• 29 مارس 2024
 ياسين أقطاي: إسرائيل تشكل تهديدا للعالم كله.. وتسير بسرعة نحو نهايتها

ياسين أقطاي: إسرائيل تشكل تهديدا للعالم كله.. وتسير بسرعة نحو نهايتها

قال ياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن “اليوم هو اليوم الذي أعلنته إسرائيل لبدء إتمام خطة (ضم) وادي نهر الأردن وإكمال بناء المستوطنات اليهودية التي تبنيها منذ سنوات، رغم اعتراض العالم أجمع، في الضفة الغربية الواقعة أصلا تحت احتلالها”.

وأشار إلى أنه “تعتبر هذه الخطوة هي أكثر الخطوات التي أقدمت عليها إسرائيل وقاحة وعندا، ضاربة بكل القوانين عرض الحائط، بعدما وسعت أراضيها بشكل تدريجي منذ قيام دولتها حتى لم تجعل للفلسطينيين مساحة يلتقطون حتى بها أنفاسهم”.

كلام أقطاي جاء في مقالة نشرها في موقع “يني شفق” العربي، امس الأربعاء، بعنوان “إسرائيل تشكل أكبر تهديد على الأمن العالمي”.

وأضاف أقطاي “عدد كبير من الدول التي لطالما تعودنا على سياساتها المناصرة لإسرائيل يعارض هذه الخطوة علانية ويحذر إسرائيل لتتراجع عنها”، مشيرا إلى أنه “حتى من في الولايات المتحدة، باستثناء ترامب وفريقه المقرب، ينتقدون خطة الضم هذه يحذرون من أنها ستكون سبب في تخلي واشنطن عن دورها في إقرار السلام والاستقرار بين جميع الأطراف في الشرق الأوسط”.

وذكر “لا شك في أن الدور الذي تلعبه أمريكا عندما يكون الأمر يخص قضايا فلسطين وإسرائيل لم يكن دورا وسيطا أبدا”، موضحا أن “الولايات المتحدة حتى عندما كانت تتظاهر بالوساطة الحيادية وتقبل هذا الدور فإنها لم تكن تفعل شيئا سوى التلاعب بالأوراق لصالح إسرائيل”.

وأشار إلى أن “إسرائيل لا تكون قد احتلت بعض المناطق بشكل تدريجي من خلال المستوطنات اليهودية التي بنتها في الأراضي المملوكة لمواطنين فلسطينيين على مدار سنوات، بل إنها تبني جدرانا حول هذه المستوطنات لأنها تعتبر أن الفلسطينيين المقيمين في الأراضي التي تحتلها يمثلون تهديدا على مستوطناتها التي بنيت بشكل مخالف للقانون”.

وتابع “إسرائيل ترى أن من حقها أن تضم كامل الأراضي الفلسطينية التي تشكل حوالي 30% من الضفة الغربية لأنها تعتبر أنها تشكل تهديدا على مستوطناتها التي بنتها بشكل مخالف للقانون”.

واستطرد “مصطلح الأمن هو من أكثر المصطلحات المنافقة للنظام الدولي الذي نعيش فيه، فعندما يرد ذكر الأمن يتوقف كل شيء ونجدهم يختلقون حجة لكل أنواع الظلم وانتهاك حقوق الإنسان”، مشيرا إلى أنه “لو كان هناك تهديد أمني في الوقت الراهن فهو ليس من الفلسطينيين للإسرائيليين، بل على العكس تماما”.

وأرفد “إسرائيل تهدد الفلسطينيين دائما، انظروا مثلا إلى خرائط فلسطين – إسرائيل كيف تشكلت منذ عام 1967، فلن نرجع بالتاريخ كثيرا، سترون كيف اكتست الأراضي التي يرجع ملكية معظمها للفلسطينيين باللون الإسرائيلي بشكل تدريجي خلال تلك السنوات”.

وأردف “إسرائيل لا تشكل تهديدا للفلسطينيين فقط، بل للعالم كله، ولقد رأينا الدور التجاوزي الذي تلعبه إسرائيل في الأراضي الفلسطينية قريبا كذلك في ضمها للجولان”، لافتا إلى أنه “يكفي أن توافق واشنطن ولا تصدر أي صوت على الساحة الدولية كي تضم إسرائيل مناطق تحتلها بالفعل”.

وأكد “لم تتورع إسرائيل وتتوقف عما تفعل حتى في أوقات مفاوضات السلام والتطبيع والاستقرار السابقة، بل حتى إنها في الوقت الذي كان تعقد فيه المفاوضات كانت من ناحية أخرى تواصل تشييد المستوطنات التي تقوم على فكرة الاحتلال وضم الأراضي الفلسطينية في المرحلة التالية؛ كما استغلت الهدوء خلال مرحلة المفاوضات لتوسيع نطاق احتلالها، وها هي اليوم والجميع منشغلا بمواجهة جائحة كورونا تسعى لانتزاع مزيد من الأرض، لكنها خطوة من شأنها أن تصيب الجميع بالجنون”.

واستكمل “لنذكركم بأن الصليبيين احتلوا القدس قبل ذلك لنحو قرن من الزمان، لكن مائة عام ليست بالفترة الطويلة في تاريخ البشرية”.

ولفت أقطاي “ينبغي لإسرائيل ألا تثق بأمريكا أو الاتحاد الأوروبي أو أي قوة دولية أخرى، بل يجب ألا تثق كثيرا كذلك بأنظمة بعض الدول الإسلامية التي استطاعت ضمان تأييدها وإسكاتها بعدما اشترتها أو هددتها، فشعوب هذه الأنظمة وصلت لمرحلة الانفجار غضبا بسبب هذا الاحتلال الظالم؛ وإذا ما أصرت على هذه السياسيات فلا ريب أن هذا الغضب سيصل إليها هي كذلك في أكثر الأوقات التي تشعر فيها بالأمان”.

وختم أقطاي كلامه قائلا: “لقد كان فرعون قد اتخذ ما يلزم من (تدابير أمنية) مزعومة لمواجهة موسى عليه السلام، لكن هذه التدابير نشرت الحنق بين بني إسرائيل، ما أذن بنهاية فرعون”.

وأضاف “لا شك أن الأدوار تغيرت اليوم، لكن المصير واحد، ويبدو أن إسرائيل تسير بسرعة نحو نهايتها”.

فريق التحرير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *