• 20 أبريل 2024

ميدان تقسيم معلم ثقافي وديني وتاريخي ومركز تلاقي الثقافات

محمد السكني – تركيا – ميدان تقسيم مركز تعانق الأديان وتلاقي الثقافات وأشهر مقاصد السياح العرب والأجانب وأول محطات السياح عند زيارتهم تركيا فهو يضم مسجد تقسيم الذي افتتحه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وعلى بعد خطوات من المسجد هناك كنسية “آيا تريادة”، ومركز “أتاتورك الثقافي الشهير”، ومنشآت سياحية وتجارية جذابة ومهمة شكلت رمزاً مهماً لمدينة إسطنبول التاريخية والسياحية.

ميدان تقسيم

يتبع ميدان تقسيم إلى منطقة تقسيم والتي تعد رمزاً مهما لدى الكثير من فئات الشعب التركي والزوار الأجانب، لشمولها وضمها العديد من المراكز الحيوية المهمة والمراكز الثقافية والدينية والأبنية التاريخية وعدد من المؤسسات الدولية الدبلوماسية والسفارات وقنصليات بعض الدول في تركيا، وتضم معلماً حيوياً سياحياً وهو شارع الاستقلال الذي يمتد من ميدان تقسيم إلى وصولاً إلى برج غلطة التاريخي المطل على خليج القرن الذهبي وحتى منطقة قره كوي.

ميدان تقسيم معلم ثقافي وديني وتاريخي ومركز تلاقي الثقافات
ميدان تقسيم معلم ثقافي وديني وتاريخي ومركز تلاقي الثقافات

 شارع الاستقلال

ويمثل شارع الاستقلال كشرايين جسد الإنسان لكثرة شرايينه وتفرعاته الذي ينتشر في أزقته الموسيقيين والعازفون والفنانين والموهوبين وعارضي الفنون في الشوارع أو ما يسمى فن الشوارع، ويضم الكثير من المباني الأثرية ومحلات الملابس الراقية ومعارض ومكتبات واسعة وسينمات وملاهي الليلية ومطاعم تركية شهيرة وأبرزها مطعم المدينة الذي صاحبه الشيف بوراك الشهير.

اقرأ ايضا : قيامة أرطغرل وقيامة عثمان مسلسلين أحيا تاريخ العالم الإسلامي واتهما بالسياسية

اقرأ ايضا : “أردوغان”مسجد تقسيم هدية لإسطنبول

اقرأ ايضا : أردوغان يتفقد آيا صوفيا وموقع بناء مسجد تقسيم ومركز أتاتورك الثقافي

ويمتد شارع الاستقلال على مسافة 3 كيلو متر، بداية من ميدان تقسيم وصولاً إلى برج غلطة التاريخي أحد المعالم التاريخية الشهيرة في منطقة تقسيم. كما يمر من قلب الشارع مترو عثماني تاريخي قديم يعود عمره إلى لنحو 100 عام يستقله الكثير من السياح الأجانب والعرب.

 

وتعود غالبية عمر المباني والبيوت في شارع الاستقلال إلى أكثر من 100 عام، ومن أشهرها وأبرزها جامع حسين آغا والكنيسة المقببة، ويضم عدد كبير من الفنادق التي تستضيف أهم المؤتمرات الدولية والمحلية.

 

وما يميز ميدان تقسيم ومنطقة تقسيم وجود شارع الاستقلال الشارع الذي يصخب بصوت الموسيقى والعزف باللغة العربية والتركية وبصوت المارة والسياح من كافة دول العالم

مسجد تقسيم أهم مركز ديني وثقافي

ميدان تقسيم معلم ديني ومركزا مهما لتلاقي الأديان الإسلامية والمسيحية، فيضم كنسية “آيا تريادة” ويقابلها مسجد تقسيم الذي افتتحه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 28 مايو/أيار الماضي 2021 مؤكداً أنه سيصبح معلم ثقافي وديني وفني مهم في إسطنبول والذي سيضم إلى مبنى المسجد.

ويتميز المسجد بضمه مكتبة رقمية وأماكن لإقامة المعارض والذي بني على مساحة قدرها 2.5 دونم، ويصل ارتفاع قبته إلى 33 متر، ويبلغ طول مئذنته 65 متر، ويتسع المسجد إلى 4 آلاف مصلي، وتصل مساحته 875 متر مربع، ويتكون من 3 طوابق، إضافة إلى موقف سيارات يتسع إلى 165 سيارة ومركبة، ويرتفع المبنى أكثر من 20 مترا، ويبلغ ارتفاع القبة قرابة 10 أمتار.

ميدان تقسيم معلم ثقافي وديني وتاريخي ومركز تلاقي الثقافات
مسجد تقسيم

ووصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مسجد تقسيم بأنه هدية إسطنبول، معتبراً المسجد بالهدية لإسطنبول بعد نضال استمر إلى قرن ونصف القرن، وأن فكرة بناء المسجد المطل على ميدان تقسيم تعود إلى أيام الحرب العثمانية الروسية بين عامي 1877 و1878.

ونوه أردوغان إلى أن فكرة بناء جامع تقسيم طرحت مرة أخرى في فترة حرب الاستقلال قبل نحو قرن ليكون رمزا لعزيمة الأمة في سبيل الاستقلال، وحالت العراقيل دون بناء مسجد تقسيم في الوقت الماضي”.

كنيسة “آيا تريادة” في تقسيم

واكتسبت تقسيم وميدان تقسيم أهمية دينية مهمة وخاصة في أعياد المسيحية في رأس السنة، فيقابل مسجد تقسيم كنيسة آيا تريادة على مدخل شارع الاستقلال والتي لها أهمية دينية للأرثوذكس المعروفة وهي كنيسة الروم التي انشأت في القرن التاسع عشر، وفق الهندسة المعمارية البيزنطية، في أيام حكم الدولة العثمانية.

وعلى بعد خطوات قليلة من الكنسية الرومية بني مسجد تقسيم وهذا يدلل على روح التآخي والتسامح الديني في تركيا. كما افتتحت الكنسية في عام 1880 مع بداية تأسيس وبناء منطقة تقسيم والتي تضم معالم تاريخية ودينية مهمة وأحد الاحياء القديمة في مدينة إسطنبول.

شارع الاستقلال تقسيم
شارع الاستقلال تقسيم

مركز أتاتورك الثقافي

يعد ميدان تقسيم إحدى الواجهات الثقافية السياحية التي تختلط بها ثقافات وتاريخ الشعوب، ومقصد للسياح العرب والأجانب لأنها هي أولى محطات جولتهم السياحية في تركيا لذلك تعد مركزا ثقافيا مهماً وجذابا أيضا لضمه مركز أتاتورك الثقافي الذي وُضع حجر أساسه في 10 فبراير/ شباط 2019 في مدينة إسطنبول، حيث يوشك على الاكتمال، بعد إنجاز قرابة 85 بالمئة من أعمال إنشاء في ميدان تقسيم.

وتستمر أعمال بناء مركز أتاتورك الثقافي على قدم وساق المطل على ميدان تقسيم ومسجدها والتي أنهيت به أعمال الكسوة الحجرية والديكورات الداخلية للمركز الثقافي الذي سيتكون من 9 طوابق و4 أقبية وسيحتضن المركز 5 أجزاء وهم قاعة الأوبرا، والمسرح، صالة عرض فنية، ومطعم ومقهى، ومركز فني، ومكتبة والكثير من الأقسام.

اقرأ ايضا: السياحة العلاجية في تركيا 2021 : بعض النصائح لما قبل السفر

وتتميز قاعة الأوبرا في مركز أتاتورك الثقافي بمساحتها الواسعة إذ تبلغ مساحتها 48 ألفا و705 أمتار مربعة، مكونة من 4 أقبية وطابق أرضي إضافة إلى 9 طوابق، لألفين و40 شخصا. كما يتميز المسرح بمساحته الكبيرة التي تتكون من 16 ألفا و228 مترا مربعا، ويتكون من 4 أقبية وطابق أرضي بالإضافة إلى 5 طوابق، ويتسع لـ 805 أشخاص.

مركز تلاقي الثقافات والأديان

ومع وجود مسجد وكنسية ومركز ثقافي ومعالم ومرافق تاريخية اكتسبت المنطقة ذوقاً مميزاً عن باقي مناطق مدينة إسطنبول ومدن تركيا، فتلاقت الثقافات بين الشعوب في تقسيم وتعانقت الأديان في ميدانها، وهذا ما منحها أهمية كبيرة وحركة لا تهدأ من السكان الأتراك والأجانب والعرب أصحاب الثقافات والعادات المختلفة.

وإذا كنت تبحث عن شراء كتاب أو مطالعته ففي تقسيم المكاتب الكبيرة، وإذا أردت تذوق الطعام التركي والشرقي والغربي فتقسيم تضم أنواعاً كثيرة من أطباق الطعام المختلفة، وإذا كنت من عشاق التنزه والترفيه واستطلاع الأماكن التاريخية ففي تقسيم ستجد ما تمنيت.

ويتوسط ميدان تقسيم سوقا ومعرضا يشهد فعاليات فنية وأنشطة للأطفال وعروض فنية وموسيقى ومعارض للكتب والأعمال اليدوية، وبفعل انتشار فيروس كورونا ألغيت بعض المناسبات في المنطقة.

برج غلطة في تقسيم
برج غلطة في تقسيم

منطقة تقسيم تاريخياً

وحظيت منطقة تقسيم بموقعها الحيوي المطل على مضيق البوسفور وجسر البوسفور ما أكسبها إطلالة راقية ساحرة يمكنك من خلال رؤية الجزء الأسيوي من الجانب الأوروبي للمدينة.

وكانت تقسيم تاريخيا في القدم منطقة لتوزيع المياه على أحياء ومناطق مدينة إسطنبول لذلك من هنا أطلق عليها تقسيم. كما كانت تقع بالقرب منها ثكنة عسكرية عثمانية.

اقرأ ايضا : معركة نيكوبوليس.. الإعصار العثماني الذي غزا أوروبا

اقرأ ايضا : مرسين التركية.. الجنة وجهنم على بعد خطوة من الشرفة ما هي القصة ؟

اقرأ ايضا : مسلسل قيامة عثمان والمسلسلات التاريخية التركية تحيي عظمة العثمانيين من جديد

ويضم ميدان تقسيم معلماً مهماً يصطف خلفه السياح والأتراك من أجل التقاط الصور أمامه وهو نصب عيد التحرير والنصر للجمهورية التركية الذي صممه الفنان الإيطالي بيترو كانونيكا.

 من إعداد: محمد السكني

 

 

 

فريق التحرير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *