته وأعدمه وتبع هذا القضاء على عصابات “حمشيد” و”موصلي جاوش” التي كانت قد احتلت مدن سيليفكة و أطنه.

ثانياً: قضاؤه على عصيان “ابن جانبولاط علي باشا” الذي تفاقم أمره جداً، وكذلك على عصيان الدروز في لبنان، حيث كسب المعركة التي قادها ضد “ابن جنبلاط” عام 1016هـ \1607م قرب مدينة إسكندرون وقبض عليه وأرسله إلى إسطنبول كما أجبر رؤساء عصيان الدروز على الهرب.

ثالثاً: أما المشكلة التي كان يمثلها ” محمد” الملقب “قلندر اوغلو بيري” الذي كان عريفا قديماً في الجيش العثماني ثم شغل وظيفة “كتخدا”، بل ووظيفة “المتسلم”، حيث أعلن عصيانه عام 1013هـ \ 1604م واستولى على مدينة “مغنيصا” وما حولها، وعندما سمع أن مراد باشا قد توجه نحوه قبل أن يكون والياً على “سنجق انقرة” ولكن أهالي أنقرة نفروا منه ولم يرضوا به، أعلن عصيانه مرة أخرى وجمع حوله الجنود الهاربين الذين كانوا مع أبن جنبلاط وسار بقوته البالغة ثلاثين ألف مقاتل إلى بوصة فأحرقها وما حولها.

رابعاً: وعندما وصلت هذه الأنباء إلى إسطنبول ساد الفزع فيها؛ لخشية الناس من توجه العصاة نحو إسطنبول، واستطاع  ” قلندر اوغلو” التغلب على القوات العثمانية التي أرسلت ضده، وقتل قوادها.

وفي أعقاب هذه الهزيمة تم إحراق وهدم العديد من مدن بحر إيجة من قبل العصاة وقام مراد باشا على رأس جيشه بالتوجه نحو العصاة، وبعد مطاردات عديدة تقابل مع “قلندر أوغو” في منطقة “كوك صون” عام 1017هـ \ 1608م وهزمه شر هزيمة وشتّت قوته، فهرب هذا العاصي إلى إيران التي كانت تمده بكل وسائل العون والمساعدة، ولم تكن إيران آنذاك الملجأ الوحيد لذلك العاصي بل كان كثير من الأشقياء من أمثال “ميمون” شفيق أحمد الطويل وغيره قد إلتجئوا إلى شاه إيران

خامساً: لم تنته مهمة مراد باشا عند هذا،  إذ قام بالقضاء تماماً على عصابة “مراد خانيلر” في “بايبورت” وعلى عصابة أمير شاهي في “بك شهر”.

والخلاصة أن مراد باشا أستطاع القضاء على عصابات “جلالي” التي دوخت الدولة العثمانية لفترة تزيد على القرن، ويشهد التاريخ بأن مراد باشا قام خلال حركات التطهير التي دامت ثلاث سنوات بالقضاء على أكثر من خمسين ألف من العصاة، ولاشك أن من بين هؤلاء بعض الأبرياء فهذا احتمال وارد، ولكن الاتهامات الموجهة إليه هي مبالغات نابعة من الخصومة المذهبية والتعصب المذهبي لاغير.

عاش حتى عمر 90 سنة حياة مستقيمة وكان دائماً موضع ثناء السلطان

(خاص – مرحبا تركيا)

فريق التحرير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *